كتاب عربي 21

الصبر على السلمية أولى من السقوط في أتون حرب أهلية

عزام التـميمي
1300x600
1300x600
الفرضيات الخاطئة كما المقارنات الخاطئة تقود إلى استنتاجات خاطئة. في معرض نقد منهج السلمية الذي يلزم الإخوان المسلمون به أنفسهم في مصر، تجد من يستشهد بمقاومة أهل ‏فلسطين للاحتلال الصهيوني لإثبات نجاعة الرد على العنف بالعنف. وهي مقارنة غير صحيحة، فلو أردنا أن نقارن مقارنة صحيحة، فإن النظام الانقلابي في مصر تعادله في فلسطين سلطة أوسلو وليس سلطة الاحتلال، وهذا ينطبق على كافة الأنظمة العربية الأخرى بما هي عليه من استبداد وفساد وقهر للشعوب. ليكن معلوماً أن قتال الغازي الأجنبي المحتل للأوطان مبرر بكافة الوسائل وفي كل الأوقات، وعلى أيدي الأفراد كما على أيدي الجماعات.

أما قتال أبناء المجتمع الواحد والوطن الواحد مهما كان الخلاف ومهما كانت المظالم والتجاوزات، فحساباته مختلفة لأن تداعياته يمكن أن تكون كارثية. والحكم على فشل سلمية الإخوان حكم جائر خاطئ. فها هي عسكرة الثورات في البلدان العربية من ‏ليبيا إلى ‏اليمن، مروراً ب‏سوريا، لم تأت بخير، بل جلبت دماراً يجر دماراً، وحولت هذه البلدان إلى ساحات معارك دولية بالوكالة.

يمكن للمجتمعات العربية أن تفرز أغلبية وأقلية أمام صناديق الاقتراع، أما أمام صناديق الرصاص وفي مواجهة المجنزرات والمدرعات، فالناس تغرق في بحار من الحيرة كما تغرق في بحار من الدم، تمزق صفوفها التحزبات، وتنهكها معارك الاستنزاف. ولا تكاد تجد بيتاً واحداً يسلم من تدابر وتباغض وتشاحن. فيمسي الأخ يقتل أخاه، والجار يفتك بجاره، وأبناء العشيرة الواحدة ينتهك واحدهم حرمات الآخر. ولو كان حمل السلاح في وجه الظالمين مجديا لما نهى الله عنه جماعة المؤمنين طوال ثلاثة عشر عاماً قضوها في مكة يدعون إلى الله بالحسنى بينما يقابلهم خصومهم بالتنكيل والتشريد والقتل والتجويع. ولم يرفع حظر استخدام السلاح رداً على المعتدين إلا بعد الهجرة إلى أرض تحقق للجماعة المؤمنة فيها التمكين، وبات مبرراً رد العدوان بالمثل، بل وأمر المؤمنون بإعداد القوة لردع كل من تسول له نفسه العدوان. ما لا يفطن إليه المنادون باستخدام العنف سبيلاً للرد على الانقلابيين، أن مثل هذا العنف يصبح مع مرور الوقت سلاحاً في أيديهم، يبررون من خلاله مزيداً من العنف والقهر، حتى إنهم إذا لم يجدوه افتعلوه، وسخروا كل أدوات السحر والشعوذة (وسائل الإعلام التابعة لهم) لتبرير الاستمرار في سفك الدماء وانتهاك الحرمات. وقد تمنى بشار الأسد في الأيام الأولى من ثورة الشعب السوري، حين كانت سلمية بحتة، أن تتحول السلمية إلى عنفية، ليبرر كل وسائل البطش والاستعانة على ذلك بأوليائه في الشرق والغرب، وهو الأمر الذي يتمناه السيسي وكل طغاة الأرض في وطننا العربي الممتد من المحيط إلى الخليج.

والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
4
التعليقات (4)
معتز ابو المحاسن
الأحد، 31-01-2016 09:12 ص
لا نتفق مع الكانب ، لماذا: - اولا: معالجة الأزمة في مصر ليس بالسلمية فقط و التجمد في افكار مقولبة بدون تقييم وتعديل، ثم ان الكاتب لم يشرح لنا ما هي السلمية التي يقصدها، هل هي السكوت فقط ام المظاهرات فقط لماذا لم يتكلم عن العصيان المدني بأشكاله المتعددة حتى يسقط النظام. ثانيا: اذا لم تفلح السلمية وهي لن تفلح في حالة مصر فارجعوا الى تاريخ مصر أيام المماليك وقبلهم وبعدهم لكي تفهموا فنون الحكم وترسموا خطة المقاومة المناسبة ثالثا: هناك انهيار قيمي و اخلاقي عام في مصر وانهيار معرفي وخططي فادح في صفوف الاخوان وقيادتهم رابعا: القتل سيستمر فيكم وفي غيركم وسلميتكم لن تمنعه، فليفكر الجميع في طرق ووسائل مناسبة.
خالد الحسينى
الأحد، 31-01-2016 07:34 ص
بالتعليق عل، الحاله السوريه؛ هل تحول الثوار من تلقاء أنفسهم الى حمل السلاح ام افعال الأسد أجبرتهم على ذلك؟ كذلك فى مصر، السلميه هنا تعتبر استسلام للذبح. لا احد يعشق الحرب الاهليه ولكن احدهم قال؛ أليس هناك حل ثالث غير ثنائية السلميه او الحرب الاهليه؟!!!
جعفر
السبت، 30-01-2016 03:50 م
موقع عربي21 لا هو عربي ولا هويته عربيه لابل هو موقع عربي رجعي ثللي مقيت مثله مثل مواقع الرجعيه العربيه .الرجعي21
مسلم من عباد الله
السبت، 30-01-2016 02:19 م
اذا كان حمل السلاح هو وحده سيكون مبرر للفتك بالاخوان و اسئصالهم فهل كان هناك مبرر دولى و قانونى لمجزرة اعتصام رابعة السلمى وهل احتاج بشار لمبرر ليضرب بالكيماوى الى الان وهو محرم دوليا وهل احتاجت روسيا لمبرر لتضرب شعب لم يؤذيها بشئ وهل احتاج بوش مبرر لغزو العراق والعالم كله كان ضد هذا الغزو على من تضحكون على انفسكم ام علينا ما يسمى المجتمع الدولى غابة بلا قانون او اخلاق الاعتبار فيها للقوة فقط ويحركهم الاستيلاء على مقدرات الغير

خبر عاجل