ألقت التجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية، الثلاثاء، الظلال على العلاقات بين طهران التي حظيت باتفاق نووي مع المجتمع الدولي، وبيونغ يانغ التي لا زالت تواجه حصارا دوليا.
الخبير في شؤون الخليج ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، تساءل في تقرير له نشره المعهد عن البعد
الإيراني في مواقف
كوريا الشمالية الأخيرة.
يعتقد هندرسون أن التجربة النووية الجديدة لبيونغ يانغ جنبا إلى جنب مع أحدث تصعيد للعنف في علاقات طهران مع المملكة العربية السعودية، تضيف بعدا خطيرا للتوترات المستمرة في الخليج.
ويحذر هندرسون من أنه إذا ما زالت هناك روابط لإيران مع تكنولوجيا
الصواريخ الكورية الشمالية، فقد تكون طهران قادرة على الوصول إلى مهارات في مجال
السلاح النووي أيضا.
وينصح هندرسون الدبلوماسيين الأمريكي بأنه لا ينبغي أن تُعتبر العلاقة بين طهران وبيونغ يانغ قضية منفصلة.
ويشكك هندرسون في تقريره بقدرة بيونغ يانغ على صنع وتجربة قنبلة هيدروجينية، ويرجح أن تكون قنبلة نووية انشطارية من نوع مماثل للتصميم الذي اختبرته تلك البلاد بالفعل ثلاث مرات حتى الآن، على الرغم من أنها ربما كانت نسخة أكثر تطورا تُعرف باسم سلاح مُعزز.
ويسلط التقرير الضوء على تاريخ التجارب النووي الكورية الشمالية التي بدأت في عامي 2006 و2009، حيث استخدمت البلوتونيوم المستخرج من الوقود المستهلك. وربما كانت تجربتها في عام 2013 استخدمت يورانيوم عالي التخصيب الذي تم الحصول عليه من محطة التخصيب بالطرد المركزي.
ويشير هندرسون إلى أن بيونغ يانغ حصلت على تكنولوجيا الطرد المركزي من
باكستان، بما في ذلك آلات P2 الفعالة نسبيا، التي تُظهر تحسنا كبيرا مقارنة بآلات P1 التي تهيمن على المخزون الإيراني، وتم الحصول عليها في الأصل من باكستان.
ويكشف التقرير أن إيران تعمل على تطوير آلات IR-2M الخاصة بها، والتي تشابه آلات P2.، ويجدر بالذكر أنه يُسمح بالقيام بمثل هذه الأعمال في إطار الاتفاق النووي الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في العام الماضي.
كما يكشف التقرير مدى التداخل في تكنولوجيا الصواريخ بين كوريا الشمالية والباكستان وإيران؛ فكل من باكستان وإيران تقوم بتصنيع وتشغيل نسخ من صاروخ "نودونغ" الكوري الشمالي الذي يبلغ مداه نحو 1000 ميل، وقادر على حمل رأس نووي. وفي باكستان يُعرف الصاروخ بالإسم "غوري" ويشكل جزءا من القوة النووية الاستراتيجية في البلاد. وتُطلِق إيران على نسختها من الصاروخ اسم "شهاب 3"، وقد طوّرت بديلا أكثر تقدما يدعى "عماد". وفي 5 كانون الثاني/ يناير، عرض التلفزيون الإيراني الرسمي صواريخ قال إنها من نوع "عماد" محمولة على مركبات قاذفة في مجمع النفق الذي يجري تفتيشه من قبل رئيس البرلمان علي لاريجاني. وكانت الصور مماثلة لتلك التي ظهرت في تشرين الأول/ أكتوبر، التي يُزعم أنها من مجمع نفق مختلف.
وعلى الرغم من الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة والقيود الدولية القائمة منذ فترة طويلة على أنشطة إيران في مجال الصواريخ الباليستية، تواصل طهران تطوير صواريخ من أنواع مختلفة. إن الاختبار الأخير لصاروخ من نوع "عماد"، هو الذي انتهك قرار مجلس الأمن الدولي، وكان من المفترض أن يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران في الأسبوع الماضي، إلى أن تم فجأة اتخاذ قرار معاكس في واشنطن.
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق أيضا إزاء مبيعات معدات الصواريخ الكورية الشمالية إلى إيران، فضلا عن وجود الفنيين الإيرانيين في كوريا الشمالية، الذين يعملون على مُعزز صاروخ.