صحافة دولية

واشنطن بوست: دونالد ترامب يقوض حربنا ضد تنظيم الدولة

اعتبرت "واشنطن بوست" أن إغناتيوس يمثل خطرا على أمريكا بتصريحاته المثيرة للجدل - أرشيفية
اعتبرت "واشنطن بوست" أن إغناتيوس يمثل خطرا على أمريكا بتصريحاته المثيرة للجدل - أرشيفية
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا للكاتب لديها ديفيد إغناتيوس، قال فيه إن "الأزمات عادة ما تبرز أجمل وأسوأ ما بداخل الناس"، مضيفا أن ذلك كان واضحا الأسبوع الماضي في تصرف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

وقال إن "أوباما أظهر جانبه الأفضل في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي الزائر فرانسوا هولاند، فكان أوباما هادئا وضابطا لنفسه، ويحلل بوضوح وسياسي عندما تحدث كيف ستعمل أمريكا مع فرنسا على حرب تنظيم الدولة، وتجنب صب الزيت على النار فيما يتعلق بإسقاط تركيا للطائرة الروسية".

واعتبر الكاتب السياسي الذي يوصف بالمقرب من البيت الأبيض أن "أهم ما قام به أوباما هو تجسيد أحسن ما في أمريكا من مكافحة للمشاعر السلبية نحو المسلمين، التي انتشرت في البلاد بعد هجمات باريس، وفي استشهاده بالترحيب بالمهاجرين المنقوش على تمثال الحرية ذكرنا بمصدر القوة الحقيقية لأمريكا".

وأضاف بقوله: "كان أوباما قد أخطأ في موضوع سوريا وتنظيم الدولة، وأتمنى لو كان أكثر حزما عندما بدأت الأزمة قبل أربع سنوات، وأتمنى لو لم يظهر ضيق الأفق السياسي في انتقاده لسياسيي الحزب الجمهوري، ولكنه كان الثلاثاء الماضي مثال القائد المسؤول".

وتابع إغناتيوس قائلا: "لكن لننظر إلى تصرفات ترامب على مدى الأيام القليلة الماضية، لقد أظهر مستوى من اللامسؤولية التي تصل إلى حد التهور، فهذا وقت يكون فيه جوهر القيادة الوضوح وضبط النفس، حيث يضع حتى السياسيون التبجح وتمجيد الذات جانبا لأجل مصلحة بلدهم". 

وأوضح الكاتب في مقاله في "الواشنطن بوست" أن "ترامب فعل العكس، حيث ظهر على أنه يشعل الوضع بشكل متعمد لأجل دعم حملته الانتخابية، وقليل ما نرى هذا المستوى من الديماغوجية المخيفة في السياسة الأمريكية"، مشيرا إلى أن تعليقاته تصب مباشرة في استراتيجيات الاستقطاب لأعدائنا الإرهابيين  -والذين يأملون إثارة الكراهية بين المسلمين والغرب -  لدرجة أنه يمكن القول بأنه وضع البلاد في موقع الخطر".

وعلق قائلا: "يقوم ترامب برمي قنابل الإشاعة والتشهير واللاتسامح، ويدلي بالتصريحات النارية دون الاعتماد على حقائق، ومثال على ذلك قوله في 14 تشرين ثاني/ نوفمبر إن رئيسنا يريد استقبال 250 ألف لاجئ من سوريا، أو ادعاؤه يوم السبت أن آلاف المسلمين في نيوجيرزي كانوا يهللون: يوم سقط البرجان"، مشيرا إلى أن "هذه ليست فقط مبالغات سياسية، إنها فبركات خطيرة يقصد منها بث الخوف في وقت نحتاج فيه إلى الهدوء".

كما أن تعليقات ترامب الاثنين حول أسلوب الإيهام بالإغراق مضرة بالبلد، فلنتذكر أنه الأسلوب الذي تعتبره أمريكا (ومعظم العالم) أسلوب تعذيب غير قانوني. وقال: "هل يحظى أسلوب الإيهام بالإغراق بتأييدي؟ نعم تحظى بتأييدي، بل أدعم أكثر من ذلك، صدقوني إنها مجدية وهل تعلمون ماذا؟ حتى لو لم تكن مجدية، فهم يستحقونها على أي حال، لما يقومون به من أفعال"، مضيفا بقوله: "لو وضعنا جانبا الأخلاقيات، فإن هذه الدعوات العامة للتعذيب هي صورة شفهية للصور البشعة لاعتداءات أبو غريب".

واعتبر إغناتيوس أن تعليقات ترامب تجعل أمريكا "أقل أمنا"، موضحا أن "المختصين في مكافحة الإرهاب يقولون إن أمريكا وقع فيها عدد قليل نسبيا من هجمات الذئب الوحيد، لأن المسلمين الأمريكيين يشعرون أنهم جزء من المجتمع، ولهم سهم في أمريكا وأمنها، ويقوم مكتب التحقيقات الفيديرالي وغيره من المؤسسات الأمنية بالعمل الدؤوب لبناء الثقة والتعاون مع المجتمع الإسلامي حتى يلفظ المتطرفين ويخبر السلطات عنهم".

واعتبر الكاتب الدوري مع "الواشنطن بوست" أن هذه خيوط الترابط التي يقوم ترامب بتمزيقها، خصوصا عندما قال في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر: "سنقوم بتفحص المساجد، وعلينا التفحص بدقة بالغة جدا"، أو عندما أجاب بعد ذلك بيومين عن السؤال إن كان هناك حاجة لقواعد بيانات لمتابعة المسلمين، فقال: "بالتأكيد"، مشيرا إلى أن "المدافعين عن ترامب يقولون إنه أخطأ في التعبير أو إنه كان يجيب عن سؤال، لكن هذه بالضبط هي المسألة، حيث إنه لم يكن واضحا ولا حذرا في موضوع يحتاج إلى الوضوح، خاصة في وقت الأزمة هذا".

واختتم إغناتيوس بالقول: "دعونا نشرح المشكلة في أبسط العبارات: إذا توصل المسلمون الأمريكيون إلى القناعة بأن القيادات الكبيرة (مثل أكبر مرشح للحزب الجمهور للرئاسة) تنظر إليهم بأنهم لا يستحقون الحقوق والحماية كغيرهم، فإن وظيفة المجندين لصالح تنظيم الدولة ستصبح أكثر سهولة، وستصبح مهمة ضباط المخابرات والشرطة والجيش الذين يحاولون حمايتنا من الإرهابيين أكثر صعوبة"، مشيرا إلى أن "ما لا يمكن تخيله هو أن يعرض أحد البلاد لمخاطر أكبر لتحقيق منافع سياسية شخصية، ولكن هذا بالضبط هو ما يفعله ترامب، إنه تصرف شائن، والجمهوريون يتحملون مسؤولية الإصرار على وقفه"، على حد قوله.
التعليقات (1)
حسن
الخميس، 03-12-2015 11:32 م
"ما لا يمكن تخيله هو أن يعرض أحد البلاد لمخاطر أكبر لتحقيق منافع سياسية شخصية.." وكاننا في بلاد الغرب بالسياسيين (كل السياسيين) لا يفعلون ذلك على اختلاف مشاربهم (جمهوريون ديموقراطيون محافظون يسار عمال وهلم جرى).. هم السياسي الغربي في (الديموقراطيات الحديثة) هو الفوز والانتصار في ااحروب حتى وان عرضوا حيات شعوبهم للخطر.. لا يختلف في ذلك اوباما وترامب وهولاند وكمرون وبوتن) ..همهم نجاحهم الشخصي وما خلفهم من لوبيات وسماسرة حروب ومدراء شركات عالمية عابرة للقارات.. هذا ما يهم.. اما الشعب فالى الجحيم.. انظر ماذا حصدت الحربين العاامتين في عقر دارهم من ضحايا.. ما يقارب المائة مليون.. وهم بصدد نشب حرب عالمية ثالثة سواء في سويا روسيا او في اوكرانيا.. و ان اقتضى الحال ودفع بوتن في زاوية ضيقة بعدما تكابوا عليه من كل حدب وصوب واحس بان روسيا ديست تحت اللي يسوى ويسواش فلن يتواني (بوتن) بالضغط على الازرار.. وبالهنا والشفا.. للشعوب.