ملفات وتقارير

حافظ السبسي يخالف والده بتحديد تاريخ وأهداف إنشاء "النداء"

يقود حافظ السبسي أحد الجناحين المتصارعين في نداء تونس - أرشيفية
يقود حافظ السبسي أحد الجناحين المتصارعين في نداء تونس - أرشيفية
خالف حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس التونسي، والده في تحديد التاريخ الأول لنشأة فكرة حزب نداء تونس، في واحدة من نقاط استفهام رافقت أول ظهور إعلامي له، مساء الأربعاء على قناة "نسمة"، المقربة من عائلة السبسي.

وقال السبسي الابن، نائب رئيس نداء تونس، إنّه من مؤسسي "النداء" في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، أي بعد خمسة أيام من فوز حركة النهضة بـ89 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، في 23 من الشهر نفسه، قبل دخول الحركة في تجربة الحكم فعليا في كانون الأول/ ديسمبر 2011.

لكنّ السبسي الأب قال في مناسبات عديدة أن عودته إلى الحياة السياسية وتأسيس حزب "النداء" كان بعد ممارسة حزب النهضة وشَريكيْهِ، المؤتمر والتكتل، السلطة و"جنوح الحكام الجدد إلى تغيير نمط عيش التونسيين وتقسيمهم إلى إسلاميين وعلمانيين"، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها أمام البرلمان السويدي الأسبوع الماضي.

اتهامات خطير ومصالحة

أما الاستفهام الثاني فتمثل في الاتهامات المبطنة التي وجهها لخصمه محسن مرزوق، الأمين العام لحزب النداء، بخيانة الوطن، قائلا إن مرزوق أفسد علاقة تونس بدول الجوار، لا سيما الجزائر.

وقال حافظ قايد السبسي إن مرزوق "وظف الحزب لمصالحه الشخصية، وعمل على الإطاحة بحكومة  الحبيب الصيد، وتنقل بين السفارات الأجنبية لتشويه صورة الرئيس الباجي قايد السبسي وحكومة الحبيب الصيد والمؤسسة الأمنية"، وفق قوله.

وذكر حافظ السبسي، أن الذي شغل مدير الحملة الرئاسية لوالده في انتخابات العام الماضي، صرح بأن "حكومة الصيد متعاطفة مع الإرهاب ومع الفساد"، مشيرا إلى وجود مخطط يستهدف رئيس البلاد (...) و أن ما يشهده "النداء" من خلافات هو فصل من هذا المخطط.

لكن السبسي الابن، رغم كل هذه "الاتهامات الخطيرة" التي تفترض فتح تحقيق قضائي، قال إنه يرغب في المصالحة مع مرزوق والمجموعة الموالية له في الحزب، في إشارة إلى النواب الـ32 المستقيلين من الكتلة البرلمانية.

مساندة السبسي الأب

الاستفهام الثالث هو الدور الذي تلعبه مؤسسة رئاسة الجمهورية في الصراع القائم داخل حزب نداء تونس، فالسبسي الابن لم يخف لمحاوره، الإعلامي برهان بسيس المعروف بدفاعه الشرس عن نظام بن علي حتى لحظة سقوطه، "مساندة الرئيس الباجي في كل قراراته وخياراته". 

وأصدرت رئاسة الجمهورية، الأربعاء، بلاغا في ختام لقاء جمع الباجي السبسي بممثلين عن النواب المستقيلين من كتلة "النداء"، شددت فيه على أن مؤسسة الرئاسة "تقف على المسافة نفسها من مختلف الأطراف الحزبية داخل نداء تونس".

لن يترشح

وفي السياق نفسه، يطرح توقيت الحوار نقطة استفهام رابعة، حيث بُثّ على نسمة، قناة "العائلة" كما تصف نفسها، بساعات قليلة بعد لقاء الرئيس الباجي بممثّلين عن النواب المستقيلين وظهور بوادر لانفراج الأزمة القائمة بين جناحي نداء تونس، وهو ما ألمح إليه الأربعاء مصطفى بن أحمد، الناطق الرسمي باسم المجموعة المنشقة خلال ندوة صحفية عقدها للكشف عن فحوى اللقاء مع الرئيس السبسي.

وقال حافظ السبسي إنه لن يترشح لرئاسة الحزب ولا للأمانة العامة ولا لرئاسة الجمهورية، لكنه استطرد قائلا إنّ الحزب لا حاجة له في المستقبل بمنصب أمين عام أو رئيس بل لقيادة جماعية، وهو ما يثير التساؤل عن أهمّية الإعلان عن هذه الرغبة، خاصة أن الأمين العام الحالي محسن مرزوق ورئيس الحزب محمد الناصر هما خصماه الأساسيان اليوم. وهذه نقطة استفهام خامسة.

توريث الحزب للسبسي الابن

نجل الرئيس دعا في الحوار إلى عقد مؤتمر للحزب في أقرب الآجال، لكنه "لن يكون مؤتمرا انتخابيا"، بحسب قوله، مقترحا أن يتم تثبيت الهياكل والقواعد و"إيجاد قيادة جماعية تقود المرحلة في انتظار المؤتمر الانتخابي".

وهنا جوهر المشكلة القائمة منذ أسابيع في "النداء"، حيث يتهمه خصومه بالرغبة في الاستيلاء على الحزب، وعلى مؤسساته الشرعية على غرار المكتب التنفيذي، معتبرين ذلك طريقة "مفضوحة" لتوريث الحزب للسبسي الابن.

ورد حافظ السبسي على هذه التهمة (التوريث) بقوله إن جناح مرزوق هو من توجّه إليه هذه التهمة، ملمحا إلى أنه (جناح مرزوق) يستخدم البنوة الروحية للرئيس المؤسس الباجي قايد السبسي للانقلاب على "النداء".

وبرر حافظ السبسي عدم تواجده ضمن أعضاء الهيئة التأسيسية في تركيبتها الأولى "لكي لا يقال أنه حزب عائلي"، مفضلا إدراج اسم والده فقط كمؤسس، مشيرا إلى أنه كان حاضرا زمن انطلاق فكرة الحزب، بالإضافة إلى رضا بلحاج ورؤوف الخماسي ونبيل القروي والباجي قايد السبسي، "ثم التحق بالمجموعة لزهر العكرمي ومحسن مرزوق وبوجمعة الرميلي وعمر صحابو بعد أشهر"، كما قال.

وأودع 32 نائبا من الكتلة البرلمانية للنداء (86 نائبا) استقالاتهم بمكتب الضبط بمجلس نواب الشعب، الإثنين الماضي، ممهلين قيادة الحزب خمسة أيام، حسب النظام الداخلي للمجلس، قبل أن تصبح الاستقالة نافذة، "من أجل مراجعة مواقفها وفتح باب الحوار مع أعضائها"، بحسب بيان للمجموعة المنشقة.
التعليقات (0)