هاجمت صحيفة "كيهان"
الإيرانية الرسمية، الأحد، التيار الإصلاحي في البلاد، معتبرة أن الخطاب السياسي الذي يستخدمه
الإصلاحيون الإيرانيون "يتناغم تماما" مع رؤية الولايات المتحدة الأمريكية والأوربيين في ما يخص
سوريا ورئيس نظامها بشار الأسد.
وانتقدت الصحيفة، حسين وآله، المستشار السياسي للرئيس الإيراني الأسبق سيد محمد خاتمي، لأنه يرى أن "إيران لا تحتاج إلى بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الرئاسة، للحفاظ على محور المقاومة والممانعة بالمنطقة".
وأضافت "كيهان" التي يديرها المحافظون أن "حسين وآله وخلال لقائه مع صحيفة بهار الإصلاحية ادعى أن مرحلة سياسة عدم الانحياز تعتبر منتهية في ظل الظروف السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم، وعلى إيران أن تتعامل من مبدأ سياسي ينطبق مع الواقع ويصب في حل الأزمة السورية، حيث يكون هدف إيران السياسي والاستراتيجي الأول هو إيجاد الاستقرار والأمن في سوريا، والأمور الأخرى سوف تبقى ثانوية وتفاصيل من الممكن حلها".
وقال المستشار السياسي الأسبق لخاتمي في لقاء خاص مع صحيفة "بهار"، إن "محور المقاومة يعتبر ركنا ومبدأ أساسيا في المشروع الإيراني بالمنطقة، ولكن يجب علينا أن لا نضحي بكل قواتنا من أجل هذا المحور، ويجب علينا أن ندعم مبدأ محور المقاومة وليس الرئيس بشار الأسد".
وبين أن هناك فرقا واضحا بين محور المقاومة والأسد، وأنه "بدون بشار الأسد يمكن لإيران أن تحافظ على هذا المحور في حال استطاعت أن تتوصل إلى حل سياسي تتنازل من خلاله عن مطلب بقاء الأسد في الرئاسة السورية".
وهاجمت "كيهان" تصريحات الإصلاحيين الإيرانيين الذين يرفضون بقاء بشار الأسد في الرئاسة، وقالت إن "الإصلاحيين يراوغون في حديثهم عن موقفهم الداعم لمحور المقاومة بالمنطقة".
وقالت إن شعار الإصلاحيين في "فتنة 2009 كان واضحا جدا، وكان الإصلاحيون يرفعون شعار (لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء لإيران)، واليوم لأنهم أدركوا أن النظام والشعب ينظران لمحور المقاومة على أنه خط الدفاع الأول للنظام الإيراني بالمنطقة، فقد قاموا بتغيير تكتيكي يدعون من خلاله أنه للحفاظ على محور المقاومة.. لا نحتاج إلى بقاء بشار الأسد في سدة الحكم بسوريا".
وأضافت "كيهان" أن مثل هده التصريحات التي تصدر من قبل الإصلاحيين، تعد "مخادعة وتحريفا للرأي العام الإيراني".
يذكر أن مرشد الجمهورية الإيرانية هو الذي يعين رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون، ورؤساء الصحف الحكومية، كما أنه يشرف على سياسات وسائل
الإعلام الرسمية.
واتهمت "كيهان" الإصلاحيين بتنفيذ "ما تطلبه منهم أمريكا ويطلبه الأوروبيون"، لأنهم طلبوا من إيران خلال المفاوضات السابقة أن تساعدهم طهران في تنحية الأسد من الرئاسة السورية، وقالت إنه "في الواقع يعتبر بشار الأسد منتخبا من قبل شعبه، كما أنه يشكل الركن الأساسي في التنسيق بمحور المقاومة بسوريا".
وأوضحت أنه خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز، ورئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، قال شولتز إن "جميع مجرمي الحرب في سوريا بما في ذلك الحكومة السورية يجب أن يقدموا للمحاكم الجنائية الدولية"، وهذا المطلب، بحسب الصحيفة "يعتبر أمرا غير مقبول بالنسبة لإيران".
واعتبرت كيهان أن "الأزمة السورية يجب أن لا يتم حصرها في بشار الأسد فقط، لأنه ليس هناك مستقبل طويل الأمد للأسد"، مشيرة إلى أن "المرحلة في الوقت الحاضر هي مرحلة بشار الأسد وينبغي النظر إلى المسألتين معا"، على حد تعبيرها.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن التيار الإصلاحي ينظر إلى الأزمة السورية كعقبة أمام تطبيق الاتفاق النووي بشكل كامل ورفع العقوبات الإقتصادية عن إيران، في حين يرى التيار الأصولي المتشدد والمقرب من خامنئي أن سقوط النظام السوري سوف يضعف الدور الإيراني ونفوذ الحرس الثوري وفيلق قدس بالمنطقة، وذلك سوف ينعكس بشكل مباشر على هيمنة الحرس الثوري والتيار المحافظ في الداخل وعلى المؤسسات الإيرانية لصالح التيار الإصلاحي في إيران.