ملفات وتقارير

الاحتلال يفشل أمنيا وعسكريا في مواجهة العمليات الفلسطينية

عجز الاحتلال عن مواجهة موجة العمليات الجديدة - أ ف ب
عجز الاحتلال عن مواجهة موجة العمليات الجديدة - أ ف ب
أدت سلسلة عمليات إطلاق النار والطعن والدهس التي نفذها شبان فلسطينيون صباح الثلاثاء في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في القدس والضفة الغربية ومناطق 48، إلى حالة من الإرباك في أجهزة الأمن الإسرائيلي.

ورأى خبيران سياسيان أن العمليات الأخيرة، والتي أدت حتى اللحظة لمقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة العشرات، أتت أكلها في "إرهاب" الاحتلال الإسرائيلي؛ الذي "فشل أمنيا وعسكريا واستخباراتيا" في مواجهتها أو حتى التنبؤ بها، وفي المقابل ساهمت في رفع الروح المعنوية للفلسطينيين.

أكثر من سلاح في ذات العملية

وفي هذا السياق، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، أن تمكن الفلسطينيين من تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية داخل مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، هو "مؤشر كبير على أن هناك اخفاقا أمنيا وعسكريا واستخباريا إسرائيليا".

وقال لـ"عربي21": "هذه الموجة الجديدة من العمليات الفدائية في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، تميزت بأنها أتت بدون تحليل مسبق رغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة في الأيام الأخيرة".

وأضاف: "الأكثر من ذلك أن تلك العمليات التي حدثت في وقت متزامن، وبأكثر من سلاح في ذات العملية (اطلاق نار وطعن ودهس) وهي ما لم تكن في حسبان جهاز المخابرات الإسرائيلي على الأقل في هذه الأيام، وذلك بعد هذه السلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية الاحتلالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة مدينة القدس"، وفق قوله.

وحول دلالات تلك العمليات التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بـ"المرعبة"، أشار أبو عامر إلى أن هناك دلالات متعددة؛ أهمها أن هذه العمليات "تثبت إخفاق الجهود الأمنية الإسرائيلية، رغم قدرة المخابرات والجيش والشرطة الإسرائيلية على الإحاطة بمنطقة القدس والداخل الفلسطيني وكذلك الضفة الغربية المحتلة".

وتابع: "لا شك أن الإسرائيليين يدركون أكثر من سواهم أن الإجراءات الأخيرة أثبتت فشلها، وعدم قدرتها على احتواء الموقف، بل هي وقود جديد لهذه الانتفاضة"، موضحا أن تلك الإجراءات، وسياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "زادت من قيمة تلك العمليات، ولم تنجح في وقفها"، بحسب تعبيره.

وبين أن "اعتماد الاحتلال على الخيار الأمني والعسكري فقط، وليس العمل السياسي، لسوء حظ الإسرائيليين ساهم في فشل الاحتلال وزيادة حدة تلك العمليات".

خطوة هامة لتعديل موازين القوة

وتوقع الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن يقوم الاحتلال باتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية والعسكرية، والتي من بينها زيادة القوات الأمنية الإسرائيلية في القدس والضفة، وإغلاق منطقة القدس وحظر دخول الإسرائيليين والفلسطينيين إليها، مشددا على كل هذه الإجراءات "لن تحد من تلك العمليات المسلحة"، بحسب تقديره.

بدوره، رأى الباحث السياسي والأكاديمي، عبد الستار قاسم، في العمليات "خطوة هامة" على مسار تعديل موازين القوة مع الاحتلال الذي مارس القتل والعنف ضد المتظاهرين منذ اندلاع الهبة الشعبية قبل أسبوعين.

وقال لـ"عربي21": "العمليات تسهم في ردع الاحتلال، ومنعه من مواصلة اعتداءات جنوده على الفلسطينيين". وأضاف :"يجب أن تؤذي إسرائيل كما هي تؤذي الفلسطينيين"، وفق تعبيره.

وأشار قاسم إلى أن حجم العمليات المتوالية وما تحمله من قوة وجرأة في التنفيذ، تعكس مدى وعي الشباب الفلسطيني بالمعادلة مع الاحتلال، مؤكدا أنهم "باتوا يعلمون أن الحديد لا يفل إلا بالحديد".

ورأى قاسم أن "انعكاس وأثر تلك العمليات سيكون عظيما على الإسرائيليين، وسيدفع بهم إلى خارج فلسطين"، في إشارة منه إلى إمكانية تزايد أعداد المهاجرين الإسرائيليين من الأراضي المحتلة في الفترة المقبلة، وفق تقديره.

وأشار إلى أن الإيجابية العظمى تكمن في ما تحدثه تلك العمليات من "رفع لمعنويات الشعب الفلسطيني، الذي لم يعد يعاني وحده بل يذيق الاحتلال ذات الكأس"، بحسب قوله.
التعليقات (0)