ملفات وتقارير

صحفيون يرفضون فنكوش السيسي للتوظيف وطبخته السامة للسلام

السيسي وعد بتأمين نصف مليون فرصة عمل في 3 سنوات عبر مشروع "أيادي" - أرشيفية
السيسي وعد بتأمين نصف مليون فرصة عمل في 3 سنوات عبر مشروع "أيادي" - أرشيفية
وجه عدد من الكتاب الصحفيين المصريين انتقادات لاذعة، الاثنين، لما اعتبروه "فنكوش" رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي للتوظيف، وطبخته المسمومة للتسوية السلمية في المنطقة، فضلا عن ملفه السيئ في حبس الأبرياء ظلما، وفضائح التعليم المصري في عهده، الذي قال أحدهم إنه ينتظر قرارا منه.

"أيادي" المدعومة من السيسي.. أين هي؟

في البداية، واصل الخبير الاقتصادي والكاتب الصحفي، محمود عمارة، سلسلة مقالاته الأسبوعية، في جريدة "المصري اليوم" تحت عنوان: "لو كنت رئيسا للحكومة"، فكتب، الاثنين، قائلا إنه لو كان كذلك (رئيسا للحكومة) لاستدعى وزير التخطيط د. أشرف العربي، ليستجوبه عن: مشروع "أيادي". 

وذكر عمارة قصة هذا المشروع فقال: "هل تذكرون عندما خرج د. أشرف العربي يوم 16/12/2014، وبجواره رئيس الحكومة، لتدشين أكبر شركة للتوظيف.. تحت شعار (يلاَّ نشتغل)، وسمُّوها (أيادي)، وقالوا: إن رأس مالها 10 مليارات جنيه (20% مساهمة حكومية، 80% قطاع خاص وبنوك) وقالوا إنها ستخلق نصف مليون فرصة عمل في أول ثلاث سنوات؟".

وأضاف: "قيل إن هذه المبادرة تلقى دعما قويا من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، لتوفير فرص عمل للشباب، وإنها تتم بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، وبرعاية وزارة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة، والاستثمار، والأوقاف، والشباب والرياضة.. وبمشاركة اتحاد الصناعات، واتحاد الغرف التجارية، وجمعية شباب الأعمال، وإن العدالة الاجتماعية ستتحقق على مستوى المحافظات". 

وتساءل عمارة: "بعد 10 شهور.. ماذا حدث؟ هل (أيادي) المدعومة من الرئيس ورئيس الحكومة، التي تبنَّاها وزير التخطيط للدولة المصرية، المشارك فيها نصف وزارات المحروسة ببنوكها.. خلقت فرصة عمل واحدة من نصف المليون فرصة؟ وهل حققت أي قدر من العدالة الاجتماعية على مستوى المحافظات؟".

وأجاب بأن "الحقيقة للأسف: (أيادي) طلعت "فنكوش"، وتجب مساءلة وزير التخطيط، وعليه أن يشرح للرأي العام ماذا جرى، وكيف باتت وهما؟"، وفق تساؤله.

سلام إسرائيل.. الطبخة المسمومة

وتحت هذا العنوان، كتب سليمان الحكيم، مقاله في الجريدة ذاتها، "المصري اليوم"، منتقدا دعوة السيسي لتوسيع معاهدة "السلام مع "إسرائيل".

وفي البداية قال الحكيم: "العسكريون هم أكثر الفئات إدراكا لفوائد السلام أو أضراره مع إسرائيل، لهذا كان من قبيل الأخطاء الاستراتيجية -سياسيا وعسكريا- أن يخرج علينا رئيس أكبر دولة عربية (يقصد السيسي) بما لديه من خلفيه عسكرية -ومخابراتية بالذات- ليطالب بتوسيع دائرة السلام مع إسرائيل لتشمل دولا عربية أخرى، في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي حالة من الغضب الشعبي العارم بسبب ما يراه من عربدة إسرائيل في المسجد الأقصى، التي ما كانت لتحدث إلا في غياب مصر التي باتت مكبلة بقيود السلام معها"، وفق قوله. 

وأضاف الكاتب: "بدلا من مطالبة إسرائيل بالكف عن تلك العربدة وذلك العبث، وهو أقصى ما تسمح به حالة العجز المصرية، تجاوبا مع الغضب العربي والإسلامي.. جاء (يقصد السيسي) ليطالب بقية العرب بالانضمام لاتفاقية ثبت بعد عقود من تنفيذها أنها كانت في صالح إسرائيل، التي انفردت بجني كل ثمارها الحلوة، ولم تترك لمصر منها سوى الحصرم المر". 

واختتم الحكيم مقاله ساخرا: "هل يستطيع أحد العسكريين بما لديه من خبرة، وحس تاريخي، أو مخزون وطني، أن يدلنا على فوائد السلام التي يريد الآن (السيسي) تعميمها على بقية العرب ليقاسموا مصر التمتع بها؟".

وطن بلا تعذيب

وفي جريدة "الشروق"، كتب الناشط الحقوقي، نجاد البرعي، مقالا بالعنوان السابق، الاثنين، مشددا على ضرورة فتح ملف المحبوسين ظلما في المعتقلات، والإفراج عنهم، مؤكدا أن هؤلاء يشكلون مصدر إلهام له.

فابتدأ مقاله بالعودة إلى تاريخ كانون الثاني/ يناير 2014، عندما تم إلقاء القبض على محمود محمد محمود، الذي كان يبلغ وقتها 17 عاما، أثناء عودته إلى منزله، ولم يكن معه أسلحة أو منشورات، بل كان يرتدى قميصا قطنيا يحمل عبارة "وطن بلا تعذيب"، ووشاحا يلف عنقه مكتوبا عليه "25 يناير".

وأضاف البرعي -ساخرا- : "الحديث عن وطن بلا تعذيب تكدير للسلم العام.. الحديث عن تعذيب خالد سعيد عام 2010 أفضى إلى ثورة أدت إلى سقوط هيبة الجلادين في أعين الناس، لا يمكن السماح بأن يتم ذلك مرة أخرى، يجب أن يظل الناس كما يريدونهم عبيدا يُقرعون بالعصا"، وفق قوله.

واستدرك الناشط الحقوقي بالقول: "حتى الآن أمضى محمود 600 يوم رهن الحبس الاحتياطي.. أصبحت سنه 19 سنة، خرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وهو في السجن.. على مدى 24 جلسة تجديد حبس لم يحضر محمود جلسة واحدة لأن نقله من السجن إلى حيث يعقد القاضي جلسته "متعذر لدواعٍ أمنية".

وأشار إلى أن منظمة العفو الدولية اعتبرته ضمن "سجناء الرأي"، وطالبت بإطلاق سراحه، معتبرا أن وجوده في السجن "يحبط كل محاولات السيسي إقناع العالم بأننا نعيش "حرية تعبير غير مسبوقة".

وأردف أن "من المهم مراجعة مواقف كل المحبوسين احتياطيا منذ 2013 - 2014 ، وإلى اليوم، وتقويمها بواسطة لجنة يشكلها النائب العام الجديد من أعضاء مكتبه الفني.. يمكن الإفراج عن البعض بالضمان المالي أو استبدال الحبس الاحتياطي بأي تدابير أخرى مناسبة".

واختتم مقاله بالقول إن "الوعد الوحيد الذى يمكن أن أقطعه لمحمود محمد محمود، وهو في محبسه أننا سنظل نعمل على أن تكون مصر وطن بدون تعذيب.. عليه أن يعرف أنه يشكل إلهاما للشيوخ أمثالي الذين أصبحوا يدركون أن عملهم، وإن لم يكتمل في حياتهم، فإنه حتما سيكتمل في زمن قادم.. سيحمل الراية بعدنا شباب من الواضح أنهم مستعدون لدفع أثمان ربما كنا أجبن من أن ندفعها"، بحسب تعبيره.

الحل من فوق

والختام مع سليمان جودة، الذي كتب مقاله، بالعنوان السابق، مشددا على أنه: "لا قيمة لأي كلام عن خطوة واحدة نقطعها إلى الأمام، إذا كان هذا هو حال مدارسنا المأساوي، الذي نطالعه في الجرائد، في كل صباح"، وفق قوله.

وأضاف جودة: "المحزن هو الحال ذاته الذي طالعناه العام الماضي، عندما كان هناك وزير آخر للتربية والتعليم، مع اختلاف فقط في التفاصيل".

وتابع: "في بدء العام الدراسي المنقضي تابعنا جميعا كيف أن أطفالا كثيرين ذهبوا ليتلقوا التعليم في المدارس، فعادوا موتى بفعل نافذة سقطت على واحد منهم، مرة، أو بفعل نخلة مالت على آخر، مرة أخرى، ثم بفعل باب سقط فوق طفل ثالث، هنا.. أو هناك، في مرات ومرات"، مستطردا بالقول: "عندما جاء الدكتور محب الرافعي، وزيرا، طلب أن نعطيه عاما ثم نحاسبه، وما كاد العام يمر حتى كان قد ذهب الوزير، وجاء آخر في مكانه".

واستكمل الكاتب: "كان المعنى أن الفترة التي قضاها الرجل في وزارته فترة ضائعة مرتين: مرة لأننا لا نستطيع الآن أن نحاسبه، ومرة أخرى لأن ما بدأه هو لم يستطع أن يكمله، وكان أن دفع أطفالنا الثمن، ولا يزالون"، مستدركا: "منذ أن بدأت الدراسة هذا العام، ونحن نجد أنفسنا أمام وضع مؤلم في مدارسنا بامتداد البلد.

ففي مرة رأينا صورة لأطفال في إحدى مدارس الدقهلية، يتلقون تعليمهم في مبنى كان في الأصل إسطبلا للحيوانات.. وفي مرة ثانية كانت الصورة في الصفحة الأولى لأطفال في بني سويف يذهبون إلى مدرستهم على "تروسيكل" مما ينقل عليه الجزارون اللحوم والخضروات.. وفي مرة ثالثة كان أطفال في دمياط يقفون طابور الصباح في عرض الشارع، لأن المدرسة بلا فناء، وكانوا في مشهد آخر يؤدون الألعاب الرياضية فوق سطحها في منظر هزلي بكل معيار.

وفي مرة رابعة كان أطفال في المنتزه يتكومون بعضهم فوق بعض، في انتظار أن يكون لهم مكان في المدرسة، التي قيل في الخبر المنشور عنها إن فصولها قد ضاقت بطلابها، وإن أغلبهم لا مكان لهم فيها، وإن ملفات بعضهم قد ضاعت".

والأمر هكذا، اختتم سليمان جودة مقاله، ملقيا بالكرة في ملعب السيسي، بالقول: "مجيء الوزير الشربيني ليس حلا، ولن يكون، ولو ضربناه في ألف، لأن الحل من فوق.. فافعل شيئا للتعليم يا سيادة الرئيس بخلاف تغيير الوزير.. افعل شيئا؛ لأن الحل من عندك.. من عندك أنت"، بحسب قوله.
التعليقات (0)