هل تورط
حجاج إيران في
الحادث الأليم إثر
التدافع في مشعر
منى، صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذي راح ضحيته أكثر من 700 حاج، وهل لإيران وحلفائها يد في التخطيط لما وقع؟
تساؤلات تطرحها صحف سعودية، وفقا لروايات شهود عيان من موقع الحادث، حيث كشفت روايات الشهود أن "اندفاعا لحملات ضخمة لحجاج إيرانيين، تزامنت مع حالة التدافع في مشعر منى".
وقال شهود العيان، طبقا لما نشرت الصحف
السعودية، إن "الحجاج الإيرانيين رفضوا العودة عبر طريق سوق العرب قبل حدوث الكارثة، وساروا بطريقة معاكسة".
وتابع الشهود أن "الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات، وتجاهلوها، وتصادموا معنا، وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع".
بناء على روايات الشهود هذه، نوهت الصحف السعودية إلى أن كل هذه الروايات "تضع علامة استفهام واضحة على الحادث، فإيران تستخدم مناسك الحج لمحاولة بائسة يائسة لاستقطاب المسلمين الوافدين للحج من الدول العربية والأفريقية وغيرها، تحت مشاريع المنح الدراسية، والعمل في إيران، وغيرها، كما تقوم البعثة الإيرانية بتجاوزات، منها توزيع مصاحف محرّفة قادمة من إيران تُباع بمبالغ زهيدة وأشكال زخرفية جميلة؛ بهدف تشويه سمعة السعودية، وفق ما ذكرته حملة السكينة".
وفي محاولة منها لتفسير ما وقع، رأت الصحف السعودية أنه "غالبا يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونها الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلا عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها، مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن".
وفي معرض استشهادها على إمكانية تورط إيران في الحادث، قالت الصحف إنه: "جاء موسم الحج هذا العام وسط حالة من الترقب والقلق والغل الإيراني، حيث تزامن مع نجاحات عدة للمقاومة اليمنية وقوات التحالف التي تقودها السعودية في معركة الشرعية باليمن ضد الحوثيين أذناب إيران، فالجماعة تعد الذراع السياسي لإيران في اليمن، وهذه الفرضية أيضا ترجح أن يكون لحادثة اليوم بعد سياسي".
وزادت الصحف في ذكرها لدلائل تشير إلى احتمال تورط إيران وحلفائها في الحادث، حيث كتبت أنه في هذا العام "جاء التهديد الأبرز على لسان محمد المقالح، المحسوب على جماعة الحوثي، حيث كتب المقالح في السابع من شهر آب/ أغسطس الماضي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، أنه "في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلا، دقوا يا رجال الله قبل الموسم؛ ليتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة".
وواصلت الصحف في الدفع تجاه وقوف إيران وراء الحادث، قائلة: "ملف إيران بمواسم الحج يعد بلا مبالغة ملفا أسود، فمراسم "البراءة من المشركين" هو عند قائد الثورة الإيرانية، الخميني، واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية، التي من دونه لا يكون الحج صحيحا، وتسببت إحدى هذه التظاهرات، خلال موسم حج العام 1987، في صدامات دامية، وقاطعت إيران بعد ذلك مواسم الحج في الفترة ما بين 1990 و1998، قبل أن تعود وفودها إلى أداء هذه الشعيرة".
وفي ذكر تاريخ الحجاج الإيرانيين وأفعالهم في موسم الحج، أشارت الصحف إلى أن "حجاج إيرانيين نفذوا أعمال شغب وتظاهرات سياسية، في سنة 1987، حيث رفع الحجاج صور المرشد الإيراني في ذلك الحين، روح الله الخميني، فضلا عن شعارات الثورة الإيرانية، وأخرى منددة بأمريكا وإسرائيل، وقاموا أيضا بقطع الطرق وعرقلة السير، وحاولوا اقتحام المسجد الحرام، ما أدى إلى صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن".
ولفتت الصحف السعودية في النهاية إلى "حادثة نفق المعيصم"، التي اعتبرتها الأشد خطورة، والمتورطة فيها إيران خلال موسم الحج، حيث قام حجاج كويتيون منتمون لما يعرف باسم "حزب الله الحجاز"، وبالتنسيق مع جهات إيرانية، باستخدام غازات سامة لقتل آلاف الحجاج في نفق المعيصم سنة 1989.