سياسة عربية

تخرج دفعة ثانية من مقاتلي العشائر بالعراق ضمن برنامج أمريكي

مقاتلو العشائر في سامراء - أرشيفية
مقاتلو العشائر في سامراء - أرشيفية
بعد تخرج الدفعة الأولى المكونة من 145 متدربا، في الثالث من أيلول/ سبتمبر الجاري، من أصل 500 متدرب يُفترض الانتهاء من تدريبهم خلال 30 يوما، شهدت قاعدة الحبانية العسكرية، يوم الثلاثاء، تخرج الدفعة الثانية التي تضم 100 متدرب، ضمن البرنامج الأمريكي لتدريب المقاتلين السنة على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لنشرهم في مناطق القتال ضدّ تنظيم الدولة.

ويقول فهد عبد الكريم، قائد إحدى الوحدات من الدفعة الثانية، في حديث خاص لـ"عربي 21": "تم تدريبنا على السلاح ذاته الذي يحمله الجندي الأمريكي"، مضيفا: "تركزت الدورة التدريبية على أساليب قتال الشوارع، واقتحام المباني، والتعامل مع المنازل المفخخة والعبوات".

ويتوقع عبد الكريم أن يقوموا بممارسة نشاطاتهم القتالية خلال الأيام القليلة القادمة، وحسب آخر "التعليمات العسكرية سنكون على قسمين، أحدهما لتعزيز مقاتلي الدفعة الأولى على خطوط المواجهة في منطقة الخالدية، والقسم الثاني لم تتضح وجهته حتى الآن".

لكن عبد الكريم يشير إلى "حديث يتداوله زملائي يشير إلى احتمالات التوجه إلى قاعدة عين الأسد، أو عامرية الفلوجة، فيما ستكون الجبهات الواسعة، كالرمادي والفلوجة، مستبعدة في المرحلة الراهنة"، حسب قوله لـ"عربي21".

وضمن برنامج التدريب الأمريكي، هناك مجموعات تدربت على استخدام الأجهزة الحديثة ذات الصلة بالمراقبة الجوية لتحركات العدو، من خلال كاميرات مثبتة على منطاد مراقبة يطير على ارتفاع شاهق. وباستطاعة تلك الكاميرات تغطية مساحات تصل إلى 10 كيلومترات مربعة، ما يُسرّع نقل المعلومة عن تحركات تنظيم الدولة، ويخفف من استخدام الطائرات التي يتوجب عليها الطيران على ارتفاعات متوسطة أو منخفضة، لتأدية مهامها، وهو ما يجعلها عرضة للنيران الأرضية.

وقد أعادت القوات الأمريكية إطلاق هذا المنطاد من قاعدة الحبانية، بعد سنوات من سحبه من أجواء المنطقة.

ويُضيف فهد عبد الكريم أن "إدارة برنامج التدريب الأمريكي أبقت على بعض المقاتلين من الدفعتين الأولى والثانية لتدريبهم على الأسلحة الثقيلة، والتي من المتوقع أن تكون عاملا مهما لحسم المعارك، أو منع تقدم التنظيم، وعدم السماح له بالتوغل للحصول على فرصة اشتباك قريب، أو الدخول في حرب شوارع".

ويَختم عبد الكريم حديثه لـ"عربي21" بالقول: "من المهم جدا، وحسبما تعلمناه من المدربين تجنب الاشتباك القريب، أو الدخول في حرب شوارع، حيث هذه هي الخيارات المفضلة للتنظيم الذي يعمل كل ما أمكن لتحييد الطيران، وبالتالي معروف أن التنظيم كثيرا ما تمكن من حسم المعارك لصالحه طالما أخذت صفة حرب الشوارع، كما حصل في الرمادي قبل أشهر"، على حدّ قوله.

أما زميله من الدفعة الأولى، سعيد الخليفاوي، فيقول: "بعد أن استلمنا مهامنا القتالية في المواقع التي انسحب منها الحشد الشعبي بأوامر أمريكية، فإننا نعمل بالتنسيق مع ضباط أمريكيين يوجدون في مدينة الخالدية، وهؤلاء يقدمون لنا المشورة العسكرية والخطط اللازمة لمنع سقوط المدينة بيد تنظيم الدولة".

وعن طبيعة التدريب الذي تلقته الدفعة الأولى، يقول الخليفاوي: "كان برنامجا ممتازا، تعلمنا فيه فنون القتال المختلفة، وتدربنا على أحدث أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي يستخدمها الجندي الأمريكي، وكان التركيز على معالجة العبوات واقتحام المنازل، وتفكيك المنازل المفخّخة التي هي من أشهر ما يميز أساليب العدو، وكثيرا ما راح ضحيتها جنودنا وضباطنا"، كما قال في ختام حديثه لـ"عربي21".
التعليقات (0)