سياسة عربية

حصار الأسد يُرغم قدسيا والهامة بريف دمشق على "المصالحة"

خريطة الهامة قدسيا - ريف دمشق
خريطة الهامة قدسيا - ريف دمشق
توصلت المعارضة السورية في مدينتي قدسيا والهامة في ريف دمشق الغربي، والنظام السوري إلى اتفاق "مصالحة"، عقب 40 يوما من حصار خانق فرضته قوات النظام ومليشياتها على قرابة 500 ألف مدني من أبناء هاتين المنطقتين إضافة إلى من نزحوا إليهما من غوطتي دمشق وجنوبها.

اتفاق "المصالحة" الذي دخل حيز التنفيذ، شمل العديد من الشروط التي وضعها النظام السوري على المدينتين مقابل رفع حصاره عنهما، ومن أبرز الشروط التي وافقت عليها اللجنة المشكلة من الثوار في المنطقة: "وضع حاجز للجان الشعبية الموالية للنظام على مدخل طريق 8 آذار/ مارس (المعهد)، أحد أهم الشوارع المؤدية إلى المدينتين، وتقطيع أوصال المدينتين من خلال إغلاق كافة الشوارع الفرعية الرابطة بينهما، وتسوية أوضاع المطلوبين لأجهزة النظام"، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي في مدينة الهامة "أبو علي" لـ"عربي21" خلال اتصال معه.

وأضاف الناشط الإعلامي: "اجتماعات عملية التسوية والمصالحة بين الطرفين، عقدت مفاوضاتها في "قسم السياسية" المسؤول عن المدينتين في المنطقة، وكذلك اجتماعات مشابهة شهدها "القصر الجمهوري" في دمشق، وحضر هذه الاجتماعات ممثلا عن المعارضة السورية عدد من الشخصيات الدينية، أبرزهم الشيخ عدنان الأفيوني مفتي دمشق، والشيخ عادل مستو". ومن جانب النظام، فقد فاوض باسم بشار الأسد، العميدان سالم العلي، وقيس فروة، وهما من مرتبات الحرس الجمهوري، إضافة إلى المقدم بدوي، رئيس قسم السياسية في المنطقة،

وتنفيذا لأولى مطالب النظام السوري مقابل فك الحصار عن المدينتين، خرج 20 شابا من مدينة قدسيا كدفعة أولى من المطلوبين للنظام من "متخلف عن الخدمة الإلزامية، ومنشق عن جيش النظام، ومتظاهر سلمي"، وقاموا بتسوية أوضاعهم والتعهد بعدم التعرض لقوات النظام، ومن ثم العودة إلى مناطقهم، وتليهم دفعتان جديدتان، ثم يقوم النظام السوري بعدها بفتح الطريق وفك الحصار عن المدينتين، بحسب المصدر ذاته.

وكانت قوات النظام قد منعت إدخال أي من المواد الغذائية إلى قدسيا والهامة في ريف دمشق منذ قرابة 40 يوما، ومنعت الأهالي من الخروج أو الدخول، ما عدا الطلاب والموظفين العاملين في المؤسسات الحكومية.

ويتهم سكان ونشطاء مليشيات موالية للنظام السوري بأنها كانت هي قد افتعلت الحصار مسبقا، بعد أن حاول النظام سحب بعض مجموعاتها المسلحة المتمركزة في "حي الورود" ذي الغالبية العلوية والملاصق لهما إلى الزبداني للمشاركة في المعارك ضد المعارضة، إلا أن هذه المليشيات رفضت أوامر النظام، بذريعة أنها تتمركز في مناطق غير هادئة، ومن ثم أطلقت نيرانها في وقت لاحق على المدنيين في مدينة قدسيا لتقتل طفلا يبلغ عمره 15 عاما ورجلا عجوزا، لتتفاقم الأوضاع الإنسانية تدريجيا فيهما، مع انتشار الفقر والجوع، نتيجة الحصار المفروض والكثافة السكانية الكبيرة.
التعليقات (1)
دهب
الأحد، 11-10-2015 12:04 ص
مالو مطول بشار لحمار