سياسة عربية

رغد طفلة سورية قاومت بتر ساقيها وتفوقت دراسيا

استطاع فريق ورد دمشق كفالة الطفلة رغد مع عائلتها بشكل مؤقت - أرشيفية
استطاع فريق ورد دمشق كفالة الطفلة رغد مع عائلتها بشكل مؤقت - أرشيفية
يعاني أطفال سورية وما زالوا خلال أعوام الثورة السورية ضد نظام حكم الأسد الابن من بطش قواته منذ الأشهر الأولى لاندلاع الانتفاضة في عموم البلاد، ولم تفرق نيران مدافعه ولا صواريخه ما بين طفل أو رجل وامرأة، وما بين مسلحي المعارضة السورية، ليقتل ألاف الأطفال السوريين بحجج وذرائع مكافحة الإرهاب.

الطفلة السورية "رغد" تنحدر من قطاع المرج في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وتبلغ من العمر 11 ربيعا، فقدت كلتا قدميها إثر صاروخ أطلقته طائرات النظام السوري على مقربة منها، فيما تحولت أختها ذات العامين والنصف أمام أعينها إلى أشلاء تناثرت في أرجاء منزلها.

وقال الناشط الإعلامي في دمشق وريفها "أبو باسم القابوني"، لـ "عربي 21" خلال اتصال خاص معه، إن الطفلة "رغد" أصيبت بشظايا صاروخ أطلقته طائرات النظام السوري في وقت سابق، مما أدى إلى بتر ساقيها، أما أختها الصغرى، فلم يتم العثور من جسدها الصغير سوى على رأسها.

وأكد "القابوني"، مرور الطفلة "رغد" في بادئ الأمر بوضع نفسي مزري للغاية، لكنها كابرت وصابرت، وتردد دوما "الحمد لله"، مشيرا، أن "رغد" هي من الأطفال المتفوقين دراسيا، وتتسم بذكاء فائق، لكن أسرتها فقيرة جدا، ووالدها يعمل ليلا نهارا لتأمين "ربطة الخبز" التي تجاوز سعرها ما يزيد عن 600 ليرة سورية، أي ما يعادل 2 دولار أمريكي ونيف.

وأضاف الناشط الإعلامي، أن فريق "ورد دمشق" استطاع كفالة الطفلة "رغد" مع عائلتها بشكل مؤقت ريثما ينفك الحصار عن الغوطة الشرقية، التي ما زالت محاصرة من قبل النظام السوري منذ عامين وأكثر، موضحا أن الفريق الذي تكفل الطفلة يسعى لتأمين "أطراف صناعية ذكية" لها، بهدف إعطائها أمل أكبر في الحياة، في حال نجحوا بتأمين الأطراف الصناعية للطفلة "رغد".

ووجه "القابوني" نداءه إلى كافة السوريين ألا يتخلوا أو ينسوا أهلهم في الداخل، وأن حالة الطفلة "رغد" ليس الوحيدة، بل يوجد عشرات الأطفال في أحوال متشابهة ما زالوا بحاجة إلى اهتمام ورعاية طبية كبيرة، والعمل على زرع الابتسامة على وجوههم من جديد.

وما تزال الغوطة الشرقية في ريف دمشق تشهد العديد من المجازر بين الفينة وأخرى بسبب القصف المتواصل من قبل النظام السوري على مدنها وبلداتها مما أدى إلى قضاء عشرات الأطفال تحت الأنقاض، كما أصيب المئات منهم بإعاقات دائمة، وخاصة في ظل الحصار المحكم عليها من قبل النظام السوري والمليشيات الموالية له، وصعوبة الخروج منها لتلقي العلاج في مشافي مختصة، مما أدى إلى تفاقم حالة المصابين وتدهور أوضاعهم الصحية.
التعليقات (0)