سياسة عربية

ملامح تغير بمواقف روسيا تكشفها رسالة لسفير لبنان بموسكو

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف - أرشيفية
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف - أرشيفية
نقل السفير اللبناني في موسكو شوقي بونصار، عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حرص روسيا على استقرار لبنان ووحدة أراضيه.

وقال بونصار في تقرير له حول لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي "بوغدانوف"، ونشرت صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله مقتطفات منه.. قال إن "بوغدانوف أبدى قلقه من الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي تهدد استقراره من الناحية الأمنية، مع وجود المنظمات الإرهابية المتطرفة كـ«داعش» و«النصرة» في جرود عرسال، والمعارك التي تحصل حاليا بين حزب الله وتلك المنظمات".

وأشار إلى "اهتمام الرئيس بوتين المتزايد بالانتخابات الرئاسية في لبنان، وحرص روسيا على انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن، خاصة أنه الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة". 

وكشف بونصار أن "الرئيس بوتين كان قد بحث هذا الأمر مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري خلال لقائه به في مدينة سوتشي في أيار المنصرم، وأكد له أن روسيا ستبذل جهودها المكثفة مع كافة الأطراف المعنية الدولية منها والإقليمية -وتحديدا مع إيران- لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن".

ونوه إلى أن "بوتين أبدى استغرابه من تمسك العماد ميشال عون بترشيحه بعد مرور كل هذا الوقت الطويل، ومع علمه بعدم إمكانية انتخابه لسدة الرئاسة، لأن فريقا سياسيا كبيرا في لبنان لا يوافق عليه ولا يعتبره توافقيا، وهذا الأمر ينطبق برأيه أيضا على الدكتور سمير جعجع الذي يعارضه فريق سياسي آخر كبير في البلد، ما يجعل انتخابه أمرا متعذرا".

فبحسب رأي السيد بوغدانوف، فإن "على الجنرال عون أن يفسح المجال أمام غيره من المرشحين، ويسمح لشخصيات مسيحية أخرى معروفة بالترشح، أو على الأقل المبادرة مع حلفائه إلى تأمين النصاب في مجلس النواب اللبناني لكي ينتخب النواب من يرونه مناسبا للرئاسة، علما بأن الدكتور سمير جعجع -بحسب بوغدانوف- مستعد لسحب ترشيحه في حال قرر الجنرال عون التخلي عن ترشيحه، وفق ما أبلغه الرئيس الحريري للمسؤولين الروس خلال اجتماعاته معهم الشهر الماضي وبحضور السيد بوغدانوف".

وفيما يخص الأزمة السورية، أعاد بونصار نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي "التأكيد على الموقف الروسي الثابت والمعروف بضرورة إيجاد حل سياسي يتفق عليه كافة الأطراف".

وكرر التأكيد أن موسكو غير متمسكة بأشخاص في سوريا، وإنما يهمها عدم سقوط الدولة، وبالتالي سيطرة المنظمات الإرهابية على البلاد، ما سيهدّد الجميع من معارضة ونظام.

وفي الملف النووي الإيراني، عبّر الوزير الروسي عن تفاؤله بالوصول إلى الاتفاق النهائي مع نهاية حزيران الجاري أو خلال النصف الأول من تموز المقبل، خاصة أن الإدارة الأمريكية مهتمة جدا بتوقيع هذا الاتفاق لتعويض فشلها في العديد من الملفات الدولية، منها تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، إضافة إلى حاجة إيران الملحة إلى هذا الاتفاق من أجل رفع العقوبات الاقتصادية القاسية عنها.

وأشار إلى أن المسؤولين السعوديين أبلغوه خلال زيارته الأخيرة للمملكة قلقهم وخشيتهم من أن يؤدي توقيع الاتفاق إلى تقوية إيران على حساب الدول العربية، وخاصة الخليجية منها. 

ووفقا للوزير، أبدى هؤلاء المسؤولون بشكل صريح غضبهم من سياسات الرئيس أوباما المتساهلة مع إيران، التي من شأنها تهديد مصالح الدول العربية وتشجيع إيران على زيادة تدخلاتها في الشؤون العربية، كما تفعل اليوم في العديد من تلك الدول.

كما كان للوزير الروسي موقف من بالأزمة في اليمن، حيث أشار إلى أنه "بحث الملف اليمني بالتفصيل مع مساعد وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان، وأيضا مع وفد من الحوثيين زار موسكو قبل أيام، وضم رئيس المكتب السياسي لأنصار الله مع أربعة آخرين".

وقال إنه أبلغ الإيرانيين والوفد الحوثي موقف روسيا المؤيد لمفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة المنعقد حاليا، والداعي أيضا إلى ضرورة وقف الأعمال العسكرية، والبدء سريعا بالحوار بين مختلف فئات الشعب اليمني دون إقصاء أحد، وإنه أبلغ الوفد الحوثي أنهم وفريق الرئيس علي عبدالله صالح ارتكبوا أخطاء كبيرة، أهمها نزولهم من مناطقهم الأصلية في الشمال ومهاجمتهم واحتلالهم للمناطق الجنوبية، ثم محاولة فرضهم الإعلان الدستوري بالقوة على مختلف فئات الشعب اليمني، ومحاولتهم خلق دولة ضمن دولة باعتمادهم سياسة خارجية مختلفة عن سياسة الحكومة الرسمية، وبناء جيش مواز للجيش الوطني، تماما كما يفعل حزب الله في لبنان.
التعليقات (0)