سياسة عربية

نازحو الأنبار يصلون لمطار أربيل هربا من المليشيات ببغداد

نازحون من الأنبار في إقليم كردستان - عربي21
نازحون من الأنبار في إقليم كردستان - عربي21
ازدحمت صالة الاستقبال الرئيسة في مطار أربيل الدولي بالمئات من النازحيين من أهالي الأنبار الهاربين من ملاحقة المليشيات الشيعية لهم في بغداد، فيما بدت حالة الانهاك واضحة على جميع الواصلين الذين كان بعضهم حفاة ولا يحملون شيئا من الأمتعة التي فقدوها في رحلتهم الأولى من الأنبار والثانية من بغداد.

وغصّت صالة المطار الأكبر في إقليم كوردستان شمال العراق بأعداد كبيرة جدا من النازحين الأنباريين الذين اشتروا بطاقات سفر بالطائرة من السوق السوداء، بسبب الازدحام على النقل الجوي بين بغداد وعاصمة الإقليم الكوردي، لأن السلطات لا تسمح بدخول المسافرين إلى الإقليم إلا عبر المطار بعد إغلاق طريقها البري الواصل إلى العاصمة بغداد منذ استيلاء تنظيم الدولة على مدينة الموصل في حزيران/ يونيو الماضي.

وأكد النازح الأنباري سلمان كريم الحلبوسي، في حديث لـ"عربي21"، أنه وعائلته نجوا بأعجوبة من موت محقق على أيدي مليشيا الحشد الشيعية في منطقة الجهاد غرب بغداد، بعد أن أقامت نقاط تفتيش بحثا عن نازحين من محافظة الأنبار، وأعدموا أمام المارة أربعة أبناء ووالدهم، وألقوا بجثثهم في مكان للأوساخ، دون أي تدخل من وحدة تابعة للشرطة العراقية كانت ترابط في منطقة الحادثة.

وأضاف الحلبوسي في حديثه أنه وعائلته قضوا يومين من الرعب في بغداد، قبل أن يتمكن صديق لهم من تأمين بطاقات سفر بالطائرة من السوق السوداء وبسعر 200 دولار للشخص الواحد، مشيرا إلى أنهم لا يملكون سوى الملابس التي يرتدونها، وأن اثنين من أطفاله فقدوا أحذيتهم في خضم رحلة الرعب التي مروا بها في العاصمة بغداد.

وتابع النازح الأنباري: "أفلحت الحملة التي تشنها مليشيا الحشد الشيعي في إخراج أغلب النازحين الأنباريين إلى الصحاري والمناطق المقفرة، بعد أن منعهم الجيش من العودة إلى مناطقهم"، مشددا على أن جميع أهالي الأنبار يشعرون بالندم الشديد بعد الخروج من مدينتهم.

من جهته بدا محمود علي العيساوي في حالة انهيار نفسي وجسدي تام، وهو يفترش مع أطفاله أرضية صالة الوصول في مطار أربيل، بعد أن هبطت طائرتهم قبل منتصف الليل بدقائق.

ويتحدث العيساوي لـ"عربي21"، والدموع تنهمر من عينيه، عن استقباله لعشر عائلات من بغداد عندما هربوا إلى الأنبار مع بدء العمليات العسكرية الامريكية عام 2003، فيما استقبل أقاربه أعدادا أكبر رغم أن أغلبهم كانوا من الشيعة الساكنين في مناطق الشعلة والشرطة والعامل.

ويؤكد العيساوي أن أهالي الأنبار في تلك الفترة قاموا بإفراغ بيوتهم من أسرهم، لاستقبال نازحي بغداد الهاربين من القصف الأمريكي الذي استهدف العامة، مشيرا إلى أن الأنبار بقيت طوال تاريخها تشتهر بعدم وجود الفنادق، لأن أهلها يعتبرون منازلهم مفتوحة أمام أي ضيف.

ويشير النازح العيساوي إلى أن المليشيات الشيعية ردت على فضل أهالي الأنبار بقتلهم وملاحقتهم، كما أن بعض السكان تسابقوا على الإخبار والتبليغ عن وجود النازحين الأنباريين من أجل اعتقالهم، أو تصفيتهم وكأنهم مجرمون.

إلى ذلك، أوضح مصدر في شركة الخطوط الجوية العراقية الحكومية أنه تمت زيادة عدد الرحلات إلى أربيل في اليومين الماضيين بسبب الارتفاع الكبير على السفر، مشيرا إلى دخول شركة طيران أخرى إلى العمل من أجل تلبية الطلب المتزايد على السفر من بغداد إلى أربيل.

وأشار المصدر، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن جميع التذاكر تم حجزها مقدما، الأمر الذي فتح الباب واسعا أمام المتاجرة بها في السوق السوداء وبسعر يبلغ ضعفي المحدد رسميا، لافتا إلى أن الراغب حاليا بالسفر إلى أربيل باستخدام التذاكر الرسمية يتوجب عليه الانتظار لفترة تصل إلى شهر كامل، ولكن يمكنه السفر خلال ثلاثة أيام بواسطة تذاكر السوق السوداء.

وفي السياق، ذكر ريبين هوراز، وهو ضابط أمن في مطار أربيل، أن أزمة نزوح أهالي الأنبار من العاصمة بغداد ساهمت برفع وتيرة العمل في المطار بشكل كبير لاستقبال الأعداد الهائلة الواصلة إلى عاصمة إقليم كوردستان.

ولفت هوراز في تصريح خاص لــ"عربي21" إلى وجود حالات إنسانية صعبة جدا، ومنها أن أغلب النازحين لا يعرفون إلى أين يتجهون بعد وصولهم المطار، وأن آخرين أنفقوا كل أموالهم ولا يستطيعون استئجار مكان للسكن.
التعليقات (3)
حمه بريفكاني
الأحد، 10-05-2015 11:53 م
نحن نرى يومياً في كوردستان عشرات الحالات المبكية لنازحين من الانبار وصلاح الدين من الذين لايجدون رغيف الخبز او حبة البطاطا بعد أن كانوا معززين في بيوتهم ... ولكن ولله الحمد الاكراد لم يقصروا معهم حتى الان
أنباري محتسب
الأحد، 10-05-2015 11:16 م
حسبنا الله ونعم الوكيل .... والله الذي لا اله الا هو لا حل لاهل العراق سوى في الانفصال وحكم أنفسهم بأفسهم والا ستبقى الاعراض مستباحة والحرمات منتهكة
ابو زينب الحلبوسي
الأحد، 10-05-2015 11:10 م
انا شخصياً أستقبلت في عام 2003 عائلتين من الشيعة في بيتي بمنطقة الخالدية في الانبار وجلسوا معززين لدينا لمد أسبوعين ولكن وللأسف ردوا الينا الجميل بقتل أهلنا عندما توهموا بامكانية العثور على الامان في بغداد .