كتاب عربي 21

الملف النووي الإيراني على خط زلزال اليمن ولبنان خارجه

نزيه الأحدب
1300x600
1300x600
حرص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، مساء الجمعة الفائت، الذي شن فيه أعنف هجوم على المملكة العربية السعودية بسبب قيادتها عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن، على تأكيد تحييد لبنان عن "العواقب الخطرة على العالم الإسلامي"، التي حذر منها رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي. 

حيث قال نصر الله: "اخترنا الحوار مع تيار المستقبل لمنع انهيار البلد، وسنواصل هذا الحوار رغم محاولة عدد من شخصيات (المستقبل) تعطيله". 

في المقابل، أكد قيادي في تيار المستقبل متابع لحوار تياره مع حزب الله لموقع "عربي21" أن "الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ضرورة وطنية، وقد حُدد بنقطتين: تخفيف الاحتقان السني الشيعي، ووضع معايير معينة بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، لذا فإن هذا الحوار غير معني بكل ما يجري في المنطقة، وهو مستمر بالشكل الذي بدأ به، وما يحدث في اليمن لن يكون له أي تأثير على الداخل اللبناني".

الموقف ذاته، لكن بدرجة تفاؤل أقل، أكدته مصادر سياسية لبنانية في ضاحية بيروت الجنوبية مطلعة على دوائر القرار الإيراني داخل طهران، حيث رأت أن تفجير الوضع في لبنان ليس من مصلحة أي طرف، وأن إيران ما زالت توفر الغطاء اللازم من جانبها للحكومة التوافقية في بيروت برئاسة تمام سلام. 

لكن هذه المصادر لا تخفي خشيتها من تراجع مفعول حوار الحزب والتيار عمليا على صعيد خفض الاحتقان المذهبي في الشارع اللبناني، حيث إن "تطورات اليمن سترخي بثقلها على كل الملفات العالقة بين إيران والسعودية، لا سيما بعد التحشيد الإقليمي الذي بلغ حد الاستعانة بباكستان، ما يزكي حالة الاصطفاف الحاد في المنطقة.. حتى الملف النووي الإيراني الذي تمتعت مفاوضاته مع الغرب بنسبة معقولة من حصانة التحييد، فإنه سيتراجع هو الآخر على وقع العملية العسكرية الخليجية العربية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية". 

أما عن تفسير المصادر المطلعة كلام "بروجردي" جاء أن "نار هذه الحرب سترتد على السعودية، لأن الحرب لن تبقى محدودة في نقطة واحدة". فتشير إلى أن "جماعة أنصار الله" (الحوثي) وحلفاءها يملكون من الأسلحة والصواريخ ما يمكنهم من توسيع رقعة الحرب، ليصل مداها إلى الداخل السعودي.

وكما طلبت الشرعية اليمنية من وجهة النظر السعودية دعما عسكريا من دول الخليج، فإن الشرعية اليمنية من وجهة النظر المعاكسة قد تطلب العون من إيران. 

وهل ترى المصادر المطلعة ذلك قريباً؟ سألها "عربي21"، فأعربت عن اعتقادها بأن "إيران سترفع في الأيام المقبلة وتيرة العمليات العسكرية في معركة تكريت لحسم الميدان في العراق، حتى تتفرغ بعد ذلك للساحة اليمنية المرشحة للمزيد من التصعيد خلال الشهور المقبلة، خصوصا إذا قررت السعودية التدخل البري الذي يعني عمليا دخول اليمن في حرب أهلية". 
التعليقات (0)