سياسة عربية

الشيخ علي بلحاج يدعو السعودية إلى مراجعة سياساتها

انتقد بلحاج ازدواجية السعودية في دعمها انقلاب مصر ورفضها انقلاب الحوثي - أرشيفية
انتقد بلحاج ازدواجية السعودية في دعمها انقلاب مصر ورفضها انقلاب الحوثي - أرشيفية
رأى الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، علي بلحاج، أن أمام السعودية فرصة وصفها بـ"التاريخية" و"الثمينة" التي لا تعوّض، من أجل إرجاء مراجعات في السياسات الداخلية والخارجية.

ودعا بلحاج إلى التريث في الحكم على توجهات السياسات السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وقال: "مما لا شك فيه أنه وبعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وتولي الملك سلمان الحكم في السعودية، فإن الناس تتريث في الحكم عليه في انتظار أن يجري مراجعات عملية للخروج بسياسة تخدم مصالح السعودية والعرب والمسلمين".

وتابع: "لذلك، كثير ممن كانوا يصوبون سهام النقد اللاذع للسعودية تراهم الآن يمهلون الملك الجديد الفرصة لإجراء المراجعات المطلوبة التي سترجع بالخير على السعودية والعرب والمسلمين".

وأشار بلحاج إلى أن المطلوب من السعودية في الشأن المصري في المرحلة الراهنة ليس الوساطة، وإنما الحياد، وقال: "القضية من وجهة نظري ليست مصالحة بين المملكة والإخوان، ولا وساطة المملكة بين الإخوان والعسكر في مصر، وإنما أن تلتزم السعودية الحياد بالنسبة للدول الأخرى".

وأوضح أن "الإخوان الذين حكموا مصر جاؤوا إلى الحكم بالاقتراع، فلا يجوز للمملكة أن تتدخل لمساعدة الانقلابيين بالمال، بينما تندد المملكة في الوقت ذاته بانقلاب الحوثيين في اليمن، وتدعو العالم إلى وقفه، ولذلك يجب وقف هذه الازدواجية والنظر بمعيار واحد".

وأضاف: "ربما المصالحة المطلوبة في السعودية هي ذاتها، فكيف تحتضن السعودية الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الذي استبد ببلاده وشعبه، وارتكب جرائم في حقهم، حرا طليقا ومكرما، بينما يخضع العديد من أصحاب الرأي في السعودية للاعتقال، لذلك كله لا بد من مراجعة سياسية عميقة وجادة تمكن السعودية من العودة للعب دورها الطبيعي".

وقال إن ذلك يتم من خلال "استغلال ثقلها السياسي والاقتصادي والإعلامي والديني بما يخدم مصالحها ومصالح الأمتين العربية والإسلامية".

وأضاف أن مراجعة السياسات ليست عيبا، فقبل يومين تحدث الرئيس الأمريكي في ندوة مكافحة الإرهاب عن الأسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف، وعدّد الكثير من الأسباب الاقتصادية والسياسية وغيرها، لكنه تجاهل موضوع فلسطين والانحياز الغربي لصالح الاحتلال والتدخل الأجنبي وغير ذلك، لكنه قادر على إجراء مراجعات، فلماذا لا يراجع حكامنا، وعلى رأسهم السعوديون، سياساتهم؟".

وقال: "الآن أمام السعودية فرصة ثمينة لا تُعوّض، بما أن كثيرا من الناس يترقبون سياسات سعودية جديدة داخليا وخارجيا، فإذا صححت السعودية أمورها داخليا وخارجيا واستغلت ثقلها السياسي والاقتصادي والديني والإعلامي، أظن أنها سترجع إلى ما كانت عليه".

أما إذا أضاعت هذه الفرصة "فهي خاسرة، ومن ورائها دول الخليج والعالم العربي"، على حد تعبيره.
التعليقات (1)
إبراهيم الدسوقي
الإثنين، 23-02-2015 09:04 م
إذا كانت المملكة سيدة قرارها الداخلي و الخارجي ـ حقا ـ فيجب القيام بإصلاحات كثيرة و واسعة ،أهمها في رأيي المتواضع ؛ التخلي عن المذهب الحشوي الوهابي المتحجر و المتطرف و انتهاج المذهب المالكي الأصيل ، مذهب إمام دار الهجرة مالك رضي الله عنه،الذي تتفق الكثير من المصادر على أنه ( عالم المدينة ) الذي أشار إليه الحديث النبوي المعروف.فلو كانت المملكة مالكية للحقها و العالم الإسلامي بل العالم ـ كله ـ خير كثير ، و لما كان هناك تطرف أو غلو ديني ،أنجب لنا خاطفي طائرات 11/9،و أسامة بن لادن و القاعدة و ـ ربما ـ داعش أيضا،و قد يكون الآتي أعظم، أما الإصلاح الثاني فهو يتمثل في التعجيل باعتماد نظام ملكي دستوري في المملكة على غرار الأنظمة الملكية المعروفة في أوروبا الغربية مثلا، أو ـ في أقل الحالات سوء :المغرب،مثلما على المملكة أن تنشئ منظومة إعلامية ضخمة ـ بالعربية و لغات العالم الحية الكبرى طالما توفرت الأموال لديها و ( ربنا يكترها )،من أجل الدفاع عن الإسلام الحقيقي الوسطي المعتدل؛الذي يحقق دور الرسالة الخاتمة فيي العالم،مصداقا لقوله تعالى: و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، و قوله صلى الله عليه و سلم : إنما أنا رحمة مهداة.و كذا تفعيل منظمة التعاون الإسلامي، و السعي لجعلها في خدمة الإسلام :دعوة و تعليما و تفقيها و دفاعا عنه في وجه الهجمة الصهيوصليبية التي تقودها دوائر و أوساط معروفة في عالمنا اليوم، و تطوير التعاون في مختلف المجالات بين الشعوب و البلدان الإسلامية،و العناية بالأقليات المسلمة و المسلمين ـ حيث كانوا ـ أفرادا أم جماعات،و ختاما تحرير الإقتصاد في المملكة من التبعية المهلكة للنفط من خلال اللجوء إلى الطاقات البديلة، وتشجيع السياحة الدينية للمسلمين و غيرهم،و كذا تطوير الزراعة ( القمح في بعض المناطق و البن في الجنوب إلخ ...)،علاوة على إحياء مشروع الصناعات الحربية العربية و إشراك العالم الإسلامي في ذلك،و أخيرا لا آخرا ؛ العمل على أن تكون المملكة قوة جمع لا تشرذم ، و توحيد لا تفرقة و تشتيت ،و إخاء و تآلف و تضامن و تحالف بين المسلمين و إصلاح، حتى تكون لها السيادة و الريادة و القيادة في عالمينا العربي و الإسلامي، و الله المسؤول أن يولي على الأمة خيارها لا شرارها، و أن يبرم لها أمر رشد يعز به الإسلام و أهله و يذل به الكفر و أهله ،و الحمد لله رب العالمين.