كتاب عربي 21

كلمات الألتراس التي قتلتهم

تامر أبو عرب
1300x600
1300x600
1-

الكورة لما جينا كانت كدب كانت خداع
كانت مغيبة للعقول كانت للسلطة قناع

2-

لم تكن الدولة تتصور وهي تجعل كرة القدم عنصر الإلهاء الأول للمصريين، أنه سيأتي اليوم الذي تتحول فيه اللعبة إلى عبء عليها.

في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة بدأ نظام مبارك يدعم الكرة بقوة على كافة المستويات، حرص الرئيس المخلوع على حضور المباريات المهمة، سمح بخروج عشرات الفضائيات والبرامج الرياضية، لم ينزعج من صراع الديوك الذي نشب بين عدد من مقدميها وبعضهم البعض والذي وصل أحيانا لمرحلة الشتائم البذيئة على الهواء، ومع بدء العصر الذهبي للمنتخب الوطني الذي شهد حصوله على ثلاث بطولات متتالية للأمم الأفريقية، نسي المصريون كثيرًا من مشاكلهم اليومية واستغرقوا في تشجيع المنتخب والصراع بين الأهلي والزمالك والتنقل طوال الليل بين اللواء مدحت والكابتن شوبير والدكتور علاء.

في العامين الأخيرين من هذا العقد بدأت شوكة الألتراس تقوى، واستحوذت روابط الأندية على الاهتمام بدخلاتها المبهرة وحماسها الكبير الذي تبديه داخل الاستادات وخارجها، في تطور طبيعي للاهتمام المتزايد بكرة القدم، وتحويل الأندية إلى كيانات بديلة للوطن يفوق الانتماء إليها أحيانا الانتماء إليه، لكن النظام لم ينزعج من ذلك أيضا، فهو يخدم مخططه للإلهاء بالكرة عن المشكلات التي تعتصر المصريين من كل جانب.

لكن ماذا فعلت روابط الألتراس عندما قامت الثورة؟

3-

ولما الثورة قامت نزلنا في كل البلاد
موتنا على الحرية وسقوط رموز الفساد
مسكتناش مهدناش ما لسا النظام موجود
داخلية الكلاب والظلم في كل مكان موجود
اقتل فى الثورة كمان 
كلمة حر ليك جنان
مهما يزيد بطش السجان
قدام صوتي يكون جبان

4-

بين 28 يناير و11 فبراير 2011، ملأ مشجعو الألتراس ميدان التحرير بالبهجة والهتافات والأغاني الثورية، اكتشف الناس – والنظام أيضا – جانبا آخر في حياة هذه المجموعات بعيدا عن تعصبهم لنواديهم وهي انتماؤهم الكامل لهذا الجيل وتبنيهم مطالبه وتحدثهم في السياسة بنفس كفاءتهم حين يتحدثون في كرة القدم.

لكن جانبًا آخر يجعل الألتراس أخطر من غيرهم، يتمثل ذلك في حماسهم المستمر وقوتهم في الحق وعدم رضاهم بالمسكنات وعدم خوفهم من مواجهة الدولة، لذلك أطلقت الدولة برامجها وفضائياتها تشكك في نوايا الألتراس وانتماءاتهم السياسية وتتهمهم بإفساد المنظومة الرياضية وتهديد استمرار النشاط الرياضي، ودخل إعلاميون محسوبون على الدولة في خصومة مباشرة مع الألتراس، طالبوا خلالها بحل روابط المشجعين والتعامل بالقوة مع أي تصرف غير مقبول من جانبهم.
لكن هل سكت الألتراس على محاولات اغتيالهم؟

5-

قولناها زمان للمستبد 
الحرية جاية لا بد 
ليبيرتا كانت مكتوبة 
يا حكومة بكرة هتعرفي 
بأدين الشعب هتنضفي 
والآيه الليلة مقلوبة 
قالوا الشغب في دمنا 
و ازاي بنطلب حقنا 
يا نظام غبى افهم بقى مطلبي 
حرية حرية 
حرية حرية

6-

حددت روابط الألتراس خصمها المباشر، الأجهزة الأمنية التي تريد أن تعود بالمصريين لعصر ما قبل الثورة، وبدأت محاولات الإخضاع، حاولت الداخلية أن تُخضع الألتراس بالعصي والغاز والخرطوش أحيانا، وحاول الألتراس إخضاع الداخلية لقوانين الثورة التي قامت ضد فساد الشرطة وإفسادها، بحثت الداخلية عن امتيازاتها التي سلبتها الثورة، وبحث الألتراس عن حريتهم التي نالوها بالثورة.

أخذت المعركة الكلامية بين الدولة والعسكر تأخذ شكل المواجهة المباشرة بعد مباراة الأهلي وكيما أسوان في سبتمبر 2011 عندما وقعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة وألتراس الأهلي في محيط استاد القاهرة، انتهت باعتقال 9 من أفراد المجموعة تم اتهامهم بإثارة الشغب والاعتداء على قوات الشرطة قبل أن تبرئهم المحكمة في ديسمبر من العام نفسه.

وصلت العلاقة بين الطرفين إلى أقصى درجات التوتر في 28 يناير 2012 عندما هتف ألتراس الأهلي خلال مباراة فريقهم مع المقاولون العرب "يسقط يسقط حكم العسكر" فضلا عن هتافهم ضد الداخلية والشرطة العسكرية، تأمل التاريخ جيدًا لأنه يسبق "مذبحة بورسعيد" بأربعة أيام فقط، ثم استرجع أداء القوات في المذبحة، لتتأكد أن الموضوع لا يخرج عن "كمين" تم إعداده لألتراس الأهلي المزعجين.
لكن هل كسرت المذبحة التي سقط فيها 74 شهيدًا كبرياء الألتراس؟

7-

اقتل واسجن إيه الجديد
ابني سجونك عليها
مهد الثورة في العقول
انسى بظلمك تمحيها
تضرب في غاز
تضرب رصاص
جيلنا من الموت
مبقاش بيخاف خلاص

8-

لم تنكسر شوكة الألتراس بعد مجزرة بورسعيد وكذلك لن تنكسر بعد مذبحة الدفاع الجوي.
لو نجحت السلطة في تركيع علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر وأحمد دومة وماهينور المصري ومحمد عادل وثناء سيف ومحمد سلطان وعمر حازق، ربما كنت أصدق أنها ستنجح في تركيع الألتراس.

 لا يفهمون أنهم يتعاملون مع جيل مختلف، يصرون على استخدام أساليب قديمة تريد أن تُخيفنا فتُضحكنا تخطط لموتنا فتحيينا، لا يفهمون أن كل نقطة دم تسيل تقرّب نهايتهم هم وليس نهايتنا نحن، الألتراس جزء من هذا الجيل وهذا الحلم، حلم الحرية الذي لن يفهمه من تعود أن يسبح بحمد "ابن مصر البار"!

9-

كان دايما فاشل في الثانوية
يادوب جاب خمسين في المية
 بالرشوة خلاص الباشا اتعلم
وخد شهاده بـ100 كلية
ياغراب ومعشش
جوا بيتنا
بتدمر ليه
متعة حياتنا؟
مش هنمشي على مزاجك
ارحمنا من طلة جنابك
التعليقات (3)
ثائر
السبت، 14-02-2015 07:53 م
مقال جيد بالنسبة للاولتراس لكن لماذا يصر الكاتب و من هم من فريقه على اختزال الثورة و الثوار في أسماء من فريقه أو أبناء ايدلوجية معينة كأن مخالفيهم في الفكر ليسوا ثوار أو لم يقدموا اي تضحيات ألا يستحق مصطفى الصاوي شهيد جمعة الغضب أن يذكر كمثال على الثورة إلا تستحق اسماء البلتاجي أن تكون من ضمن أيقونات هذا الجيل المتعطش للحرية ألا يرى الكاتب في الآلاف المعتقلين - فك الله أسرهم جميعاً - غير هذه الأسماء
شمس الحريه
الجمعة، 13-02-2015 09:10 ص
كلمه حق - فى ظلمه الليل - والفجر قادم لا محال - الحريه فكره ليس لها وطن لا فى قلوب وعقول الشعوب -
ابو الشهيد مصعب
الخميس، 12-02-2015 06:36 م
والله رجاله وهم امل مصر