سياسة عربية

"الوسط" يقاطع انتخابات برلمان مصر في "ظل الأجواء الحالية"

تشهد مصر حالة قمع كبيرة بعد الانقلاب - أ ف ب
تشهد مصر حالة قمع كبيرة بعد الانقلاب - أ ف ب
أعلن حزب الوسط -المنسحب من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب- مقاطعته بشكل رسمي للانتخابات البرلمانية المصرية القادمة، مؤكداً عدم منطقية قيام أي استحقاق ديمقراطي في ظل الأجواء الحالية.

ودعا الحزب في مؤتمر صحفي له عُقد، ظهر الثلاثاء، في مقره بالقاهرة، كل القوى المؤمنة بالثورة وأهدافها والمؤسسات الحريصة على مصر الدولة والوطن للتكاتف حول صياغة مرحلةٍ انتقاليةٍ جديدةٍ، تؤسس لحل سياسي شامل للأزمة الحالية تستند فيها إلى إجماع الشعب حول مطالب ثورة يناير، لإنهاء حالة الاستقطاب المجتمعي، وليعود مناخ الحريات.

وشدّد "الوسط" على ضرورة الإفراج عن كل المعتقلين غير المتورطين في أي أعمال عنف، وتقديم كل من تسبب في جرائم ضد الشعب إلى محاكمات حقيقيةٍ عادلةٍ، وأن يعود الجيش إلى دوره الطبيعي في حماية حدود الوطن، وأن تبدأ إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وإصلاحها من أجل تعظيم دورها.

وأكد "الوسط" أن كل الخطوات والممارسات الحالية للسلطة الحاكمة، ومنذ "انقلاب الثورة المضادة على المسار الديمقراطي في تموز/ يوليو 2013، وحتى الآن، تشير بقوة إلى اتجاه البلاد نحو منعطف خطير، يحتاج من كل القوى المخلصة وكل الأطراف الفاعلة في المجتمع التحذير من هذا المسار وخطورة مآلاته".

وحتى الآن، أعلن  11 حزبا ليبراليا ويساريا وإسلاميا مقاطعتهم للانتخابات البرلمانية المقبلة هم: الدستور، التيار الشعبي، العيش والحرية، التحالف الشعبي الاشتراكي، الوسط، البديل الحضاري، غد الثورة، مصر القوية، الوطن، العيش والحرية، مصر الحرية، فضلاً عن أحزاب تحالف دعم الشرعية التي على رأسها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، كذلك حركة شباب 6 أبريل.

من جهته، قال الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، إن "ما يجري في مصر يؤكد أن الحياة السياسية فى مصر قد "ماتت وشبعت موتاً"، بعد شهور قليلة عقب انقلاب 3 يوليو، ولم يعد هناك أمل فى إحيائها، ولو بوضعها فى غرف للعناية المركزة، ومهما ضخ فى صدرها من أكسجين أو زودت بالدماء".

وأضاف في تصريح لـ"عربي 21" :" السياسة والأحزاب وخاصة الانتخابات لا تعرف الحياة أو مجرد الوجود، مع وجود الدبابات والمدرعات فى الشوارع والميادين، وبالقرب من مقار الأحزاب، ولا يمكن تصورها مع تلك التشريعات التي كممت الأفواه وقيدت كل نشاط معارض وصوبت فوهات البنادق نحو رؤوس المعارضين".

وتابع "الزمر" :"كما لا يمكن القبول بالقواعد التي وُضعت بشكل واضح لعودة الحزب الوطني المنحل للبرلمان، ومن ثمّ ليشكل الحكومة القادمة، كما لا يقبل بها أي سياسي شريف، وهو يرى آلاف الشباب يزج بهم في المعتقلات بلا أدنى جريمة، بل وهو يرى الدماء تنزف فى الشوارع والطرقات من جميع الطوائف والاتجاهات بسبب وبدون سبب".

وأكد "الزمر" أنهم أمام انتخابات برلمانية في أجواء معبأة بدخان القنابل، وشوارع تسيل فيها الدماء، وتفوح منها رائحة الموت، ولهذا فلا يزال الوطن ينادى كل القوى والحركات والأحزاب أن تتخذ موقفاً موحداً من "انتخابات الدم، وأن ترفض المشاركة فى تشطيب أخطر وأسوأ بناء يمكن أن يعلو أرض مصر".

وطالب "الزمر" الشعب المصري أن يقاطع هذه الانتخابات،  وقال إنه "لا يتصور عاقل أن تجلب خيراً لبلادهم، أو أن تمكن لغير المفسدين والأشرار من مقابض الحكم ومفاتيح الثروات"، بحسب قوله.

وتعقد الهيئة العليا لحزب الوفد الليبرالي اجتماعاً طارئاً -ظهر الأربعاء- بحضور رؤساء اللجان العامة فى المحافظات، لمناقشة الطلبات التي تقدم بها بعض أعضاء الهيئة العليا إلى رئيس الحزب، لاتخاذ موقف فيما يتعلق بتدخل بعض أجهزة الدولة فى العملية الانتخابية.

وكانت الهيئة العليا لحزب الوفد فى اجتماعها السابق أثارت هذا الأمر، وتم احتواء الموقف من بعض قيادات الهيئة العليا، لكن العديد من أعضاء الهيئة العليا تقدموا بطلبات لرئيس الوفد لفتح باب المناقشة من جديد لبحث إمكانية مقاطعة الانتخابات.
التعليقات (0)