صحافة عربية

توظيف هجمات سيناء في تشديد الحملة على الإخوان

الصحافة المصرية الجديدة - الصحافة المصرية السبت
الصحافة المصرية الجديدة - الصحافة المصرية السبت
سيطر على الصحف المصرية الصادرة السبت 31 كانون الثاني/ يناير 2015، توظيف دعائي لهجمات سيناء التي أسفرت الخميس عن مقتل نحو 30 عسكريا، وإصابة ضعفهم، في تشديد الحملة على جماعة الإخوان المسلمين، والتحريض على "القصاص والثأر والقتل"، في تناغم واضح مع ما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
فقد أبرزت الصحف تصريحاته بأن مصر تواجه أخطر تنظيم سري في العالم خلال القرنين الماضيين، في اتهام واضح لجماعة الإخوان بارتكاب الهجمات، على الرغم من تعزية الإخوان المسلمين لضحاياها، وإعلان تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي يناصب الإخوان العداء مسؤوليته عنها.
 
وارتكبت الصحف المصرية جريمة أخرى بالخلط بين جماعة الإخوان وتنظيم "أنصار بيت المقدس"، إذ إنها وضعتهما في سلة واحدة، على الرغم من الاختلاف الكبير بينهما، وأنهما ليسا تنظيما واحدا، حيث إن الإخوان يرفضون العنف، ويستمسكون بالسلمية -بحسب أدبياتهم- مهما كان الثمن، على العكس مما يراه تنظيم "أنصار بيت المقدس".
 
والأمر هكذا، شهدت الصحف حملة عاصفة على جماعة الإخوان، واتهمتها الصحف بالعمالة، وعدم الوطنية، والإرهاب، والتآمر على مصر، ونقلت مطالبات البعض بإعدام قادة الجماعة، وتوسعت في نشر نِقمة أسر ضحايا التفجيرات على الإخوان، وهتافاتهم ضدها في جنازات خرجت الجمعة لتشييع الجثامين.
 
وامتلأت الصحف بدعوات ووعود الثأر من مرتكبي التفجيرات. وتحدثت عن "تاريخ إرهاب جماعة الإخوان"، واستقبال الجثامين في المحافظات بالهتافات ضدها.
 
وفي المقابل، تجاهلت الصحف مظاهرات جمعة "الإصرار والتحدي"، التي كان "التحالف الوطني لدعم الشرعية" دعا إليها، وشهدت استجابة آلاف المواطنين لها، ما أسفر عن مقتل شاب بمسقط رأس الرئيس محمد مرسي (قرية العدوة بمحافظة الشرقية)، وإصابة واعتقال عشرات المتظاهرين. 
 
وفي خضم حملتها الدعائية الهوجاء، نصبت الصحف من نفسها حكما وقاضيا، يتهم الإخوان بالعنف والقتل، دون انتظار نتائج أي تحقيق.
 
وتجاهلت الصحف الجانب المعلوماتي للتفجيرات أو الهجمات، فلم تذكر عدد ضحاياها بالضبط، سواء من قتلى أم مصابين، وملابسات الهجمات، فضلا عن تجاهل بيان التنظيم المسمى "ولاية سيناء" الذي أشار إلى تنفيذه الهجمات في أوقات حظر التجول، حفاظا على أرواح المدنيين.
 
وتعمدت الصحف إغفال ذكر مسؤولية السيسي، ورئيس وزرائه، ووزيري دفاعه وداخليته، عن الهجمات، وعدم قيامهم بدورهم الواجب، في حقن الدماء، وحفظ الأرواح.
 
بل تبنت الصحف وجهة النظر المؤيدة للسيسي، وموقفه السلبي من الجماعة، ولم تسمح بنشر أي آراء مخالفة لهذا التوجه الدعائي المعبأ الذي تقدمه للمواطنين، كما أنها لم توجه أو تسمح بنشر أي انتقادات لهما أو للحكومة عن التقصير والخلل في الأداء، وعبثية الاكتفاء بالحل الأمني في مواجهة الأزمة السياسية الطاحنة التي تكاد تعصف بالبلاد.
 
ويأتي توظيف التفجيرات دعائيا أيضا ستارا للتعتيم على مقتل شيماء الصباغ القيادية في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي قتلت برصاص الشرطة يوم السبت الماضي، وتصاعد المطالب باعتذار السيسي، وإقالة وزير داخليته، وكذلك يأتي التوظيف بعد تسريبات لقاء وزير الداخلية مع عدد من قيادات وزارته، وما أكده من أن الانتهاكات زادت بعد 30 يونيو 2013، وإقراره بتجاوزات الشرطة.
 
والأمر هكذا، تصدرت الصحف صور تشييع جثامين ضحايا التفجيرات في جنازة عسكرية رسمية، غاب عنها السيسي، دون تفسير لغيابه، فيما تصدرها رئيس الوزراء إبراهيم محلب، ووزير الدفاع صدقي صبحي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، ورئيس الأركان محمود حجازي، وعدد من الوزراء، وقادة الجيوش والأفرع المختلفة في الجيش.
 
فقالت الأهرام: الرئيس: مصر تواجه أخطر تنظيم سرى في العالم.. دماء المصريين غالية.. ومصممون على بناء الدولة الحديثة.. جنازة عسكرية لشهداء القوات المسلحة والشرطة في سيناء.
 
وفي التفاصيل نقلت الأهرام عن السيسي قوله في تصريحات للوفد الإعلامي المصري بأديس أبابا، إن مصر تحارب أخطر تنظيم سري في العالم خلال القرنين الماضيين، مشيرا إلى أن الإخوان يمتلكون أذرعا وأفكارا وأدوات سرية، وقائلا إن المصريين ثاروا ضدهم، وأصروا على عدم استمرارهم في الحكم، على حد تعبيره.
 
وزعم السيسي في تصريحاته أن دم الشهداء الذين راحوا ضحية الهجمات الإرهابية الغادرة أقل جدا مما كانت ستدفعه مصر في حال استمرار حكم الإخوان شهرين أو ثلاثة أو أكثر (!)، مؤكدا أن المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ سيقام في موعده، وأن جماعة الإخوان ستستمر في التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية.
 
وقال: "إننا على حق، وهم على باطل، والله معنا".
 
وغير بعيد، قالت الأهرام أيضا: بعد مشاركته بافتتاح القمة الإفريقية.. السيسي يختصر زيارته لإثيوبيا ويعود لمتابعة حادث العريش.
 
ومن جهتها، قالت المصري اليوم (في المانشيت): "أموت علشان بلدي تعيش.. جنازة عسكرية لشهداء هجمات سيناء.. والرئيس والجيش: الثأر قادم.. المحافظات تستقبل الجثامين بالهتافات ضد الإرهابية والمطالبة بالقصاص.. والسيسي يصل القاهرة ويجتمع بـ"الدفاع الوطني".
 
وقالت المصري اليوم: صلاة الغائب في الأزهر.. وجمعة يبكي الشهداء.
 
وأضافت المصري اليوم: إعلام غربي: هجمات سيناء الأكثر دموية في ذاكرة مصر الحديثة.
 
وقالت الوطن: تفاصيل ليلة الخميس الأسود.. اليأس خيانة.. شهود عيان يروون لـ"الوطن" وقائع الهجوم من كل الاتجاهات... وأسر الشهداء تطلب القصاص بـ"إعدام قيادات الإخوان".
 
وقالت الوطن: الجيش يجهز خطة التطهير الكبرى لسيناء.. والتحريات: مخابرات دولة أجنبية خططت للجريمة.. والسيسي: نواجه أقوى تنظيم سري في العالم
 
وقالت الوطن: "الجزيرة" تنقل تفجيرات العريش لحظة بلحظة.. ومصورها يهتف "الله أكبر".
 
ومن جهتها، قالت الشروق (في مانشيت تحريضي على القتل): مصر تنتظر الثأر.
 
وأضافت الشروق: الرئيس يقطع زيارته إلى إثيوبيا.. ويؤكد: سننتصر.. السيسي للإعلاميين: نحارب أقوى تنظيم سري ظهر خلال قرنين.. أنصار بيت المقدس تعلن مسؤوليتها عن الهجوم.. والأباتشي تقصف أهدافا جنوب الشيخ زويد.. مفاجأة: إرهابي يشرح لأجهزة الأمن تفاصيل مذبحة الكتيبة 101 قبل وقوعها بأسبوع.
 
فقد كشفت الشروق عن أن السيسي شكل غرفة عمليات في مقر إقامته بأديس أبابا حتى عودته إلى القاهرة.
 
وأشارت الشروق إلى أن تحقيقات جهاز الأمن الوطني منذ أسبوع مع أحد أخطر العناصر الإرهابية كشفت عن معلومات أدلى بها تفيد بتخطيط عناصر تكفيرية لأكبر هجوم مسلح سيتم على الكتيبة 101 التي توجد بها أكبر التمركزات الأمنية، والمنشآت العسكرية.
 
وأضافت الشروق: التحقيقات مع خلية أجناد مصر: قائد التنظيم زرع قنبلة أبو العلا تحت الشجرة.
 
وقالت الشروق أيضا: رئيس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية والشباب يتقدمون جنازة شهداء الحادث الإرهابي في سيناء.
 
وتابعت الشروق: جمعة: ندافع عن وطننا ولو كره الفاجرون.
 
وكتب حمدين صباحي لـ"الشروق" مقالا بعنوان: "دماء شيماء وشهداء سيناء" أكد فيه أن القتل جزاء من يشهر السلاح، وأن دماء الجنود وأصحاب الرأي سواء.
 
دعايات سوداء بحق الإخوان
 
امتلأت صحف السبت بأخبار وتقارير دعائية سوداء بحق جماعة الإخوان المسلمين، استمرارا في محاولة اغتيالهم معنويا، وقطع الطريق على أي تعاطف شعبي معهم، أو التفاف جماهيري حولهم.
 
فقالت المصري اليوم: بالوثائق.. تاريخ إرهاب جماعة الإخوان منذ لحظة تأسيسها.
 
وأضافت المصري اليوم: الإخوان تتوعد باستهداف السائحين والسفارات الأجنبية.. إصابة 4 في انفجار عبوتين بالقليوبية.. وانفجار قنبلة في إرهابي ببورسعيد.
 
وقالت الوطن: إرهاب الإخوان يتصاعد.. والتنظيم يشكل كتائب انتحارية في المحافظات.. الداخلية: تجمعات محدودة لأنصار مرسي أمس.. والقبض على 132 متهما.
 
وتابعت الوطن: "الوطن" تكشف: مخطط إخواني لإفساد مؤتمر شرم الشيخ.. المخطط يتضمن تكثيف العنف ونشر الشائعات واتصالات مع الدول والمستثمرين الأجانب.
 
وأضافت الوطن: تحقيقات خلية أبو زعبل: 1000 جنيه عمولة التفجير.
 
تجاهل مظاهرات جمعة "الإصرار والتحدي"
 
تجاهلت صحف السبت مظاهرات جمعة "الإصرار والتحدي" التي كان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" دعا إليها، وشهدت استجابة آلاف المواطنين لها، بالخروج في عشرات المظاهرات السلمية، بمحافظات مصر المختلفة، ما أسفر عن مقتل شاب بمسقط رأس الرئيس محمد مرسي (قرية العدوة بمحافظة الشرقية)، وإصابة عدد من المتظاهرين، فضلا عن اعتقال العشرات.
 
وطالب المشاركون في المظاهرات بالقصاص لدماء الشهداء، والإفراج الفوري عن المعتقلين، وإسقاط حكم العسكر، وتقديم قادة الانقلاب الدموي إلى المحاكمة، وإعدام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والمخلوع حسني مبارك.
 
ونددوا بسوء الأحوال الأمنية والاقتصادية في البلاد، وبما يحدث في سيناء من قتل للجنود والمدنيين.
 
وجاءت المظاهرات تخليدا لذكرى شهداء 25 يناير، فيما شهد محيط مطار القاهرة خروج مظاهرة مفاجئة سرعان ما تم الانتهاء منها.
 
طوارئ بالأحزاب استعدادا للبرلمان
 
قالت الأهرام": طوارئ بالأحزاب استعدادا لماراثون البرلمان.
 
وفي التفاصيل ذكرت الأهرام أن الأحزاب والتحالفات الانتخابية أعلنت حالة الطوارئ بعد إعلان العليا للانتخابات فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية 8 فبراير المقبل.
 
وبحسب "الأهرام"، أعلن تحالف الوفد المصري، أنه بصدد الانتهاء من ترشيحاته، فى حين أوضح حزب النور، أنه انتهى تقريبا من ترشيحاته سواء على المقاعد الفردية أم القوائم التي شكلها.
 
انفرادات.. ومعالجات
 
قالت الشروق: أثريون يقدمون مذكرة ضد الدماطي لرئيس الوزراء.
 
وقالت الشروق أيضا: اليوم افتتاح جراج التحرير الجديد.
التعليقات (0)