بعد تكرار حوادث قتل المواطنين
المصريين الأقباط واختطافهم في
ليبيا، طالبت قيادات قبطية بتدخل دولي لفرض الحماية على ليبيا ومحاربة الجماعات المسلحة هناك.
وأعلنت السلطات المصرية اختطاف سبعة مواطنين أقباط في مدينة سرت، الاثنين الماضي، بعد أيام قليلة من مقتل أسرة قبطية هناك، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك الحوادث حتى الآن.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن الوزير
سامح شكري كلّف سفير مصر في ليبيا بإجراء اتصالات فورية بالمسؤولين في حكومة طبرق، وشيوخ القبائل، لمحاولة إطلاق سراح المختطفين.
ورجّح مصدر دبلوماسي أن تكون جماعة أنصار الشريعة -التي أعلنت ولاءها للدولة الإسلامية- هي المسؤولة عن خطف المصريين السبعة، حيث تتهم الجماعة مصر بمساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود عملية عسكرية في ليبيا ضد فصائل الثوار الإسلامية.
عقاب على دعمنا لـ30 يونيو
وأقيمت يوم الأربعاء في مدينة طنطا في دلتا مصر جنازة رجل قبطي وزوجته وابنتيهم، كانوا قد قتلوا في ليبيا قبل ثلاثة أيام، على أيدي مسلحين مجهولين.
وقالت تقارير صحفية مصرية إن الأسرة المسيحية كانت قد تلقت تهديدات بالقتل إذا لم يغادروا الأراضي الليبية، وعندما لم يستجيبوا هاجمهم مسلحون داخل منزلهم، وقتلوا الزوج والزوجة أمام أطفالهم الثلاثة، ثم خطفوا الابنة الكبرى التي عثر على جثتها لاحقا في منطقة نائية.
وشدّد أسقف مدينة طنطا الأنبا "بولا" -خلال موعظته في قداس الجنازة- على أن هذا الحادث لن يزيد الكنيسة إلا تماسكا ووحدة مع جموع الشعب المصري، مؤكدا أن الحادث يهدف إلى النيل من المسيحيين بسبب دعمهم لـ "ثورة 30 يونيو"، على حد قوله.
وتابع بأن "المسيحيين قتلوا لأنهم وقفوا في ثورة 30 يونيو أمام خفافيش الظلام التي أرادت أن تهيمن على مصر والمنطقة العربية لتحويلها إلى إمارة تابعة لهم".
وخلال الجنازة -التي حضرها عدد من كبار المسؤولين- زعم "بولا" أن تركيا هي من تقف وراء الحادث، مناشدا كافة المصريين المتواجدين في ليبيا بالعودة إلى بلادهم وعدم المخاطرة بحياتهم.
فرض الحماية على ليبيا
وطالب المحامي القبطي نجيب جبرائيل، وهو رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، بفرض حماية دولية على ليبيا لحمايتها وحماية المقيمين على أراضيها، "بعدما تحوّلت لدولة مفككة تحكمها الميلشيات المسلحة".
وأصدرت مطرانية سمالوط في المنيا بيانا الثلاثاء، طالبت فيه الدولة بسرعة التحرك لإعادتهم إلى مصر، والتصدي للاعتداءات المتتالية على الأقباط في ليبيا.
وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نور الدين، إن استهداف الأقباط المصريين في ليبيا غرضه خلق فتنة طائفية في مصر، متهما الإخوان المسلمين بالسعي لزعزعة الأمن المصري من خلال هذه العمليات.
وناشد نور الدين -في تصريحات صحفية- كل المصريين بمغادرة ليبيا فورا بسبب هذه الممارسات الإرهابية تجاههم.
المصريون مستهدفون
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، إن كل المصريين في ليبيا مستهدفون، وليس الأقباط فقط، من قبل ميليشيات مسلحة تتبنى الفكر المتطرف، وتسيطر على مناطق واسعة في ليبيا، وخاصة المناطق الغربية، وترى في مصر عدوا لها.
وأكد عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، أن الوزارة لا تملك قانونا لمنع المصريين من المغادرة إلى الخارج، وأن دورها يتوقف عند إعلان المناطق الخطرة، موضحا أن الوزارة أصدرت خلال العامين الماضيين أكثر من 100 بيان لمطالبة المصريين بعدم السفر إلى ليبيا إلا أن كثيرا من المواطنين يغامرون بحياتهم ويسافرون إلى ليبيا من أجل تحقيق مكاسب مادية.
من جانبه، أكد العقيد إسماعيل شكري، وهو المتحدث باسم قوات "فجر ليبيا" التابعة لحفتر، أن قوات حرس الحدود الليبية تحتجر 14 صيادا مصريا في سجن مدينة "مصراتة"، بعدما دخل مركبهم إلى السواحل الليبية دون تصريح.
وانتقد شكري عدم تواصل الخارجية المصرية أو القنصلية المصرية هناك مع المسؤولين الليبيين منذ احتجازهم قبل عدة أيام، مشيرا إلى أنه جارٍ الآن التحقيق معهم لمعرفة أسباب دخولهم المياه الإقليمية بطريقة غير شرعية، وسيتم إطلاق سراحهم قريبا.