سياسة عربية

مليون مستوطن في القدس المحتلة خلال سنوات

مؤسسات الاحتلال تتعاون على تهويد المدينة - أرشيفية
مؤسسات الاحتلال تتعاون على تهويد المدينة - أرشيفية
كشف المستشار السياسي لوزير شؤون القدس سعيد يقين، أن عدد المستوطنين داخل جدار القدس بلغ 700 ألف مستوطن، متوقعا ارتفاع عددهم إلى مليون خلال سنوات معدودة.

وأضاف يقين، في حديث خاص مع "عربي21"، أن "الحركة الصهيونية فيما يخص القدس بشكل عام ترتكز على أمرين، هما: الهدم والقتل، ولم تتغير السياسة الإسرائيلية في القدس منذ لحظة ضمها وحتى الآن" معتبرا أن المشروع الصهيوني لا يقتصر على التهويد وتطهير المدينة من سكانها وحسب، وإنما "من كل ما له علاقة بتاريخها وحضارتها وعروبتها، ما يثبت أن الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال إحلالي"، على حد تعبيره. 

وكانت القوات الصهيونية احتلت قرابة 84 بالمئة من مساحة القدس عام 1948، ودمرت 43 قرية وبلدة مجاورة أو حولتها إلى تجمعات يهودية وضم أراضيها إلى ما أسمته بالقدس الغربية، حيث أعلنتها عاصمة لها، وأخرجت التجمعات السكانية العربية منها.

وبعد احتلال شرقي القدس عام 1967 بدأت خطوات تهويد المدينة، وتشير الإحصائيات والدراسات إلى توسع الاستيطان العمراني والبشري، ونجح الاحتلال في السيطرة الكاملة على 79 بالمئة من أرض القدس، حيث صادرت بشكل مباشر 33 بالمئة من مساحتها، وجمدت 40 بالمئة أخرى، حيث بنى فيها 27 مستوطنة يهودية، لتصبح 73 بالمئة من المدينة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

إضافة إلى ذلك، صادرت إسرائيل 6 بالمئة لشق طريق يربط المستوطنات، وبذلك يبقى 21 بالمئة من شرقي القدس يسعى الاحتلال إلى تهويده، منها 10 بالمئة مناطق سكنية فلسطينية، و7 بالمئة غير منظمة ومعرضة للمصادرة، و4 بالمئة يجري التفاوض بشأنها.

وفي دراسة لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، قالت المنظمة إنه في المناطق التي احتلتها إسرائيل في  مدينة القدس بعد العام 1967 تم إقامة 12 حيا كبيرا، تعدّ هي الأخرى مستوطنات وفقا للقانون الدولي، كما أُقيمت في قلب الأحياء الفلسطينية في هذه المناطق جيوب استيطانية بمساعدة حكومة الاحتلال وبلدية القدس.

وفي ذات السياق، قال يقين إن "الاحتلال يعمل على هدم الموروث الثقافي والحضاري في المدينة وطمس تاريخها، من أجل تنفيذ مخططاته في القدس، ويتيح للمستوطنين التوسع والبناء في المدينة، بينما يمنع السكان الأصليين فيها من البناء والترميم في منازلهم، ما يضطر المقبل على الزواج الذي يريد تكوين أسرة للخروج من المدينة إلى ضواحيها؛ لأنه لا يستطيع البناء في القدس، وللأسف، أصبح عدد الخارجين من المدينة أكثر من عدد المولودين فيها، وهذا مؤشر خطير".

وتابع يقين: "عدد المستوطنين داخل جدار القدس حاليا يبلغ 700 ألف مستوطن، ويسعون إلى أن يصل العدد إلى المليون خلال السنوات القادمة، بحيث يصبح المستوطنون أكثر من السكان الأصليين، وهذا يسهل عليهم السيطرة على المدينة، وتغيير وجهها الحضاري، وتنفيذ مخططهم التهويدي فيها".

فيما أضافت "بتسيلم" أن سلطات الاحتلال تعمل على رفع عدد اليهود الذين يعيشون في المدينة وتقليص عدد سكانها الفلسطينيين، إذ يجري هذا من ضمن سائر الأساليب، عبر فصل القدس المحتلة عن سائر الضفة الغربية، ومصادرة الأراضي واتباع سياسة تمييزية في مواضيع التخطيط والبناء، وتقسيم كعكة الميزانية في المدينة. كما أنّ السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الفلسطينيين على أنهم مهاجرون اختاروا العيش في إسرائيل، رغم أنّ دولة الاحتلال ضمّت المدينة وسكانها، وهي تحرم الفلسطينيين الذين لا يستوفون المعايير الضيقة التي وُضعت أصلا للسكان الأجانب من مكانة الإقامة والحقوق الاجتماعية.

وأكد يقين أن كل "مؤسسات الاحتلال تتكافل مع بعضها البعض لفرض الأمر الواقع الجديد على المدينة؛ فبلدية الاحتلال تسهل على المستوطنين وتضيّق على السكان، وكذلك أجهزة الأمن الإسرائيلية تقوم بدورها، وكذلك الحكومة اليمينية المتطرفة تقف وراء الجماعات التي تسمى "تدفيع الثمن"، وتدعمها في حرق المساجد في محيط القدس والممارسات الإرهابية التي تقوم بها".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، رفض الأحد الماضي، وقف أي بناء استيطاني في القدس المحتلة.

وقال ليبرمان في مؤتمر صحفي، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إنهم لن يقبلوا "وضع حد للبناء في المناطق اليهودية في القدس الشرقية".

وعن التفاعل العربي والشعبي، قال يقين: الواقع العربي "إن القدس وفلسطين لم تعد الشغل الشاغل للعرب، سواء على مستوى الشعوب أو المستويات السياسية الرسمية، فكل دولة مشغولة بالمشكلات الداخلية لها، مثل سوريا واليمن ومصر وغيرها"، مؤكدا على أهمية الوحدة الوطنية لإيقاف المخططات التهويدية، والتركيز على المقاومة الشعبية على أطراف القدس مثل ما يحدث على حاجز قلنديا من مواجهات، على حد تعبيره. 

وأظهرت معطيات نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية عام 2012 أن أعداد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس شهدت ارتفاعا كبيرا بلغ نحو 4,5 بالمئة مقارنة مع عام 2011.

وأظهر التقرير حينها، تخطي عدد المستوطنين في الضفة الغربية رقم الـ350 ألفا، بينما بلغ عدد المستوطنين في الأحياء الاستيطانية الشرقية بمدينة القدس مثل "بسغات زئيف"، و"النبي يعقوب"، و"رمات أشكول"، و"رامون"، وغيرها، نحو 300 ألف مستوطن.

علما بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتعاطى مع المستوطنين في مدينة القدس المحتلة باعتبارهم مستوطنين، حيث لا تعترف بالوجود الفلسطيني في المدينة، بينما تعدّ المقدسيين "مهاجرين" اختاروا البقاء في هذه المناطق. 
التعليقات (1)
حليم
الثلاثاء، 09-12-2014 10:47 ص
فلسطين حرة مستقلة انشاء الله