شهدت مدينة اللاذقية مؤخرا تضيقا أمنيا كبيرا, شمل التدقيق على منازل وممتلكات معارضين غير متواجدين في المدينة.
في حي الصليبة صالة رياضية يمتلكها معارضون لنظام الأسد تمت السيطرة عليها من قبل قوات الأمن وسلمتها لأحد التجار المؤيدين النازحين من مدينة حلب, لم تكن هذه الحالة هي الحالة الأولى بل جرت أيضا الأسبوع الماضي السيطرة على منزل مطلوب بتهمة الإرهاب حسب ناشطين من حي الطابيات المعارض لنظام الاسد.
حالة من التغيير الديموغرافي تعيشها بعض الأحياء
المعارضة كحي الصليبة وحي الطابيات بالإضافة الى أحياء اخرى تشهد عمليات تفتيش يومية خصوصا على أبواب المساجد بعد صلاة التروايح, تدقيق على الهويات للخارجين من المساجد.
بات يخشى كل من اضطر للخروج من
سوريا على ممتلكاته وإلا فهي عرضة للسطو من قبل أفرع الأمن التي بدأت مؤخرا إجراء مسح سكاني وجغرافي حيث يدخلون إلى المنازل يطلبون دفتر العائلة ويبدأون بالسؤال عن أفراد العائلة فردا فردا, وعند الانتهاء يطلبون من رب الاسرة إثبات ملكية للمنزل الذي يقطنه .
أحد الناشطين ويدعى محمد يقيم في تركيا أفاد ل " عربي 21" أن الأمن داهم منزله عدة مرات في حي السكنتوري المعارض، وطلبوا في المرة الاخيرة من والده إحضار دفتر العائلة وقاموا بالسؤال عن أفراد الأسرة وعند الوصول إلى اسم الناشط المذكور طلبوا من الأب تسليم الناشط نفسه للأمن وإلا فإن الأمن سيرمي الأهل في الخارج يطردوهم من المنزل, يضيف الناشط ل "عربي21" لا أعلم ما الحل هل أسلم نفسي حتى أجنب أهلي سوءة قراري بالخروج عن
نظام الأسد.
في سياق متصل لا يواجه الخارج من مدينة اللاذقية أية صعوبات عند الحواجز سيما اذا كنت تود الخروج ولا تود العودة، قد يشير لك عناصر الأمن بإصبعه تابع تابع دون أية عملية تفتيش خاصة عندما يرى أثاثا منزليا محملا في صندوق السيارة, في حين أن العائد إليها سيقف أكثر من ساعة على كل حاجز يطلبون منه أن يخبرهم شجرة العائلة كاملة وفي نهاية المطاف يطلبون منه عنوان المنزل الذي تمتلكه في المدينة وإثبات ملكيته, ويجب أن تدعو الله ألف مرة لئلا يكون منزلك قد سيطرت عليه قوات الأمن وأعطته لأحد النازحين من المؤيدين القادمين من مناطق أخرى, كما حدث مع عائلة أرهقتها الأوضاع المعيشية الصعبة في الخارج , حيث فضلت عدم ذكر اسمها خوفا من التبعات السيئة التي بات يعرفها الجميع, يروي أحد افراد الأسرة أنهم في طريق العودة أوقفهم الأمن في عدة حواجز وعند الوصول إلى الحاجز المتمركز قرب المواصلات في مدخل مدينة اللاذقية الشمالي الشرقي، استوقفهم الحاجز وطلب منهم اوراقهم الثبوتية واستمرت هذه العملية ما يقارب الاربع ساعات, يضيف الناشط اعتقدنا أننا وأخيرا انتهينا ولكننا عندما وصلنا إلى منزلنا حاولنا فتح الباب بعد برهة نتفاجئ أن شابا ثلاثينيا يفتح لنا الباب ويسأل من أنتم؟ يجيب الشاب نحن أصحاب المنزل من أنت ؟ يجيب الشاب القاطن في المنزل اذهبوا إلى فرع الأمن هذا المنزل لم يعد لكم, يمكنكم أن تشتكوا فرع الأمن قريب هذه كانت آخر كلمات الشاب.
يتوقف الشاب عن الكلام اخيرا مع قول (الله أكبر على من طغى وتجبر).