اقتصاد دولي

"نظام مالي جديد على الأبواب".. هل تعتبر البريكس بديلا لرأس المال الأجنبي؟

"بريكس" أصبحت بديلاً هامًا للبلدان والشركات التي تبحث عن رأس المال الأجنبي- جيتي
"بريكس" أصبحت بديلاً هامًا للبلدان والشركات التي تبحث عن رأس المال الأجنبي- جيتي
نشرت صحيفة "آيدنليك" التركية، مقال رأي، للكاتب، سرهات لطيف أوغلو، سلّط فيه الضوء على مجموعة البريكس وكيف بدأت بإنشاء نظام مالي جديد. 

وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في حزيران/ يونيو 2023، كانت إحدى أهم ادعاءات الإدارة الاقتصادية التركية الجديدة التي تولت المنصب هي تلك المتعلقة بدخول رأس المال الأجنبي. وصرّح وزير الخزانة والمالية، محمد شمشك، بأنه "مع تطبيق السياسات الأرثوذكسية وعودة السياسات الاقتصادية إلى أساس عقلاني، فسيكون هناك تدفق كبير للأموال".

وبعد توليه المنصب، تم تنظيم اجتماعات وزيارات مكثفة مع المستثمرين. وكانت الزيارات إلى دول الخليج مهمة بشكل خاص، خاصة تلك التي تمّت مباشرة بعد التعيين. في هذه الزيارات، تم توقيع اتفاقيات استثمار بقيمة إجمالية 100 مليار دولار على المدى المتوسط والطويل. وقد نظّمت إدارة البنك المركزي التركي العديد من "اجتماعات المستثمرين" في الغرب.

ومع ذلك، فإنه خلال الأشهر الثمانية الماضية، كان دخول رأس المال الأجنبي محدودًا للغاية. إن موقف الغرب تجاه تركيا التي تتبع سياسات مستقلة ليس تطورًا جديدًا. ومع ذلك، فإن تركيز الإدارة الاقتصادية على الغرب فقط هو أحد المعتقدات الأرثوذكسية/ الليبرالية الجديدة المعروفة. ومع ذلك، فإن التوازنات الاقتصادية تتغير مع التوازنات الجيوسياسية في العالم.

البريكس أكبر من الغرب
وذكر الكاتب، أنه "مع انضمام دول جديدة هذا العام، فإنه ارتفع عدد الدول الأعضاء في بريكس إلى 10 دول. وقد عززت مجموعة بريكس، التي تتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، قوتها الاقتصادية هذا العام من خلال انضمام السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والإمارات". 

بالإضافة إلى ذلك، فإن 45 بالمئة من سكان العالم يعيشون في دول بريكس، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس 36 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، متجاوزًا إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لتكتل الدول السبع الغربية المعروف باسم G7 (حيث تبلغ حصة دول G7 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي 30 بالمئة فقط).

الأصول تتزايد بسرعة في دول البريكس
وفقًا لتقرير مؤسسة "هينلي وشركاه"، فإن "هناك 1.6 مليون شخص في دول بريكس يملكون أصولًا بقيمة تزيد على المليون دولار. ويمتلك 4700 شخص في دول بريكس أصولًا بقيمة تزيد على الـ100 مليون دولار، وارتفع عدد المليارديرات بالدولار إلى أكثر من 500".

ووفقًا للتقرير، فإنه تجاوز معدل نمو الأصول الخاصة في الصين الـ92 بالمئة خلال العقد الماضي. وفي الهند، وهي عضو آخر في بريكس، بلغ نمو الأصول 85 بالمئة خلال العقد الماضي. ومن المتوقع أن يستمر هذا الأداء الاستثنائي بالتوازي مع النمو المرتفع لبريكس خلال العقد القادم، وأن تنمو الأصول في دول بريكس بنسبة 110 بالمئة. بعبارة أخرى، فإن من المتوقع أن يتجاوز إجمالي الأصول الفردية الـ95 تريليون دولار.

المراكز المالية لدول البريكس وصلت إلى أبعاد جذابة
وأشار الكاتب، إلى أن "5 من أغنى 10 مدن في دول بريكس موجودة في الصين. على سبيل المثال بكين، عاصمة الصين، هي أغنى مدينة في بريكس حيث تضم 125,600 مليونير، بما في ذلك 347 شخصًا من أصحاب الملايين (أصحاب ثروة 100 مليون دولار أو أكثر) و42 مليارديرًا. تليها شنغهاي، التي تضم 123,400 شخص من ذوي الدخل المرتفع، 322 منهم من أصحاب الملايين و39 مليارديرًا".

اظهار أخبار متعلقة


وتابع الكاتب قائلًا إن "دبي، المعروفة باسم ’المدينة الذهبية’، تحتل المرتبة الثالثة بـ72,500 مليونير، 212 منهم من أصحاب الملايين و15 مليارديرًا". كذلك تأتي مومباي، أكبر مدينة ومركز مالي في الهند، في المرتبة الرابعة بـ 58,800 مليونير (236 من أصحاب الملايين و 29 مليارديرًا).

ووفقًا لتقرير ثروة بريكس، فإن هناك خمس مدن لا تندرج في قائمة أغنى 10 مدن في بريكس لعام 2024، ولكن من المتوقع أن تشهد نموًا قويًا في الثروة (80 بالمئة أو أكثر) خلال العقد القادم. فمثلًا بنجالورو، التي تُلقب باسم ’وادي السيليكون في الهند’ بفضل قطاع التكنولوجيا المتطور، تضم حاليًا حوالي 13,200 مليونير، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 30 ألف بحلول عام 2033. كما أن من المتوقع أن تصل الزيادة في الثروة إلى 125 بالمئة خلال العقد القادم.

يجري الآن إنشاء نظام مالي جديد
ورجّح الكاتب أن تستمر دول بريكس، التي شهدت انفجارًا كبيرًا في الأصول الفردية، في هذا الاتجاه خلال العقد القادم. ومع تسارع عملية إنشاء النظام المالي الجديد بفعل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإن من المتوقع أن ينمو كل من المراكز المالية ومجموع الثروة في دول بريكس بشكل كبير.

وأوضح الكاتب أن "بريكس أصبحت بديلاً هامًا للبلدان والشركات التي تبحث عن رأس المال الأجنبي، سواء كان استثمارًا في محافظ الأوراق المالية أو استثمارًا مباشرًا. وبينما تحاول الدول الغربية من ناحية تخريب علاقات تركيا الاقتصادية مع بريكس، فإنها تعمل بنشاط من ناحية أخرى مع دول بريكس، وخاصة الصين، وقد أبدت بالفعل رغبتها في إدارة هذه المحافظ".

اظهار أخبار متعلقة


في المقابل، يتجاهل أنصار الأرثوذكسية النيوليبرالية هذه التطورات بإصرار، ويسعون إلى ربط تركيا بالغرب المتحلل والغارق. لذلك، فإن من المهم للغاية أن تخرج الإدارة الاقتصادية من تركيزها على الغرب وتنظم زيارات واجتماعات مع المستثمرين في الصين ودول آسيوية أخرى لجذب رأس المال الأجنبي.

في النهاية، يقول الكاتب: "دعونا لا ننسى أن مستثمري بريكس يتمتعون بفهم متوافق مع سياسة تركيا المستقلة، وفقًا لمبدأ الربح للجميع".
التعليقات (0)