صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: نحن عالقون بين تعهدات متضاربة وأهدافنا من الحرب لم تتحقق

شدد المقال على أن حكومة نتنياهو عالقة بين تعهدات متضاربة للداخل الإسرائيلي والولايات المتحدة- الأناضول
شدد المقال على أن حكومة نتنياهو عالقة بين تعهدات متضاربة للداخل الإسرائيلي والولايات المتحدة- الأناضول
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، مقالا للمحلل السياسي الإسرائيلي يوآف ليمور، أشار خلاله إلى أن التصريحات الإسرائيلية حول التحول إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة تناهت إلى "الآذان الأمريكية" عبر وسائل إعلام في الولايات المتحدة.

وأوضح المقال أن دولة الاحتلال، "بجانب كونها لم تتمكن من تحقيق أهدافها من الحرب"، فإنها "عالقة بين تعهدات متضاربة، متمثلة في تلك التي أعطيت للجمهور الإسرائيلي، وبموجبها لا توجد حدود زمنية والحرب ستستمر بقدر ما يلزم حتى الحسم، وتلك التي تم إعطاؤها لدول العالم، وعلى رأسها الإدارة في واشنطن، وبموجبها تنتقل المعركة الآن إلى مرحلة جديدة، أقل كثافة".

وأشار إلى أن "الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة من الحرب في غزة، الذي أعلن عنه وزير الدفاع والناطق العسكري وبالتوازي، في مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية (وزير حرب الاحتلال لـ"وول ستريت جورنال" والناطق العسكري لـ"نيويورك تايمز")، تسمح بإطلالة نادرة على الشكل الذي تجري فيه الأمور من خلف الكواليس".

"كما أنها تدل على الضائقة الاستراتيجية التي علقت فيها إسرائيل في ضوء ضغط متزايد من جهة واشنطن لتخفيض كثافة المعركة لأجل التسهيل على سكان قطاع غزة"، بحسب المقال.

اظهار أخبار متعلقة


وقال إنه "من أجل منع تصاعد الضغط في أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فقد انطلق وزير الدفاع والناطق العسكري إلى وسائل الإعلام الأمريكية وأعلنا فيها عن التغيير في شكل القتال. وقد فعلا هذا بالإنجليزية لآذان أمريكية وليس بالعبرية للجمهور الإسرائيلي".

وأضاف: "يوجد في هذا معنى للقول أن من ينزف في هذه الحرب هو قبل كل شيء الجمهور الإسرائيلي الذي يستحق أجوبة واضحة من قيادته السياسية الأمنية عن أهداف الحرب وإنجازاتها. كما أن هذه القيادة تمتنع عن مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية وتكتفي بأجوبة جزئية في مؤتمرات صحفية وفي أحداث مغلقة. وهكذا تعفي نفسها من سلسلة أسئلة ستواجهها مع التعهدات التي أعطيت للجمهور الإسرائيلي منذ هجمة 7 أكتوبر".

ولفت إلى أن دولة الاحتلال وضعت لنفسها هدفين، هما "إسقاط حكم حركة حماس ونزع قدراتها العسكرية (إلى جانب الامتناع عن فتح حرب في الشمال وخلق الظروف لإعادة المخطوفين)".

وأردف: "بعيدا عن تحقيق هذه الأهداف؛ فإنه في شمال القطاع انتهت الأعمال في صيغتها الحالية عمليا والجيش الإسرائيلي خفف جدا حجم قواته. وبحسب تقارير الجيش، فإنه صفي في هذه المنطقة 8 آلاف ناشط من حماس من أصل 14 ألفا، أي لا يزال 6 آلاف من رجال حماس يعملون فيها وبقدر ما هو معروف، يحتجز فيها مخطوفون أيضا"، بحسب زعمه.

وذكر أنه "في وسط القطاع يعمل الجيش في قسم من مخيمات اللاجئين، ويبدو أنه لا ينوي العمل الآن فيها كلها. في خانيونس يتركز العمل في المنطقة التي بحسب التقديرات يوجد فيها منجم الذهب الذي تختبئ في داخله قيادة حماس، إلى جانب الكثير من المخطوفين. مع ذلك فإن أجزاء أخرى من المدينة لم تعالج بعد وكذا مدينة رفح كلها بقيت خارج الحرب، بما في ذلك محور فيلادلفيا الذي يستخدم الآن أيضا تهريب وسائل قتالية وبضائع من سيناء".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف المقال أن حكومة الاحتلال التي أعلنت عن المرحلة الثالثة من الحرب "ستكون مطالبة بأن تشرح للجمهور الإسرائيلي كيف تعتزم بالضبط هزيمة حماس في صيغة العمل الجديدة، عندما يكون واضحا أن معالجة رفح (وكذا مخيمات اللاجئين الأخرى في وسط القطاع) لا يمكنها أن تتم في إطار الاجتياحات وهي تستوجب قوات أكبر بكثير وأعمال تقف على تضارب مع التعهد الذي أعطي للأمريكيين".

وشدد على أنه "ثبت مرة أنه من الأفضل الامتناع عن الإعلانات المبالغ فيها والتي من الصعب إسنادها بالأفعال. فحماس بعيدة عن الهزيمة، وإسرائيل مطالبة بأن تعمل ضمن جملة اعتبارات مركبة تتعقد أكثر فأكثر، مع المداولات في محكمة العدل الدولية في لاهاي حول دعوى جنوب أفريقيا للإعلان عن أنه في غزة تنفذ إبادة شعب".

ونوه إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "الذي ادعى قبل بضعة أسابيع فقط أن من لا يمكنه أن يقف في وجه ضغط أمريكي لا يمكنه أن يتولى المنصب، تلقى من واشنطن درسا في الحدود ذات الصلة بمواصلة الحرب أيضا. خيرا يفعل إذا نقل الآن درسا مشابها لوزرائه الذين يورط بعضهم إسرائيل على أساس يومي بتصريحات وأفعال عديمة المسؤولية".

التعليقات (0)