سياسة عربية

المغرب يسابق الزمن لإنقاذ العالقين تحت الركام.. وهذه خارطة المساعدات الدولية

ارتفعت حصيلة ضحايا زلزال المغرب إلى 2497 قتيلا ونحو 2476 جريحا- "إكس"
ارتفعت حصيلة ضحايا زلزال المغرب إلى 2497 قتيلا ونحو 2476 جريحا- "إكس"
سارعت دول عدة حول العالم إلى عرض تقديم المساعدات وإرسال فرق الإنقاذ بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة وخلف آلاف القتلى والجرحى، في الوقت الذي تسابق فيه السلطات الزمن في البحث عن ناجين.

وتسبب "زلزال القرن" بدمار قرى جبلية بأكملها على رؤوس ساكنيها بالقرب من بؤرة الكارثة في إقليم الحوز التابع لمدينة مراكش السياحية.

وتحارب فرق الطوارئ لأجل الوصول إلى المناطق النائية التي ضربها الزلزال المدمر بعدما تسببت الانهيارات الجبلية الناتجة عن الهزة الأرضية بقطع الطرقات المؤدية إليها.

خارطة المساعدات الدولية

وأعلن وزير الداخلية القطري، خليفة بن حمد، توجه رجال فريق البحث والإنقاذ إلى المغرب "للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وتوزيع المساعدات الإغاثية العاجلة للتخفيف عن الأشقاء".

جاء ذلك في تغريدة شاركها الوزير القطري، الأحد، على حسابه في "إكس" (تويتر سابقا) تظهر أعضاء فريق الإنقاذ بجانب المعدات والمساعدات الموجهة إلى المملكة المغربية.

اظهار أخبار متعلقة



ومن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، الأحد، عن انطلاق طائرة إغاثية من مطار مدينة سرقسطة إلى مراكش بالمغرب وعلى متنها فريق إنقاذ مكون من 65 جنديا و4 كلاب مدربة على البحث عن الناجين والضحايا تحت أكوام الركام، مؤكدة أن الوفد يتوجه للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ الجارية في مناطق الزلزال المدمر.

إلى جانب إسبانيا، أرسلت فرنسا فريقا للمشاركة في عمليات الإنقاذ قرب مراكش، يضم 4 عناصر متخصصين في الإغاثة والإنقاذ وتقديم الدعم في جهود البحث المتواصلة، إضافة إلى ممرض ومدرب متخصص برفقة كلب بحث، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلنت باريس عن تقديم مساعدة قدرها خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها اليوم الإثنين عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله أمام قمة مجموعة العشرين في نيودلهي: إن فرنسا مستعدة لتقديم مساعدات فورية دون رد من الرباط. "السلطات المغربية تعرف بالضبط ما يمكن تسليمه، وطبيعة [ما يمكن تسليمه] والتوقيت … ونحن تحت تصرفها. لقد فعلنا كل ما في وسعنا.. بمجرد أن يطلبوا هذه المساعدة، سيتم نشرها".

وأضافت ذات الصحيفة البريطانية نقلا عن وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا قولها: إن الأمر متروك للمغرب فيما إذا كان سيطلب المساعدة الفرنسية في التعامل مع أسوأ زلزال يشهده منذ أكثر من ستة عقود، مضيفة أن فرنسا مستعدة للمساعدة إذا طلب منها ذلك.

وقالت كاثرين كولونا: إن فرنسا تعهدت بتقديم 5 ملايين يورو (4.3 مليون جنيه استرليني) لمنظمات الإغاثة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا حيث يعتقد أن ما لا يقل عن 2500 شخص لقوا حتفهم وأصيب 2400 آخرون، لكن الأمر متروك للمغرب ليقرر من الذي يطلب المساعدة رسميًا. .

وقالت كولونا لتلفزيون بي إف إم: “هذا جدل غير مناسب.. الناس يعانون، والناس بحاجة إلى المساعدة”. نحن على استعداد لمساعدة المغرب. إنه قرار سيادي ومن حق المغرب وحده أن يحدد ما هي احتياجاته”.

وستذهب المساعدات بقيمة 5 ملايين يورو إلى المنظمات غير الحكومية النشطة بالفعل في منطقة الكارثة.

ووفق "الغارديان" فقد ظلت العلاقات الدبلوماسية بين باريس والرباط فاترة لسنوات، ويُنظر إلى قرار المغرب قبول المساعدة من أربع دول فقط ـ المملكة المتحدة وإسبانيا وقطر والإمارات العربية المتحدة ـ على أنه مؤشر ليس فقط على خلاف سياسي، بل على ضغينة شخصية بين الرئيس إيمانويل. ماكرون والملك محمد السادس.

ومنذ لحظة وقوع الكارثة، أعلنت دول عديدة عن تقديم المساعدات وإرسال فرق البحث والإنقاذ لمواساة المملكة المغربية التي تواجه الزلزال الأعنف منذ قرن، والمساعدة في انتشال الضحايا.

ومن الدول التي عرضت المساعدة، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تركيا والكويت وتونس والأردن واليابان والهند والاتحاد الأوروبي وغيرها.

وأعلنت الجزائر التي تربطها علاقات متوترة مع المغرب عن فتح مجالها الجوي المغلق منذ عامين أمام الطائرات الإغاثية المتوجهة إلى المملكة لتقديم يد العون ومواساة عائلات الضحايا والجرحى.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية عن "إرسال فرق من الحماية المدنية إلى المغرب لدعم جهود البحث والإنقاذ".

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له على هامش قمة قادة دول العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، على استعداد بلاده التي واجهت كارثة القرن في شباط/ فبراير الماضي لتقديم المساعدة اللازمة للمغرب.

وقال أردوغان إن "تركيا التي شهدت كارثة القرن قبل 6 أشهر مستعدة لمساعدة أشقائها المغاربة بكافة إمكاناتها".

وأكدت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية تجهيزها فريقا مكونا من 265 عنصرا من إدارة الكوارث للانتقال إلى المناطق المنكوبة في المغرب في حال وافقت السلطات المغربية.

والسبت، أطلقت الكويت حملة إغاثية عاجلة لمساعدة متضرري الزلزال في المغرب، عبر وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الهلال الأحمر المحلي. فيما وجه أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، الجهات المعنية لتجهيز كافة المستلزمات الإغاثية المطلوبة لمواجهة تداعيات الزلزال، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "كونا".

اظهار أخبار متعلقة


المغرب يقبل مساعدات 4 دول

ومع توالي عروض المساعدات الدولية، فقد كشفت السلطات المغربية استجابتها لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.

وقالت وزارة الداخلية في بيان: "استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ".

ومن المتوقع استمرار توافد المساعدات الدولية وفرق البحث والإنقاذ في الأيام المقبلة، بعد استكمال الإجراءات والتراخيص اللازمة، بحسب وسائل إعلام محلية.

وعلى الرغم من عدم الإعلان رسميا عن وفود أجنبية أخرى قدمت إلى منطقة الحوز للمساهمة في البحث عن ناجين من الزلزال، فقد كشفت وسائل إعلام مغربية النقاب عن أن السلطات المغربية سمحت لوفد صغير من فرقة إغاثة إسرائيلية للوصول إلى المناطق المنكوبة.

وذكرت صحيفة "لكم" المغربية أن عدة صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي تداولت صورا لفريق إغاثة إسرائيلي مكون من ثلاثة أشخاص وهم يلتقطون صورا تذكارية في أماكن متضررة بمنطقة الحوز، فيما يشبه "عملية تسويق إعلامي" لعناصر هذا الفريق وللدولة التي يمثلونها.



حصيلة مرشحة للارتفاع


يذكر أن الزلزال المدمر الذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني، يعد الأعنف من نوعه منذ قرن، كما أنه خلف أضرار واسعة في الأرواح والمباني بسبب تركزه في المناطق الجبلية حيث المباني القروية المبنية بطرق تقليدية غير قابلة للصمود أمام الهزات الأرضية العنيفة.

وأسفر الزلزال عن مقتل 2497 شخصا فيما وصل عدد الجرحى إلى 2476 في حصيلة مرشحة للارتفاع، وفقا لآخر الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الداخلية المغربية.

ويعتبر إقليم الحوز مركز الزلزال والأكثر تضررا بعدد قتلى بلغ 1293، يليه إقليم تارودانت بـ492 قتيلا. وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غربي مدينة مراكش السياحية، دمر الزلزال قرى بأكملها.






التعليقات (0)