مقالات مختارة

الشعب الليبي يقدّم نموذجاً

طلال عوكل
تويتر
تويتر
أحدث الكشف عن لقاء من المفترض أن يكون سرّياً، بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، زلزالاً على درجات متقدّمة ليس في دولة الاحتلال وحدها.

اللقاء جرى في إيطاليا، بترتيب وزير خارجيتها، الأسبوع المنصرم، وكان حصيلة جهودٍ قامت بها الولايات المتحدة، و"الموساد" الإسرائيلي، وبالتنسيق مع رئيس "حكومة الوحدة" في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة.
كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد ألمحت قبل وقوع اللقاء إلى أنّ دولة عربية تتّجه نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ولكنها لم تذكر اسم تلك الدولة إلى أن تمّ الكشف عنها، مُؤخّراً.

وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت على لسان وزيرها كوهين أن تكون المسؤولة عن تسريب الخبر، لكنّ الصحافة الإسرائيلية قبل غيرها كشفت عن كذب الوزارة ووزيرها حين نشرت لقاءً مع كوهين استفاض خلاله، وبعُنجهية في شرح ما جرى وأبعاد ذلك باعتباره إنجازاً له ولوزارته.

الوزير الإسرائيلي لم يعد يعرف من أين تأتيه الانتقادات من داخل الكيان ومن خارجه، فإذا كان رئيس "المعارضة" يائير لابيد اعتبر الكشف عن اللقاء عملاً غير احترافي وغير مسؤول وخطيراً وأنّه عار وطني يُخاطر بحياة إنسان (المنقوش) من أجل عنوان رئيس فإنّ "الموساد" له رأي هو الآخر.

يرى "الموساد"، الذي شهدت علاقته بوزارة الخارجية توتّراً شديداً أنّه تعرّض لأضرارٍ كبيرة في مسار تدخُّله بالعلاقات مع الدول العربية بسبب تصرُّف الوزارة.

يعترف "الموساد" بأنّه صاحب دور أساسي وكبير في التدخُّل لإقناع العديد من الدول العربية، وتشجيعها على "تطبيع" علاقاتها مع إسرائيل، ما يشير بوضوح إلى الأبعاد الأمنية لعمليات "التطبيع".
إزاء ذلك وحفاظاً على تماسك الائتلاف الحكومي، لم يفعل نتنياهو شيئاً سوى الإيعاز للوزراء والوزارات الحكومية بالتواصل مع مكتبه حول أيّ لقاء سياسي سرّي، وعدم نشر أيّ تفاصيل إلّا بموافقته، ما يؤكّد، أيضاً، تعزيز البُعد الدكتاتوري في الحكم.

وتواصلاً مع حرص بنيامين نتنياهو على تماسك واستمرار ائتلافه الحكومي فإنّه لا يلجأ إلى اتخاذ أيّ إجراءات بحقّ الوزيرين في الحكومة بن غفير وسموتريتش اللذين لا يتوقّفان عن إحراج وتوريط الحكومة في أوضاعها الداخلية وعلاقاتها الخارجية.

هذا يعني أنّ نتنياهو في الحدّ الأدنى، غير قادرٍ على تصحيح المسارات العنصرية والسياسات الهوجاء التي يديرها كلّ من بن غفير وسموتريتش، والأرجح أنّه راضٍ عمّا يفعلانه. أي أنه إمّا عاجز، أو مسؤول.
الإدارة الأميركية عبّرت عن غضبٍ شديد بسبب الكشف عن اللقاء إذ أرسل جو بايدن رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل، ذلك أنّ الكشف عن اللقاء أضرّ بالجهود الأميركية لتعزيز "التطبيع" بين إسرائيل وليبيا ودول عربية أخرى، وتسبّب في زعزعة الاستقرار في ليبيا وبالمصالح الأمنية الأميركية.

الإشارة هنا تذهب إلى الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل إتمام صفقة لـ "تطبيع" العلاقات الإسرائيلية السعودية، تلك الجهود التي ستتأثّر فعلاً وسلبيّاً بسبب تداعيات فشل "التطبيع" مع ليبيا.

الإدارة الأميركية أكثرت في الفترة الأخيرة من انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية، خاصة ما يصدر عن بن غفير وسموتريتش من تصريحات وصفتها بالعنصرية، فضلاً عن عدم التزام إسرائيل بالنصائح الأميركية إزاء خفض التصعيد، والاستيطان، ومسؤولية إسرائيل إزاء إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية.

واضح أنّ العلاقات بين الدولتين تمرّ في أسوأ أحوالها بعد تشكيل الائتلاف الحكومي، وامتناع إدارة بايدن عن استقبال نتنياهو واتّهام الأخير للإدارة بالتدخُّل في الشؤون الداخلية، من خلال موقفها من "التعديلات القضائية".

ثمة خطاب متحدٍّ للإدارة الأميركية، خصوصاً من قبل الوزيرين بن غفير، الذي سبق أن قال، إنّ إسرائيل ليست نجمة في العَلَم الأميركي، ومن قبل سموتريتش الذي اتّهم أميركا بالنفاق وانتهاك حقوق الإنسان.

سموتريتش قال، إنّه لا يجوز للولايات المتحدة أن تقدّم النصائح لإسرائيل وأنّ عليها أن تنظر إلى ما فعلته في العراق وأفغانستان، بينما ابتلعت الإدارة الأميركية لسانها، لأنّ ما صرّح به سموتريتش يتمتّع بمصداقية.

الكشف عن اللقاء أحدث زلزالاً في ليبيا وستظهر تداعياته في المحيط العربي، فلقد آثر الدبيبة أن يعلّق المسؤولية في رقبة وزيرة خارجيته المنقوش، التي تمّ إيقافها عن العمل وتشكيل لجنة تحقيق، ستكون شكلية وغير جادّة.. والأرجح أن يتمّ التهرُّب منها حتى لا تصل المسؤولية في التحقيق لرئيس الحكومة.

الوزيرة المنقوش يبدو أنّها نجت بِجِلدها، وهربت من البلاد، بينما لم يكتفِ المجلس الأعلى للدولة، بما طالب به المجلس الرئاسي "حكومة الوحدة" بأن طالب باستقالة الحكومة.

ما كان كلّ ذلك ليقع، وعلى هذا النحو المزلزل، ليبيّاً وإسرائيليّاً، وأميركيّاً، لولا أنّ الشعب الليبي فاجأ الجميع، بخروجه إلى الشوارع فور نشر الأخبار، مطالباً بوقف جريمة "التطبيع"، واستقالة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

يُذكّرنا ذلك بالشرارة التي أطلقها الشاب الجامعي محمد بوعزيزي في تونس، والتي أشعلت السهل كلّه بصرف النظر عمّا آلت إليه الأوضاع في المنطقة، ذلك أنّها المرّة الأولى التي يخرج فيها شعب عربي، على هذا النحو لمقاومة ورفض "التطبيع" مع الكيان الصهيوني.

لقد وقعت عمليات "تطبيع" مع أربع دول عربية خلال السنوات الأخيرة، لكن الاحتجاجات كانت محدودة، ولم تمنع أيّ دولةٍ من التراجع.

ما فعله الشعب الليبي، بالتأكيد يُعبّر عن حالة وموقف الجماهير العربية، لكنه وهو الأهمّ، يشقّ طريقاً، ويُقدّم نموذجاً، لكيفية مواجهة وإفشال "التطبيع"، وحافزاً لشعوب عربية أخرى، لأن تسلك الطريق ذاته.

 (الأيام الفلسطينية)
التعليقات (2)
ناصحو أمتهم
السبت، 02-09-2023 12:00 ص
عن الخيانة الطعنة النجلاء لنجلاء المنقوش نقول: أولا) التقطت الجهات الغربية الحريصة على اسقاط القذافي هذه السيدة المتخصصة في الأدب الإنجليزي إثر اندلاع الانتفاضة ضده في بني غازي لتترجم بينها وبين المنتفضين. كانت فتاة عادية أصيلة الهندام؛ ثم كلما توثّقت علاقتها بمؤطريها الغربيين المتقنعين بقناع المؤسسات غير الحكومية الأمريكية والإنجليزية في ورشات الاستقطاب في واشنطن و لندن باسم التدريب كلما أرخت حجابها (خمارها) وقصّرت وضيّقت عباءتها حتى نزعتهما وغدت بعدهما تتفنن في الخروج سافرة بآخر التقليعات الغربية (هذا السلوك من أبرز مظاهر الهزيمة الفكرية والنفسية للشخصية العربية الراهنة - ذكورا وإناثا- أمام الآخر الغربي؛ وما أمثلة مشعل والغنوشي وبن كيران في علاقتهم بربطة العنق ببعيدة. وراجعو يرحمكم الله ما كتبه ابن خلدون في المقدمة عن ولع المغلوب بتقليد الغالب). ثانيا) حين شُكّلت الحكومة الراهنة في طرابلس، كان توزير نجلاء المنقوش في ظاهره تمثيلا للمنطقة الشرقية ولحفتر(الذي انخرط في خيانة التواصل مع العدو الصهيوني منذ بدأ مشواره التخريبي) وتمكينا للمرأة في القطر. أما في حقيقته فقد كان موقعة وتمكينا لعون غربي تم تأطيره فكريا وسلوكيا طيلة السنوات التي سبقت التوزير. ولقد حرصت هي وحرص الدبيبة على توثيق علاقتهما خاصة بعد ان تزوجت من احد ابناء عمومته. ثالثا) إن الدبيبة هو مقرر هذه الخطوة الخيانية والمنقوش منفذة والادعاء في البداية أن اللقاء عرضي وأنها قامت بتصرف فردي (خيانة الاجتماع بوزير خارجية العدو إيلي كوهين) لنقص خبرتها كلام مردود لأن: أ) كل خيانات الرسميات العربية السابقة تمت على نفس النحو/ المسار المتكرر( خطوة أولى، تكذيب وتنديد وتنصل وحتى إجراءات ذر رماد في عيون الجماهير ثم التمادي في الخيانة بعد ذلك). ب) ادّعاء أنه ’لقاء عرضي غير مبرمج’ ثم أنه ’تصرف فردي ناتج على انعدام الخبرة الديبلوماسية’ وإعلان احالتها على التحقيق ثم اعلان اقالتها ثم زيارة سفارة محمود رضا عباس ميرزا (رأس خونة فلسطين) للتأكيد على الالتزام بالحق العربي المسلم في فلسطين؛ كلها أقوال وأفعال تنقضها: * مدة الاجتماع ؛ * استضافة قناة المسار الليبية إثره مباشرة للمحلل الصهيوني ’شلومو غانو’ للحديث عنه وعن ’الآفاق المشتركة بين البلدين والفوائد العظيمة التي جنتها الدول العربية التي عقدت اتفاقيات مع...’؛ * تركها تغادر القطر في أمان بعد أن خطت الخطوة الرسمية الأولى من مسار الحكام العرب المعهود في ترسيم خياناتهم مع العدو الصهيوني. رابعا) إن ’الدبيبة’، زيادة عن افتقاد خصال القيادة السياسية اللازمة للمنصب الذي يشغله الآن (أبسط دليل على ذلك ما كتبه على صفحته عن ’زعل’حفيداته، اللاتي ’هدرز’ معهن بالإنجليزي على حد قوله، من التقاتل التخريبي الأخير للمجموعات المسلحة في طرابلس)، هو مقرر مسار خيانة التصهين هذه؛ لأن ما انكشف من تواصل سابق بين ممثلين عن حكومته وممثلين عن العدو الصهيوني يؤكد قبوله خيانة الاعتراف بهذا العدو وتبادل التمثيل معه وكان فقط يريد أن يتم ذلك في لحظة لا تثير رد فعل شعبي غير متحكم فيه. لوكان يملك وعيا حضاريا وخصالا قيادية لأغلق الباب بحصافة لبقة من أول محاولة جس لموقفه بالقول لمن جسه: هذا موضوع مصيري تفصل فيه الحكومات الشرعية القارة وليس من مشمولات حكومة مؤقتة غير منتخبة وتعمل في وضع انقسام وانعدام للاستقرار مثل حكومتي. لذلك فهذه الخطوة الخيانية المنقوشية هو من قررها على ألا يعلن عنها من قبل أي طرف؛ جاهلا أو متناسيا أن طبع الصهاينة أنهم دوما يبادرون يفضح العاهرة اثر مفاحشتها، أي فضح كل عربي ومسلم يتواصل معهم. خامسا) أكبر وأكثر من ’الدبيبة’، كل الشخصيات والمجموعات التي تتنازع مصير القطر سياسيا وعسكريا منذ الانتفاضة ضد المستبد ومنذ مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل تعاني وتعيش هزيمة فكرية-نفسية عميقة وانعدام للفهم السليم للمرجعية الحضارية وللثقة بالنفس وبالقطر وتتجلى هذه الهزيمة العميقة في: أ) الهرع الفردي والجماعي للاستعانة بالآخر عند مواجهة أبسط مشكل؛ أكان هذا الآخر شقيقا مخربا أم انتهازيا باحثا عن فرصة تربح أم عدوا حضاريا غربيا وصهيونيا. ب) قبول السياسيين منها في المنطقة الغربية لا بل تلذذهم (منذ اخرجت احدى العصابات المسلحة نوري أبو سهمين-وكان قائما مقام رئيس الدولة- من غرفة نومه شبه عار) بدور البيادق ايدي رؤساء الجماعات المسلحة و الذين أغلبهم جهلة سرقة سبقت إدانتهم بجرائم مختلفة. سادسا) كلما استفحلت وطالت أزمات دويلات التجزئة في الوطن العربي، المسمّاة زورا وتعمية ’دولا وطنية’، تسلل إلى السلطة فيها أعوان الغرب والصهيونية وفاقدي الوعي الحضاري الأصيل ليفاقموا التبعية الشاملة له وليدمروا المناعة الحضارية حتى ينتشر السرطان الصهيوني في كل الجسم العربي. وكما كتبنا في نص سابق؛ إن الأوصال العربية\دويلات تجزئة المحتل التي لم تصل بعد إلى اهتراء العراق واليمن والشام (سوريا ولبنان) وليبيا والسودان ومصر وتؤنس (صَغُرت المساحة أو كبرت، ندرت الثروات الطبيعية أو كثرت) لا يمكن أن تتحول إلى دول وطنية بالمعنى الغربي لمفهوم الدولة الوطنية. وليس وراء ’البحبوحة النسبية’ التي عليها عوائلها وعصبها الحاكمة وحواشيها أية خيارات أو سياسات نوعية مختلفة عمّا نفذ في المجموعة المتردية أو حتى تحميها من نفس المصير. كل ما في الأمر أن العوائل او العصب الحاكمة وحواشيها في هذه الدويلات (دويلات العوائل في شبه الجزيرة العربية والمغرب الأقصى ودولة اعوان المحتل في المغرب الأوسط) استفادت وتستفيد من استمرار وجود على الأقل واحد من ثلاثة عناصر في الرقع التي تحكمها: ثروات طبيعية كبيرة وكما قليلا من البشر واستمرار هيمنة وعي التماهي في العائلة الحاكمة كهوية سياسية على غالبية هذا الكم القليل.
ناصحو أمتهم
الجمعة، 01-09-2023 11:57 م
عن الخيانة الطعنة النجلاء لنجلاء المنقوش نقول: أولا) إلتقطت الجهات الغربية الحريصة على اسقاط القذافي هذه السيدة المتخصصة في الأدب الإنجليزي إثر اندلاع الانتفاضة ضده في بني غازي لتترجم بينها وبين المنتفضين. كانت فتاة عادية أصيلة الهندام؛ ثم كلما توثّقت علاقتها بمؤطريها الغربيين المتقنعين بقناع المؤسسات غير الحكومية الأمريكية والإنجليزية في ورشات اللاستقطاب باسنم التدريب كلما أرخت حجابها (خمارها) وقصّرت وضيّقت عباءتها حتى نزعتهما وغدت بعدهما تتفنن في الخروج سافرة بآخر التقليعات الغربية (هذا السلوك من أبرز مظاهر الهزيمة الفكرية والنفسية للشخصية العربية الراهنة - ذكورا وإناثا- أمام الآخر الغربي؛ وما أمثلة مشعل والغنوشي وبن كيران في علاقتهم بربطة العنق ببعيدة. وراجعو يرحمكم الله ما كتبه ابن خلدون في المقدمة عن ولع المغلوب بتقليد الغالب). ثانيا) حين شُكّلت الحكومة الراهنة في طرابلس، كان توزير نجلاء المنقوش في ظاهره تمثيلا للمنطقة الشرقية ولحفتر(الذي انخرط في خيانة التواصل مع العدو الصهيوني منذ بدأ مشواره التخريبي) وتمكينا للمرأة في القطر. أما في حقيقته فقد كان موقعة وتمكينا لعون غربي تم تأطيره فكريا وسلوكيا طيلة السنوات التي سبقت التوزير. ولقد حرصت هي وحرص الدبيبة على توثيق علاقتهما خاصة بعد ان تزوجت من احد ابناء عمومته. ثالثا) إن الدبيبة هو مقرر هذه الخطوة الخيانية والمنقوش منفذة والإدعاء في البداية أن اللقاء عرضي وأنها قامت بتصرف فردي (خيانة الاجتماع بوزير خارجية العدو إيلي كوهين) لنقص خبرتها كلام مردود لأن: أ) كل خيانات الرسميات العربية السابقة تمت على نفس النحو/ المسار المتكرر( خطوة أولى، تكذيب وتنديد وتنصل وحتى إجراءات ذر رماد في عيون الجماهير ثم التمادي في الخيانة بعد ذلك). ب) ادّعاء أنه ’لقاء عرضي غير مبرمج’ ثم أنه ’تصرف فردي ناتج على انعدام الخبرة الديبلوماسية’ وإعلان احالتها على التحقيق ثم اعلان اقالتها ثم زيارة سفارة محمود رضا عباس ميرزا (رأس خونة فلسطين) للتأكيد على الالتزام بالحق العربي المسلم في فلسطين؛ كلها أقوال وأفعال تنقضها: * مدة الاجتماع ؛ * استضافة قناة المسار الليبية إثره مباشرة للمحلل الصهيوني ’شلومو غانو’ للحديث عنه وعن ’الآفاق المشتركة بين البلدين والفوائد العظيمة التي جنتها الدول العربية التي عقدت اتفاقيات مع...’؛ * تركها تغادر القطر في أمان بعد أن خطت الخطوة الرسمية الأولى من مسار الحكام العرب المعهود في ترسيم خياناتهم مع العدو الصهيوني. رابعا) إن ’الدبيبة’، زيادة عن افتقاد خصال القيادة السياسية اللازمة للمنصب الذي يشغله الآن (أبسط دليل على ذلك ما كتبه على صفحته عن ’زعل’حفيداته، اللاتي ’هدرز’ معهن بالإنجليزي على حد قوله، من التقاتل التخريبي الأخير للمجموعات المسلحة في طرابلس)، هو مقرر مسار خيانة التصهين هذه؛ لأن ما انكشف من تواصل سابق بين ممثلين عن حكومته وممثلين عن العدو الصهيوني يؤكد قبوله خيانة الاعتراف بهذا العدو وتبادل التمثيل معه وكان فقط يريد أن يتم ذلك في لحظة لا تثير رد فعل شعبي غير متحكم فيه. لوكان يملك وعيا حضاريا وخصالا قيادية لأغلق الباب بحصافة لبقة من أول محاولة جس لموقفه بالقول لمن جسه: هذا موضوع مصيري تفصل فيه الحكومات الشرعية القارة وليس من مشمولات حكومة مؤقتة غير منتخبة وتعمل في وضع انقسام وانعدام للاستقرار مثل حكومتي. لذلك فهذه الخطوة الخيانية المنقوشية هو من قررها على ألا يعلن عنها من قبل أي طرف؛ جاهلا أو متناسيا أن طبع الصهاينة أنهم دوما يبادورن يفضح العاهرة اثر مفاحشتها، أي فضح كل عربي ومسلم يتواصل معهم. خامسا) أكبر وأكثر من ’الدبيبة’، كل الشخصيات والمجموعات التي تتنازع مصير القطر سياسيا وعسكريا منذ الانتفاضة ضد المستبد ومنذ مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل تعاني وتعيش هزيمة فكرية-نفسية عميقة وانعدام للفهم السليم للمرجعية الحضارية وللثقة بالنفس وبالقطر وتتجلى هذه الهزيمة العميقة في: أ) الهرع الفردي والجماعي للاستعانة بالآخر عند مواجهة أبسط مشكل؛ أكان هذا الآخر شقيقا مخربا أم انتهازيا باحثا عن فرصة تربح أم عدوا حضاريا غربيا وصهيونيا. ب) قبول السياسيين منها في المنطقة الغربية لا بل تلذذهم (منذ اخرجت احدى العصابات المسلحة نوري أبو سهمين-وكان قائما مقام رئيس الدولة- من غرفة نومه شبه عار) بدور البيادق ايدي رؤساء الجماعات المسلحة و الذين أغلبهم جهلة سرقة سبقت إدانتهم بجرائم مختلفة. سادسا) كلما استفحلت وطالت أزمات دويلات التجزئة في الوطن العربي، المسمّاة زورا وتعمية ’دولا وطنية’، تسلل إلى السلطة فيها أعوان الغرب والصهيونية وفاقدي الوعي الحضاري الأصيل ليفاقموا التبعية الشاملة له وليدمروا المناعة الحضارية حتى ينتشر السرطان الصهيوني في كل الجسم العربي. وكما كتبنا في نص سابق؛ إن الأوصال العربية\دويلات تجزئة المحتل التي لم تصل بعد إلى اهتراء العراق واليمن والشام (سوريا ولبنان) وليبيا والسودان ومصر وتؤنس (صَغُرت المساحة أو كبرت، ندرت الثروات الطبيعية أو كثرت) لا يمكن أن تتحول إلى دول وطنية بالمعنى الغربي لمفهوم الدولة الوطنية. وليس وراء ’البحبوحة النسبية’ التي عليها عوائلها وعصبها الحاكمة وحواشيها أية خيارات أو سياسات نوعية مختلفة عمّا نفذ في المجموعة المتردية أو حتى تحميها من نفس المصير. كل ما في الأمر أن العوائل او العصب الحاكمة وحواشيها في هذه الدويلات (دويلات العوائل في شبه الجزيرة العربية والمغرب الأقصى ودولة اعوان المحتل في المغرب الأوسط) استفادت وتستفيد من استمرار وجود على الأقل واحد من ثلاثة عناصر في الرقع التي تحكمها: ثروات طبيعية كبيرة وكما قليلا من البشر واستمرار هيمنة وعي التماهي في العائلة الحاكمة كهوية سياسية على غالبية هذا الكم القليل.