حول العالم

كيف نبني القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة جسديا؟

يجب البدء بعملية تدريب الجسد على تحمل درجات الحرارة تدريجيا - جيتي
يجب البدء بعملية تدريب الجسد على تحمل درجات الحرارة تدريجيا - جيتي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا يؤكد قدرة الإنسان على تطوير قدرة جسده من أجل تحمل درجات الحرارة المرتفعة عبر التعرض التدريجي للحرارة والبدء بنشاط بدني خفيف في الهواء الطلق.

وتشهد دول عديدة حول العالم حرائق غابات مستعرة في الآونة الأخيرة نتيجة ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة جراء التغير المناخي وظاهرة الاحتباس الحراري.

 كما أعلنت وكالة "ناسا" الأمريكية شهر تموز / يوليو الماضي الشهر الأكثر سخونة منذ أواخر القرن التاسع عشر، وفقا لسجل درجات الحرارة العالمية.

أشار طبيب الطوارئ في كلية الطب بجامعة واشنطن والمتخصص في تغير المناخ والصحة ستيفان ويت، إلى أن جسد الإنسان مهيأ جيدا ليكون قادرا على التأقلم مع الحرارة في ظل مختلف الظروف. لكنه شدد على أن التعود على درجات الحرارة المرتفعة يحتاج إلى وقت، محذرا من الخروج في الحر وقضاء وقت طويل خارجا.

وأضاف: "الشخص الذي يتعرض لمؤشر حرارة مرتفع وغير متأقلم لن يكون لديه هذه التدابير التكيفية ويمكن أن يعاني من أمراض شديدة مرتبطة بالحرارة".

من جهته، قال أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة في بنسلفانيا دبليو لاري كيني، إن "أفضل طريقة لبناء قدرة الجسم على التحمل هي تعريضه بأمان لنوبات قصيرة من الحرارة والرطوبة وزيادة مدة التعرض تدريجيا".

وفسر ذلك بأن السماح للجسم بتجربة الحرارة من خلال هذا التعرض المتكرر بانضباط يؤدي إلى تكييفات فسيولوجية تعمل على تحسين قدرة الإنسان على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، كما من شأنها أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة والوفاة.

وكشف كيني أن أفضل طريقة لتحمل ظروف موجات الحرارة هذه بأمان هو الاستعداد لها من خلال التأقلم مع الحرارة في وقت مبكر، وليس بشكل مباشر دون المرور بمراحل تدريجية.

وأشار إلى طرق من شأنها المساعدة في بناء القدرة الجسدية على تحمل الحرارة المرتفعة، إذ أوصى بالبدء بمستوى نشاط بدني منخفض كالمشي خارج المنزل، مدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة في اليوم الأول وإضافة خمس دقائق في كل يوم تال. 

بدوره، يوصي المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بجداول للتأقلم لأجل الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق، كالتحرك حيث تعتمد "درجة التأقلم مع الحرارة على مقدار الإجهاد وشدة جلسة التمرين التي تقوم بها".

وشدد كيني على ضرورة أن يستمع الإنسان إلى جسده بعيدا عن أي وصايا يقدمها الخبراء، ففي حال شعر بتوعك أو خطر من تعرضه لدرجات الحرارة فعليه التوقف مباشرة.
التعليقات (0)