سياسة عربية

محامون لـ"عربي21": إحالة الغنوشي والموقوفين معه على التحقيق

اعتقلت السلطات التونسية الغنوشي بسبب تصريحاته - تويتر
اعتقلت السلطات التونسية الغنوشي بسبب تصريحاته - تويتر
قال المحامي صابر العبيدي إن النيابة العامة في تونس قررت إحالة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والموقوفين معه على التحقيق الأربعاء، فيما قدمت هيئة الدفاع مطلبا بالإفراج.

وأفاد المحامي العبيدي لـ"عربي21" بأنه سيقع التحقيق مع الغنوشي ومن معه بحضور فريق الدفاع، بداية من الساعة 16:30 بالتوقيت المحلي (14:30 ت.غ).

بدورها أكدت المحامية منية بوعلي لـ"عربي21" أنه تمت إحالة الغنوشي والموقوفين معه على مكتب التحقيق عدد 33.

ومساء الاثنين، تم إيقاف الغنوشي إثر عملية مداهمة لمنزله وتفتيشه، وتم اقتياده لثكنة العوينة، دون السماح للمحامين بمقابلته أو الاطلاع على ملفه، وبعد ذلك بساعات، تم إيقاف قيادات بارزة، وتفتيش مقر الحزب، وتحجير اجتماعاته واجتماعات جبهة "الخلاص" المعارضة.

والأربعاء تم إيقاف مدير مكتب الغنوشي أحمد المشرقي ومن قبله القيادي محمد القوماني وبلقاسم حسن ومحمد شنيبة.

يشار إلى أن الفرقة المركزية الخامسة لمكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات والاتصال قد تعهدت بمباشرة الأبحاث وإنجاز التساخير الفنية اللازمة، إثر التصريحات التي أدلى بها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

وقال خلال اجتماع بمقر جبهة الخلاص إن هناك "إعاقة فكرية وأيدولوجية في تونس، تؤسس في الحقيقة لحرب أهلية.. لأن تصور تونس دون هذا الطرف أو ذاك.. تونس دون نهضة.. تونس دون إسلام سياسي.. تونس دون يسار.. تونس دون أي مكون من المكونات، هو مشروع حرب أهلية".

وأضاف أن "هذا إجرام في الحقيقة، ولذلك (فإن) الذين استقبلوا هذا الانقلاب باحتفال لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين، بل هم استئصاليون، بل هم إرهابيون، بل هم دعاة لحرب أهلية"، بحسب قوله.

ووفق الناطق باسم الحرس الوطني التونسي، فإن تصريحات الغنوشي تندرج ضمن أفعال مجرمة متعلقة بالاعتداء، المقصود منه تبديل هيئة الدولة، أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح، وإثارة الهرج، والقتل والسلب.

اظهار أخبار متعلقة

التعليقات (1)
ناصحو أمتهم
الأربعاء، 19-04-2023 11:11 م
أولا) إن اعتقال الغنوشي وإلغاء حزبه هو هدف المحتل التاريخي وأعوانه في القطر وحكام دويلات العوائل اللذين التقطوا سُعيّد من سلة مهملات الشأن العام في القطر وفوّزوه بالرئاسة بتوظيف غباء كل الزمر السياسية المتهارشة في القطر ثم نضّجوا له شروط الانقلاب ورتّبوا تنفيذه. وكانوا طيلة السنة ونصف من عمر الانقلاب يستحثونه لإنجاز هذا الهدف. لقد كانوا مستميتين في الوصول إليه لا لكون الغنوشي وحزبه يمثّلان فعلا مشروعا للتغيير الحضاري الأصيل ولكن لرهاب مرضي يجمع بينهم من كل ما يشتم منه رائحة الخيار الحضاري العربي المسلم. وأكثر مصابيهم بهذا المرض هو كل من "مكرون" فرنسا وابن زايد شمال غرب عمان. ثانيا) مسكين هذا الغنوشي؛ لقد أوصل نفسه إلى هذا المصير البائس في آخر عمره بالقرارات المصيرية (الجبانة سياسيا والخائنة فكريا للمرجعية التي بفضلها كان اسما) التي فرضها على حزبه وحلفائه القلائل خلال سنوات 1432 – 1435 وبها ذبح الفرصة الثورية النادرة في القطر وأعاد للنظام المنهار عنفوانه واختزل الحركة/الحزب ومشروع التغيير الأصيل في القطر في شخصه حتى انفض عنه أهل حزبه عبر التذرّر/النزيف/التفسّخ المستمر وأصبح من كانوا "يقدّسونه" لعقود من أشد أعدائه (أمثال عماد حمامي ومحمد هنتاتي وغيرهم كثيرون ولكن يترفعون على إسفاف هذين). لقد نُصح الغنوشي طويلا وكثيرا من قبل مخلصين من أقطار مختلفة لكنه أصر على أن لا يكونِ إلاّ عقلا إخوانيا في تصرفه في حزبه وفي تعاطيه مع الشأن العام للقطر وفي تكرار إنتاج الهزائم. لو لم يكن سُعيّد وقبله الذين يشغِّلونه يعرفون جيدا حالة تحلّل الحزب وانفضاض جماهيره ما كانوا ليستأسدوا عليه ولا يرعون فيه شيخوخته ولا حتى مقدّسات المسلمين (لاحظوا جيدا الانتقام والإذلال الخسيسين في يوم وساعة اقتحام بيته ومقر حزبه باسم تنفيذ القانون تزامنا مع يوم استقبال سُعيّد لوزير خارجية مجرم الشام ولحظة دخول ليلة السابع والعشرين من رمضان/ليلة القدر، على رأي الجمهور، التي "فيها يفرق كل أمر حكيم" 4/الدخان. إنها لحظة تذكّر بلحظة القتل المجوسي لصدام حسين فجر العاشر من ذي الحجة/يوم النحر الأكبر من قبل أعوان الاحتلال الفارسي الأمريكي في العراق باسم كذبة تنفيذ حكم قضائي). ثالثا) كالعادة جاء تبرير سُعيّد لخطوته القمعية مثقوبا؛ ففي الوقت الذي اعلن أن "الإيقاف" هو للتحقيق في تصريح يدعو للتقاتل كانت الممارسة اجتياحا وتفتيشا للبيت ولمقرات الحزب وإغلاقا لجميعها ولمقرات جبهة المعارضة واعتقالا لمعارضين آخرين. حتى اللحظة عجز سُعيّد على أن يعلن يوما مبرّرات خالية من الثقوب لأي من نصوصه القانونية وقراراته وتصريحاته العوراء؛ وحين تصبح موضوع تندر من الناس يخرج ويلعن الأخطاء التي تصر على ارتكاب جريمة التسرّب إليها. رابعا) ليس أفشل وأتعس من الغنوشي وبقية الزمر السياسية المفلسة في القطر سوى سُعيّد الخمول الكسول الذي لا يملك من العلم والخبرة والتجربة والبرامج وأدوات الفعل سوى تفاصح أجوف متصنَّع يهذي به على أهل قطر كانوا وما زالوا لعقود طويلة ضحايا سياسات التجهيل بلغتهم والتّكريه فيها. لذلك فهو زائل ولو بعد حين. لكن أزمة القطر ستتواصل لأنه ليس في نخبه الفكرية والسياسية من يجسر على التفكير في القطع مع الخيار الحضاري التبعي لنمط المحتل. لذلك مثلما فشل كل من خلفوا مخلوع انتفاضة محرم/ صفر 1432 في تحقيق إنجازات تنموية تذكر، سيفشل سُعيّد ومن سيخلفه طالما استمرت صياغة السياسات العمومية على قاعدة خيار التبعية في نظام التفكير والتعبير وفي الذوق ونمط الحياة وتأسيسا عليه تبعية القرار السياسي ونمط الاقتصاد. وهذا خيار كانت الانتفاضة ضد المخلوع تعبيرا على بلوغه سقف فشله. اللهم لا شماتة في أحد ولكنها الحقيقة الصريحة الضرورية لإحداث القطيعة الواعية لدى كل من يفكّر في التغيير الحضاري الأصيل على امتداد وطننا العربي.