قال
تقرير للمجلس العربي إن حوالي 18 في المئة من الأطفال السوريين ممن هم في سن
الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة.
وقال
المجلس في بيان، وصل "عربي21" نسخة منه، إن التقرير يوثق الانتهاكات
التعليمية في جميع مناطق
سوريا، سواء تلك التي تحت سيطرة النظام والمليشيات
الموالية له، أو في مناطق المعارضة المدعومة من تركيا، والمناطق التي تحت سيطرة
جبهة النصرة في إدلب، والمناطق التي تحت سيطرة الأكراد.
ووفق البيان فقد قامت
بوابة "التقاضي الاستراتيجي" التابعة للمجلس العربي بتاريخ 6 شباط/ فبراير 2023 بإيداع بلاغ عام عن الانتهاكات
الواقعة على التعليم في سوريا إلى الجهات الأممية.
ويسلط
هذا البلاغ الضوء على واقع منظومة التعليم في سوريا التي تضررت بشكل كبير نتيجة
النزاع المسلح المستمر منذ ما يزيد على العشرة أعوام، وما رافق ذلك من انتهاكات جسيمة
للحق في التعليم من قبل جميع الأطراف، وبشكل خاص الحكومة السورية.
ويستعرض البلاغ تعطل عملية التعليم في مناطق سيطرة
الحكومة السورية والفاعلين الآخرين المحليين والدوليين في ضوء التدهور الحاد
للاقتصاد السوري.
وقد
أظهرت البيانات على المستوى الوطني في سوريا أن 18% من الطلاب السوريين هم خارج
المدرسة، فيما نصف الأطفال غير الملتحقين بالمدارس لم يسبق أن التحقوا بها
نهائياً.
وكانت
أعلى معدلات عدم الالتحاق بالمدارس في الرقة (35٪)، والحسكة (30%)، وإدلب (28%)، وحلب
(26%)، ودير الزور (25%). وقد ذكر أكثر من ربع الأسر ممن لديهم أطفال في سن
المدرسة أن أطفالهم ليسوا في المدرسة لأنه لا توجد مدرسة لإرسالهم إليها، فيما
النظام السوري غير قادر على استيعاب جميع الطلاب في
المدارس، ولذلك فإن الكثير من
الطلاب يتعلمون في بيئات غير مناسبة وغير آمنة، ويبلغ المتوسط في كل صف دراسي 54
طفلا ممن هم في سن المدرسة.
ووفق
التقرير فقد أدى النزاع في سوريا إلى تعطل أكثر من 1600 مدرسة.
ويرصد
التقرير تحول مدارس إلى مراكز تحقيق واعتقال، وأخرى إلى ثكنات عسكرية، ما جعلها
أيضاً عرضة لهجوم أطراف النزاع الأخرى. كما أنه يرصد تأجير حكومة
الإنقاذ الخاضعة لجبهة النصرة بتأجير مدارس لمنظمات أخرى غير تعليمية.
وأشار
التقرير إلى تقديرات "يونيسف" لعام 2021 التي جاء فيها أن أكثر من
مليونين ونصف المليون طفل في سوريا لا يزالون محرومين من التعليم جراء الحرب وما
نتج عنها من نزوح واسع للسكان. إضافة إلى ذلك، فإن تدهور الاقتصاد والوضع المعيشي
في البلاد، ووصول عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى ما يزيد على الـ90%،
أجبر الكثير من الأطفال على ترك الدراسة والالتحاق بالعمل للمساعدة في تغطية نفقات
أسرهم.
ووثق
المجلس العربي العديد من حالات ترك الطلاب للمدارس، واعتقال المعلمين وتعريضهم
للتعذيب، وإغلاق المدارس والمعاهد.
يذكر أن مؤسسة المجلس العربي
تأسست كمنظمة دولية في شباط/ فبراير 2022 في سويسرا، وتعتبر امتدادا لتجربة
"المجلس العربي للدفاع عن الثورات الديمقراطية" الذي تم الإعلان عن
تأسيسه في تموز/ يوليو 2014 بتونس.
ويرأس المجلس الرئيس التونسي
السابق الدكتور منصف المرزوقي.