سياسة دولية

بوتين يهاجم الغرب بسبب العقوبات ويلوح بتعديل اتفاق الحبوب

الحرب في أوكرانيا مستمرة وروسيا ترفض إنهاءها- جيتي
الحرب في أوكرانيا مستمرة وروسيا ترفض إنهاءها- جيتي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن روسيا لم تخسر شيئا في المواجهة العالمية مع الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا، وإنما استفادت في الواقع من خلال وضع نهج سيادي جديد من شأنه أن يعيد لها نفوذها العالمي.

ويشير بوتين بشكل متزايد إلى الصراع في أوكرانيا باعتباره نقطة تحول في التاريخ، حيث تتخلص روسيا أخيرا من الإهانات التي صاحبت انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وفي مسعى للتأكيد على ميل روسيا نحو آسيا، قال بوتين أمام المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية إن الغرب يفشل بينما آسيا هي المستقبل.

وفي خطابه الرئيسي، لم يذكر بوتين أوكرانيا إلا عند الإشارة إلى صادرات الحبوب. ولكن عندما سُئل عما إذا كان الصراع تسبب في خسارة، قال بوتين إن روسيا حققت مكاسب.

وأضاف "لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا ... وسيتم التخلص من كل ما هو غير ضروري وضار، ومن كل ما يمنعنا من المضي قدما".

واستطرد بالقول "وفيما يتعلق بما ربحناه، فأستطيع أن أقول إن المكسب الرئيسي كان تعزيز سيادتنا، وهذه هي النتيجة الأساسية لما يحدث الآن ... إن هذا سيقوي بلادنا في نهاية المطاف من الداخل".

فشل غربي

قال بوتين إن الغرب يفشل لأن المحاولة غير المجدية والعدوانية لعزل روسيا بالعقوبات تدمر الاقتصاد العالمي، في وقت تنهض فيه آسيا.

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب عملياتها في أوكرانيا. ويقول بوتين إن العقوبات أشبه بإعلان الحرب.

وأوضح بوتين "إنني أتحدث عن حمى عقوبات الغرب، بمحاولته الوقحة والعدوانية لفرض أنماط من السلوك على دول أخرى، لحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته".

وأضاف "أنه في محاولة لمقاومة مجرى التاريخ، تعمل الدول الغربية على تقويض الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تم بناؤه على مدى قرون" مشيرا إلى أن الثقة في اليورو والدولار والإسترليني آخذة في التراجع.

وأوضح بوتين أن الاقتصاد الروسي يتأقلم مع ما أسماه بالعدوان المالي والتكنولوجي للغرب، لكنه أقر ببعض الصعوبات في بعض الصناعات والمجالات.

وحذر من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق، وقال إنه سيبحث تعديل اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا لوضع قيود على الدول التي يمكنها استقبال الشحنات.

وأضاف أن روسيا وقعت اتفاق التصدير في تموز/ يوليو بوساطة تركيا والأمم المتحدة على أساس أنه سيساعد في تخفيف ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم النامي، لكن بدلا من ذلك باتت الدول الغربية الثرية هي المستفيدة منه.

اقرأ أيضا: ما هي ضمانات استمرار اتفاق الحبوب بين تركيا وكل من أوكرانيا وروسيا؟

 

ومضى قائلا "إذا استثنينا تركيا من كونها دولة وسيطة، فتقريبا كل صادرات أوكرانيا من الحبوب تذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي لا إلى الدول النامية الأكثر فقرا".

وذكر أن سفينتين فقط من أصل 87 سفينة توجهتا إلى دول فقيرة حاملتين 60 ألف طن من الحبوب، واتهم الغرب بانتهاج خط استعماري.

وتابع "مرة أخرى، تعرضت البلدان النامية للخداع ولا تزال. من الواضح أنه مع هذا النهج سيزداد حجم مشاكل الغذاء في العالم... مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة".

وقال بوتين إنه سينظر في "الحد من وجهات صادرات الحبوب والأغذية الأخرى" وسيناقش الفكرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ساعد في التوسط في الاتفاق لرفع الحصار عن الصادرات من الموانئ الجنوبية لأوكرانيا في تموز/ يوليو.

وعن أزمة الغاز، قال بوتين إن ألمانيا والعقوبات الغربية هي المسؤولة عن عدم تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 1 وإن أوكرانيا وبولندا قررتا بمفردهما إغلاق خطوط الغاز الأخرى إلى أوروبا.

وأضاف أن شركة غازبروم يمكن أن تستأنف نقل الغاز عبر نورد ستريم 1 إذا تمت إعادة توربين رئيسي إلى روسيا.

التعليقات (3)
ناقد لا حاقد - تكملة
الأربعاء، 07-09-2022 06:33 م
يحاول بوتين استعطاف الدول الفقيرة و هو نفسه مسؤول عن ازمة الحبوب لانه يريد ابتزاز العالم كله .........
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 07-09-2022 06:30 م
انظرو الى شكل هذا المجرم الذي قتل الشعب السوري و قبله الشيشاني و نشر الفوضى في ليبيا من خلال مليشياته .....بوتين مجرم حرب و سفاح
همام الحارث
الأربعاء، 07-09-2022 02:22 م
أحياناً تتحول تصرفات البشر إلى سلوكيات حيوانية نتيجة سيطرة الغرائز و تنحي العقول عن دورها في تسيير حياة البشر . بمجرد تحرك غريزة حب البقاء في بدايات كورونا و بدايات ظهور اللقاحات ، قامت بلدان غربية بالسطو مالياً و عملياً على الكمامات و اللقاحات لتحرم منها البلدان الفقيرة . لكن سبحان الله ، نفس البلدان التي سطت كانت كورونا فيها مرتفعة أكثر من بلاد الفقراء المستضعفين . ها هي غريزة حب البقاء تتحرك مرة أخرى لتندفع البلدان الغربية بأنانية لأخذ نصيب الأسد من القمح إليها بالمال و لا يكون لفقراء العالم سوى نسبة ضئيلة منها . علماً بأن الاستعمال الأكبر للقمح في إنتاج الخبز يمكن تقليصه من خلال تجربة ايرلندا التي سمعت عنها منذ حوالي نصف قرن أثناء إقامتي في أوروبا و قمت بتجربتها في البيت هناك ، حيث يخلط الايرلنديون عجين القمح بمهروس البطاطا "البطاطس" ثم يصنعون الخبز منه . في البداية يكون طعم الخبز غريباً لكن سرعان ما يجري تقبله و يصبح عادياً جداً بل يمكن أن يصبح الخبز المفضل عن خبز القمح .