هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رأى محللون أتراك، أن تركيا قد تستفيد من سياسة التوازن التي تتبعها في الأزمة بين روسيا والغرب، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن ما يجري قد ينجم عنه تغيرات في منطقتي البحر الأسود وشرق المتوسط.
ورغم الضغوط التي تمارس على تركيا من أجل الانضمام إلى العقوبات، فإنها تسعى لإبقاء الباب مفتوحا مع موسكو حفاظا على مصالحها، وفي ذات الوقت تريد أن تبقى جسرا بين روسيا والغرب.
الكاتب التركي حسن بصري يالجين، في تقرير على صحيفة "صباح"، ذكر أن الحرب الأوكرانية تسببت في مخاوف عدة، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والجيوسياسي، مشيرا إلى أن تأثيرها على أسعار النفط والمنتجات الزراعية واضح، ومن المتوقع أن تؤثر على عائدات السياحة التركية خلال فترة الصيف.
وأضاف أنه رغم أن تركيا ليست أحد الأطراف المتحاربة واتبعت سياسة خارجية متوازنة، فإن آثار الحرب ينعكس عليها، وسيعتمد المستقبل الجيوسياسي للبحر الأسود على نتيجة الحرب وقد تتحول إلى منطقة غير مستقرة إذا طالت الحرب، وقد يؤثر النفوذ الروسي على البحر على تركيا.
ورأى الكاتب التركي أن ما يجري يعد لصالح تركيا حتى الآن، حيث إن تعثر روسيا في أوكرانيا، واضطرار الغرب للتعامل معها، سيتحول إلى ميزة بالنسبة لتركيا طالما حافظت على موقفها الحالي.
اقرأ أيضا: تركيا مركز محتمل لآلاف الشركات الأمريكية المنسحبة من روسيا
ويعتبر الروس والأوكرانيون على حد سواء، أن تركيا أقرب شريك لهما، كما أن الغرب يواجه صعوبات بالضغط على تركيا، وعليه فإن تركيا قد تصبح بوابة روسيا إلى الغرب.
وتابع بأن تركيا قد تصبح سوقا كبيرة لروسيا بسبب العقوبات المفروضة عليها، والروس حاليا يرون أن تركيا هي الدولة الوحيدة الموثوق بها.
ونوه إلى أن العقوبات ضد روسيا تعد معادلة أكثر تعقيدا بالنسبة لأوروبا، وذلك يمنح تركيا مساحة واسعة من المناورة.
وأضاف أن العديد من الجهات الفاعلة في شرق المتوسط بدأت بتغيير مواقفها تجاه تركيا، بما فيها الكيان الإسرائيلي، واليونان التي يزور رئيس وزرائها أنقرة.
وأشار إلى أن تركيا قد تكون الرابط الوحيد لأوروبا لكل من الغاز الروسي وغاز شرق المتوسط.
الكاتب التركي بولنت إيرندج، في تقرير على صحيفة "تقويم"، أشار إلى الزخم الدبلوماسي الذي شهدته تركيا في الآونة الأخيرة، والزيارات المتتالية من مسؤولين غربيين إلى جانب زيارة هرتسوغ.
وأضاف، أن الغزو الروسي لأوكرانيا، كشف أهمية الطاقة بالنسبة لأوروبا، وتعد تركيا مركزا مهما في هذه المعادلة.
وأشار إلى أن زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس لأنقرة الاثنين، والرئيس الإسرائيلي هرتسوغ قبل أيام، لها علاقة بمعادلة الطاقة في المنطقة، لافتا إلى أن زيارة الخميس الماضي أجراها الرئيس الأذربيجاني علييف ليلتقي الرئيس أردوغان.
وأوضح أنه مع اهتزاز موازين الطاقة بسبب الحرب الأوكرانية، فإن الأنظار تتجه إلى تركيا.
وأشار إلى أن خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول، الذي يمر عبر تركيا وينقل الغاز الطبيعي إلى أذربيجان، مشروع قد يقضي على هزات أوروبا في المستقبل، إلى جانب مشروع خط أنابيب شرق البحر المتوسط المحتمل بين تركيا وإسرائيل، والخطان يمنحان تركيا ميزات جيوسياسية.
اقرأ أيضا: محللون: تركيا أمام فرص وتهديدات بسبب الحرب بأوكرانيا
ورأى أن محادثات أردوغان-علييف حول "تاناب"، ومحادثات أردوغان-شولتس-هرتسوغ حول خط أنابيب شرق المتوسط، سوف تحدد مصير إمدادات الغاز في أوروبا.
وأضاف أنه إذا اتفقت أنقرة و"تل أبيب"، وأنقرة ومصر، فسيتم إنشاء خريطة اقتصادية جديدة مقبولة في شرق المتوسط.
وتابع بأن "تاناب" وغاز شرق المتوسط هما موضوعا تطورات جيوسياسية ودبلوماسية مهمة للغاية في سعي ألمانيا (الاتحاد الأوروبي) الجديد للتخلص من اعتمادها على روسيا.
الفريق المتقاعد فخري إرينيل، رأى أن الأولوية الجيواستراتيجية لتركيا ستزداد مجددا لدى الاتحاد الأوروبي والناتو، وستكون في المقدمة بالفترة المقبلة.
وتابع بحسب تقرير لـ"TRT HABER" أنه مع الأزمة الأوكرانية، فلن يكون "الناتو" فاعلا في البحر الأسود دون الأخذ بعين الاعتبار موقف تركيا التي زادت أهميتها سياسيا وعسكريا، لاسيما مع قرارها إغلاق المضائق بموجب اتفاقية "مونترو".
السفير المتقاعد مدحت ريندي، أشار إلى أن روسيا تعطي أوروبا ثلث الغاز الذي تستهلكه، والعقوبات على موسكو طرحت طرقا بدليلة للطاقة، والدولة التي تبرز بهذا المجال هي تركيا.
وتابع بأن الغاز الإيراني والغاز العراقي اللذين قد يمران عبر تركيا سيكونان أيضا بديلا بالنسبة لأوروبا.
وقال: "إذا كان الاتحاد الأوروبي لن يشتري الغاز الطبيعي من روسيا، فإنه مجبر على اللجوء إلى مصادر أخرى، وتتزايد أهمية خطوط الأنابيب التي تمر عبر تركيا، وفي المستقبل قد يبرز نقل الغاز الطبيعي العراقي عبرها أولا، وإذا اتفق العالم مع إيران التي تمتلك احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، فإن من الجيد تقييمه".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على إعادة تقييم نظرته تجاه تركيا، لاسيما في الهيكل الأمني.