هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تبدو للوهلة الأولى أحداث أو مجزرة 13 كانون الثاني ـ يناير عام 1986 في عدن، استثنائية في توحشها وعنفها، إلا أن التأمل فيها وإخضاعها للقياس يخرجها من تفردها الدموي، ويضعها في مصاف أعمال العنف السياسي القميئة التي عرفها عالمنا العربي، أو تلك التي عرفها العالم في ذلك الحين.
سنقدم ما جرى كما فعلنا في الحلقات السابقة عبر ربط الأحداث بجيوبوليتيك الإقليم وقتذاك. هذا الربط يتيح وحده تفسير مواقف القوى المتصارعة وفهم رهاناتها، وبخاصة موقف علي سالم البيض الذي نروي بعض سيرته.
وقعت "أحداث يناير" في ظروف يمنية وعربية وإقليمية ودولية بالغة الأهمية. في اليمن خسر الجنوب معركة إسقاط النظام الشمالي وفشلت حربه في المناطق الوسطى، وأخذ الحكم في صنعاء يستقر ويمتلك هامشا واسعا للمناورة بعد اشتراكه مع العراق في الحرب العراقية ـ الإيرانية، في حين كان نظام الحكم في عدن أقرب إلى إيران، فيما ظلت محاولات التطبيع العدني مع دول الخليج محدودة الأثر ما خلا العلاقات الدبلوماسية مع سلطنة عُمان. وبات الخليجيون أكثر تضامنا بعد أن اجتمعوا في مجلس تعاون جديد، مستفيدين من انخراط العراق في حرب مدمرة.
تبقى إشارة مهمة إلى بدايات اكتشاف النفط اليمني في تلك الفترة وعقد اتفاقات بين حكومة علي عبد الله صالح وشركة هنت الأمريكية لهذه الغاية، علما أن الشركة نفسها سرّبتْ أنباء عن وجود ما يشبه البحيرة النفطية الجوفية على الحدود المشتركة بين مأرب الشمالية والجوف وشبوة الجنوبية.
لقد شكل تضافر هذه العناصر ضغوطا كبيرة على القوى المتصارعة في عدن لكي يحسم كل طرف الأمر لصالحه. في هذا الوقت، كان الاتحاد السوفييتي يعيش مخاض (البيريسترويكا والغلاسنوست) ويخيم شبح سقوط الأنظمة الشيوعية، التي كانت تتلقى مساعدات روسية ومنها نظام جنوب اليمن. قال غورباتشوف في حينه لتلك الدول: "لقد انتهت فترة الحضانة السوفييتية"، وعلى كل نظام أن يُقَلِّعَ شوكه بيديه.
سمع الرئيس علي ناصر محمد كلاما صريحا من السوفييت بهذا المعنى. ولعل رفاقه سمعوه أيضا كل من طرفه. ما يعني أن مستقبل النظام في الجنوب كان مطروحا على بساط البحث، وبات من الضروري أن يعيد الحاكم النظر بالسياسة الخارجية ويبادر إلى تنويع العلاقات العربية والدولية، وهذا يملي تغيير النظام أو إصلاحه والتغيير يتم مبدئيا بوسيلتين؛ إما عبر المؤسسات أو بواسطة العنف.
علي ناصر محمد
يحتاج التغيير عبر المؤسسات إلى ثقافة سياسية متراكمة يرضى فيها الناس بانتقال السلطة عبر الانتخابات، ومن ثم خضوع الخاسر لإرادة الرابح بانتظار أن يربح الخاسر في فرصة مقبلة.
من سوء حظ العرب عموما واليمنيين بخاصة، أن معظم حكامهم تغيروا بواسطة العنف. لقد تغير رؤساء اليمن شمالا وجنوبا بانقلابات دورية. نبدأ من الشمال حيث سقط المشير عبد الله السلال في انقلاب منسق بين الجيش والقوى السياسية بزعامة القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي استقال مكرها بضغوط شارك فيها الجيش الذي حمل المقدم إبراهيم الحمدي إلى الرئاسة. وانقلب المقدم أحمد الغشمي على الحمدي قبل أن يُقتَل بعبوة ناسفة حملها مبعوث دبلوماسي جنوبي.
في عدن أطاح انقلاب بقحطان الشعبي الذي كان قد نفذ بدوره انقلابا على رفاقه المعترضين على سياسته في الجبهة القومية. وقتل سالم ربيع علي (سالمين) الذي خلف الشعبي. وأطاح منقلبون بعبد الفتاح إسماعيل بطريقة ميسرة؛ لأنه شمالي الأصل ولا يحتفظ بقاعدة اجتماعية جهوية أو قبلية ستتضرر من الإطاحة به. وستطيح "أحداث يناير" الدموية بالرئيس علي ناصر محمد وستطيح حرب العام 1994 بعلي سالم البيض. نعم ما كان بوسع القوى السياسية الاشتراكية في جنوب اليمن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والقبول بحكمها. فانطلق السلاح وكانت المجزرة الموصوفة.
قحطان الشعبي
وإذا كان العنف الدموي أوله كلام، فإن كلام الأيام التي سبقت المجزرة كان شريرا إلى أبعد الحدود. فقد نُقِلَ عن وزير الداخلية علي شايع هادي، خلال حفل استقبال في السفارة البلغارية أنه رفع الكأس احتفالا "برحيل أميننا العام" أي علي ناصر محمد. في حين نَقَلَ جورج حاوي (الأمين العام الراحل للحزب الشيوعي اللبناني الذي غادر عدن صبيحة المجزرة) عن علي عنتر نائب رئيس الجمهورية قوله؛ إنه سيقتل علي ناصر محمد وسيقتل نفسه بمسدسه إن لم يستجب لقرارات الأغلبية في الحزب.
ويستفاد من شهادة يحيى الشامي في المجزرة أن علي عنتر كان يلوم في لحظات نزاعه الأخير صالح مصلح قاسم المضرج هو الآخر بدمه بقوله باللهجة اليمنية: "ما قلت لك يا صالح بايعملها" (ألم أقل لك إن علي ناصر سيفعلها). هنا تجدر الإشارة إلى أنباء ترددت سابقا من أن علي عنتر طلب من حليفه وزير الدفاع اعتقال علي ناصر محمد، لكن الأخير رفض وقال كلمته الشهيرة: "سأقاتل مع جيشي كل من يبادر إلى حل الخلاف بالعنف".
علي عنتر
يعتقد كثيرون أن صالح مصلح كان يتظاهر بالحياد بين المتصارعين بانتظار أن يميل إلى الطرف الفائز؛ لذا رفض اعتقال الرئيس علي ناصر لصالح كتلة علي عنتر من دون الابتعاد عن هذه الكتلة. ويصف أحد شهود تلك المرحلة (تحفظ على الإشارة إلى اسمه) مواقفه بالقول: "كانت سياسته أشبه بسياسة السلطعون الذي يحفر حفرا عديدة على الشاطئ حتى يستقر في الحفرة الأكثر منفعة"، وسط هذه الأجواء انطلق أعضاء المكتب السياسي إلى "التواهي" لاختيار عبد الفتاح إسماعيل رئيسا للدائرة التنظيمية في الحزب الاشتراكي، بدلا من أبو بكر باذيب الموالي للرئيس علي ناصر محمد، الذي تغيب وأنصاره عن الاجتماع، وفي ذلك برهان على كمين مدبر لتصفية الخصوم الذين كانوا على ما يظهر يضمرون شرا للرئيس.
كان علي سالم البيض يقف مع الطرف المتشدد في الحزب الاشتراكي الذي يريد الاحتفاظ بالحزب والدولة، ومن ثم بناء جيش قوي وفرض نفوذ اليمن في المنطقة. وهنا أعيد التذكير بعبارة سمعتها منه في الجزائر تسير في هذا الاتجاه (النفط في الجنوب لن يكون إلا في خدمة الاشتراكية)، في حين كان علي ناصر محمد قد باشر سياسة انفتاح على دول المنطقة والعالم، من دون أن تستند إلى وفاق داخلي.
الثابت أن الاختلاف بين الطرفين لم يكن سطحيا، بل يعكس استقطابا اجتماعيا وجهويا، وعليه فإن الخاسر لا يخسر منفردا، وإنما تخسر معه الجهة التي ينتمي إليها أي بيئته الحاضنة. لنتذكر أن أهالي قرية سالمين وأبناء محافظته دفعوا ثمنا باهظا بعد سقوطه، ولعل مجريات ونتائج المعركة التي انفجرت تؤكد مع الأسف هذا الاستنتاج، فقد طلب علي ناصر محمد من أنصاره قطع الطريق على خصومه، الذين يمكن أن تتدفق جماعتهم من لحج وردفان والضالع إلى عدن وقطع الجنرال هيثم قاسم طريق العلم، الذي يمنع تدفق أنصار علي ناصر محمد من أبين وأحمد مساعد حسين من شبوة نحو العاصمة، في حين كانت حضرموت التي ينتمي إليها علي سالم البيض الأقل تمثيلا في الجيش والأقل اصطفافا بين الفريقين.
يروي البيض تفاصيل اليوم الدامي بقوله: حضرت إلى اجتماع المكتب السياسي في الساعة العاشرة وعشرة دقائق. تأخرت قليلا عن الموعد. جلست على يسار الرفيق صالح مصلح (وزير الدفاع). كانت أربعة مقاعد تفصلني عن علي عنتر الذي كان يجلس على يمين الكرسي الخاص بالرئيس علي ناصر. وجلس بعض الرفاق على يسار كرسي الرئيس، ومن بينهم علي شايع (وزير الداخلية) وعبدالفتاح إسماعيل وسالم صالح محمد وآخرون.
ويتابع البيض: "كان علي عنتر واقفا يفتح محفظته، وهو يتحدث إلينا عندما دخل أحد الحراس (حسان الردفاني) الذي كان يحمل شنطة الأمين العام. وضعها بجانب كرسي الرئيس ثم عاد من خلف علي عنتر وباشر بإطلاق الرصاص على ظهره من رشاش نوع إسكروبي يتسع لـ 42 طلقة. بعد قليل، تعطل الرشاش معه. نزلنا إلى تحت الكراسي ورفعنا مسدساتنا لإطلاق النار على الحارس. في هذا الوقت، دخل حارسان (مبارك سالم) وآخر يحمل "دبة الشاي" ( لحفظ سخونة الشاي) للأمين العام، وأخذا يطلقان النار على الصف الآخر من الإخوة، ثم أخذت القاعة تمطر رصاصا.
حاولنا أن نطلق النار على الحارس الأول الذي استأنف الإطلاق. بعد ذلك وجدنا مجموعة من رفاقنا على الأرض مضرجين بالدماء، منهم علي عنتر وصالح مصالح وعلي شايع وعلي أسعد وعلي صالح ناشر، وهذا الأخير سقط خارج القاعة. أطلق حراس علي ناصر النار على حراسنا وصفوهم تصفية جسدية. في القاعة جمعنا مسدسات الرفاق الذين سقطوا وصار مع كل منا أكثر من مسدس، وجلسنا ساعات ننتظر إلى أن سمعت صوت أحد حراسنا في القاعة السفلى، فقطعنا الستائر وربطناها كالحبل وطلبنا من الحارس أن يربط لنا بندقية بواسطتها ثم بندقية ثانية، فأصبح لدينا نحن الأحياء بندقيتان. كنا عاجزين عن إسعاف رفاقنا".
ويتابع: "بعد الظهر، قررنا أن ننسحب إلى مكتب عبد الكريم وهو المكتب المالي للجنة المركزية. اتصلت بالخارج بجهات كثيرة لوضع حد لهذه الكارثة، وطلبت من رفاقي الدفاع عن الحزب. في المساء اتصلت بقيادة المدرعات التي أرسلت لنا مدرعتين. خرجت الساعة السابعة مساء في مدرعة منفردا لكني تعرضت للإصابة من بعد في البطن، أقعدتني عن التحرك لبضعة أيام". (نقلا عن موقع صورمن بلادي 12 يناير 2017 فيسبوك).
تكاد روايات شهود العيان الأخرى تصادق على رواية البيض ما خلا بعض التفاصيل المهمة.
وهذا ما نلاحظه من شهادة يحيى الشامي عضو المكتب السياسي الذي يقول: "لاحظت في قاعة الاجتماع غياب علي ناصر محمد، وكان الحاضرون علي البيض وأحمد السلامي وعلي عنتر وعلي شايع وصالح مصلح وعبد الفتاح إسماعيل. كنت أجلس على يمين كرسي الأمين العام وفي مواجهتي علي عنتر الذي سألني "أين البابور (الشاحنة) الذي كنتم تستخدمونه؟ نحتاجه لبعض الأسر التي شردت من الشمال ونزحت إلى الضالع". قلت له: "موجود في عهدة مسؤول قوات الشعب محمد عبد ربه السلامي. ونهضت على الفور للاتصال بالسلامي من أجل تسليم البابور لعلي عنتر. دخلت إلى غرفة الهاتف الملحقة بقاعة الاجتماع، وانتظرت أن تحول لي عاملة الهاتف رقم محمد عبد ربه السلامي، في هذا الوقت رأيت حراسا ثلاثة يدخلون إلى القاعة، أحدهم يحمل شنطة علي ناصر والثاني يحمل "ثلاجة شاي"، وكان معي في قاعة الانتظار الموظف ثابت المسؤول عن الشاي في اللجنة المركزية، فاعترض طريق الحارس وطلب منه الامتناع عن إرسال الشاي إلى القاعة، لكن الحارس رمقه بنظرة غاضبة وأكمل سيره".
ويواصل الشامي شهادته: "بعد لحظات دوت أصوات الرصاص في قاعة الاجتماع فخرجت من الغرفة وذهبت إلى القاعة، فوجدت علي عنتر ملقى على الأرض وبمحاذاته صالح مصلح المضرج بدمه ويجثو بجانبه أحمد علي السلامي الذي مزق ثيابا، وحاول ربط جروح صالح مصلح لوقف نزيف الدم. كان علي عنتر الغارق بدمه يلفظ عبارات كثيرة، أذكر منها عبارة واحدة موجهة لصالح مصلح (قد قلت لك يا صالح با يعملها)".
ويتابع: شاهدت عبد الفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض وسالم صالح محمد يخرجون من القاعة إلى غرفة جانبية، ولم يبق على رأس السلم غير أحد حراس عبد الفتاح وحارس آخر من حراس علي عنتر. انسحبنا إلى غرفة الشؤون الإدارية والمالية في المبنى السفلي. أراد عبد الفتاح الاتصال بالهاتف لكننا منعناه "كي لا يعرف الطرف الآخر أنك مازلت حيا"، خصوصا أننا كنا نجهل تفاصيل ما يدور في الخارج. فاستجاب لرأينا ولم يتصل.
في المساء، وصلت مدرعتان إلى مبنى اللجنة المركزية إحداها نقلت علي سالم البيض وسالم صالح محمد والمدرعة الثانية نقلت عبد الفتاح إسماعيل، وخرجنا أحمد علي السلامي وأنا وراءها سيرا على الأقدام، ذلك أن منزلي كان قريبا جدا من المكان. وصلت إلى منزلي فلم أجد أحدا واطمأن قلبي إلى أن أسرتي غادرت المكان. ثم توجهت إلى دار الرئاسة القريب. التقيت هناك أحمد علي السلامي وعلي البيض وسالم صالح محمد. لم يكن المكان آمنا فغادر البيض وسالم صالح محمد باتجاه مستشفى باصهيب وأصيب البيض على الطريق خلال اشتباك مع أنصار علي ناصر ونجا سالم صالح. في هذا الوقت كان علي ناصر محمد قد أذاع بيانا بإعدام علي عنتر وعلي سالم البيض وصالح مصلح وعبد الفتاح إسماعيل، بتهمة تدبير انقلاب ضده وإطلاق النار عليه وسقوط نجله جمال وعدد من حراسه المحيطين به. (موقع خيوط 15 ديسمبر 2021).
وتتقاطع شهادة سالم صالح محمد مع شهادة البيض والشامي إذ يقول: "أنا ربطت جروح علي عنتر لوقف نزيف الدم وربط أحد الإخوة جراح صالح مصلح. كان علي شايع في لحظات إطلاق النار الأولى ينادي: يا عسكر يا عسكر فأصيب برأسه وتوفي على الفور. علي عنتر ظل حيا لفترة وكان ما زال حيا عندما خرجنا من قاعة المكتب السياسي. حين أطلق الحراس النار علينا انبطحنا أرضا وكان عبد الفتاح إسماعيل بجانبي. كنا نميز ما يدور من خلال أصوات الحراس. كنا نعرف حراسنا من لهجاتهم التابعة لمناطقهم. تمكنا من إحضار قطع سلاح من أحد الحراس ثم تغير الموقف من بعد" (برنامج زيارة خاصة قناة الجزيرة 1 يناير كانون الثاني عام 2006).
يتضح من شهادة يحيى الشامي أن عبد الفتاح إسماعيل لم يخرج مع علي البيض في دبابة واحدة، وهذا يخالف الرواية التي تتحدث عن خروج الرجلين معا، والواضح أن سالم صالح محمد لم ينف ما ذكره الشامي، وهذا يعني أن سيناريو خروج البيض وفتاح معا، ومن ثم انفصالهما كل في دبابة وكل في طريق ليس مثبتا. تجدر الإشارة هنا إلى أن تقرير الحزب الاشتراكي عن مصير عبد الفتاح إسماعيل استند إلى شهادتي السلامي والشامي.
ستؤدي مجزرة المكتب السياسي إلى تولي علي سالم البيض زمام الأمور في قصر معاشيق، وستشكل منعطفا في مصير جنوب اليمن، ولعل آثار المجزرة السيئة ما زالت مستمرة حتى اليوم في هذا البلد المنهك.
****
ملاحظة :
سقط سهوا التذكير بأن شهادة البيض حول الفترة الاستعمارية مبنية على روايته التي نشرتها في الذكرى الخامسة عشرة للتحرير جريدة (الامل) الصنعانية في عددها رقم 153 الصادر بتاريخ 8 12 1985. الصحيفة محتجبة اليوم، وكنت قد أشرت إليها في الحلقتين الأولى والثانية من هذه السيرة.
اقرأ أيضا: سالم البيض.. اشتراكي يمني اختبر أفكاره السياسية ودفع ثمنها
اقرأ أيضا: البيض.. هاشمي جذبته القومية والاشتراكية والوطنية الديمقراطية
اقرأ أيضا: البيض.. هكذا انتصرنا على بريطانيا ووحدنا 22 مشيخة وسلطنة
اقرأ أيضا: البيض.. راديكالي بحكومة ثورية هدفها نفط الخليج وتحرير فلسطين
اقرأ أيضا: علي سالم البيض.. فقد مناصبه السياسية بسبب زواجه ثانية