سياسة عربية

ناشط بريطاني يدعو لدعم منظمات صنفها الاحتلال "إرهابية"

مؤسسة الضمير من بين مؤسسات فلسطينية يلاحقها الاحتلال- جيتي
مؤسسة الضمير من بين مؤسسات فلسطينية يلاحقها الاحتلال- جيتي
وصف ناشط بريطاني في مجال العمل الإغاثي لصالح فلسطين، أن تصنيف الاحتلال لمنظمات أهلية فلسطينية بـ"الإرهاب"، رغم أنه مؤلم، إلا أنه شهادة لصالحها، ويعكس العمل الجيد الذي تقوم به في الأراضي المحتلة.

وقال الرئيس السابق لـ"الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية (إنتربال)"، إبراهيم هيويت، إن هذا الكلام "قد لا يكون عزاء كبيرا لجماعات حقوق الإنسان الست التي أدرجتها إسرائيل في قائمة الإرهابيين الأسبوع الماضي، لكن ينبغي أن يطمئن مؤيدوهم بما يكفي لمواصلة دعمهم، بل وزيادته". 

ولفت هيويت، في مقال له بموقع "ميدل إيست مونيتور"، إلى أن القرار الإسرائيلي مسيّس، ولا يتعلق بمهنية عمل المنظمات الست، داعياً إلى دعم المنظمات، حتى لا يكون الخاسر الوحيد في نهاية الأمر هو الشعب الفلسطيني.

واستذكر هيويت القرار الذي أصدره الاحتلال بحق المؤسسة التي كان يرأسها "إنتربال"، عام 1996، واعتبارها "تدعم الإرهاب"، فضلا عن قرار الإدارة الأمريكية في عهد جورج دبليو بوش، بتصنيفها مؤسسة "داعمة للإرهاب".

وأفاد بأنه في حين كان للقرار آثار صعبة وقاسية للغاية على قدرة "إنتربال على العمل مع التسهيلات المصرفية العادية الضرورية لأي مؤسسة خيرية، إلا أنه لا السلطات الأمريكية ولا الإسرائيليون قدّموا على الإطلاق أي أدلة موثوقة لدعم الادعاء، كما لم تجد هيئة المنظمات الخيرية في بريطانيا أي دليل على أي نشاط غير قانوني من جانبها.

وفيما النص الكامل للمقال:

إنني أتابع باهتمام رد الفعل على تصنيف إسرائيل لست منظمات فلسطينية لحقوق الإنسان كمجموعات "إرهابية". وأود الإشارة في هذا الصدد بأن الجمعية الخيرية البريطانية الصغيرة التي كنت رئيسًا لها لما يقرب من 25 عامًا تم تصنيفها أيضا من قبل إسرائيل في عام 1996 ومن قبل الإدارة الأمريكية لجورج بوش في عام 2003. على الرغم من أن التسمية الإسرائيلية لم تكن معروفة لنا حتى ذهبت إلى تل أبيب في رحلة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة مع عضوين في البرلمان في عام 1998 وتم إيقافها (أي التسمية) في مطار بن غوريون، وكان التصنيف الأمريكي حينها عبارة عن حالة محرجة للغاية.

في الواقع، ربما كانت تلك هي اللحظة الحاسمة في سنوات وجود إنتربال، ومع ذلك كان علي أن أقرأ عنها على الإنترنت. لم يكلف أحد في الإدارة الأمريكية عناء إخبارنا بأن بوش "جمد أصول" عدد من الأفراد والمنظمات "التي يُزعم أنها قدمت الدعم لحماس"، وقد علمت ذلك عندما قرأت في موقع البي بي سي في 22 أغسطس 2003، ووجدت أن من بين الأسماء المدرجة "صندوق الإغاثة والتنمية للفلسطينيين، أو (إنتربال)، ومقره بريطانيا".

لم تكن هناك إجراءات قانونية واجبة في هذا القرار، وعلى الرغم من جدية الادعاء – وما له من آثار صعبة للغاية على قدرة إنتربال على العمل مع التسهيلات المصرفية العادية الضرورية لأي مؤسسة خيرية – لا السلطات الأمريكية ولا الإسرائيليون (من حيث صدور القرار بالنسبة للمؤسسة الخيرية التي يتم إدراجها على أنها "كيان إرهابي عالمي محدد بشكل خاص") قدموا على الإطلاق ذرة من الأدلة الموثوقة لدعم الادعاء، كما لم تجد هيئة المنظمات الخيرية في بريطانيا أي دليل على أي نشاط غير قانوني من جانب إنتربال.

خارج السجلات، قيل لنا أن قرار وضع إنتربال على قائمة الإرهاب جاء عن طريق وزارة الخارجية الأمريكية، وأضاف "لقد كان قرارا سياسيا بالكامل وسيتطلب قرارا سياسيا أخر لعكسه"، إلا أن ذلك ربما لن يحدث أبدا.
كرئيس لـ (الإنتربال)، تشرفت بالسفر حول العالم - الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وماليزيا وإندونيسيا ونيوزيلندا - لتمثيل المؤسسة الخيرية؛ والتقيت بالعائلة المالكة والوزراء، وكتبت وتحدثت حول قضية فلسطين على نطاق واسع في الداخل والخارج. وأتساءل حول ما إذا كان هنالك أي مضمون للادعاءات الأمريكية الإسرائيلية، فهل كان ذلك ممكنًا؟ وكما علق أحد كبار ضباط الفرع الخاص بشرطة العاصمة في ذلك الوقت: "إن غياب أي تدخل للشرطة [في قضية إنتربال] مهم للغاية".

بلغ متوسط التبرع في المؤسسة الخيرية الصغيرة حوالي 5 ملايين جنيه إسترليني (6.7 مليون دولار) سنويًا، وهو ما يقرب من لا شيء في معدلات الأرقام ضمن هذا الإطار، حيث تمنح الولايات المتحدة إسرائيل 3 مليارات دولار سنويًا على الأقل. 

ومع ذلك، بعد التصنيف، تلقينا دعمًا من العديد من الشخصيات البارزة، من السياسيين والأطباء الجراحين، إلى الشخصيات الإعلامية، والناشطين. للأسف، لم يكن لذلك أي تأثير على التصنيف، وأن "إنتربال" موجود الآن مع تعذر قدرته على الوصول إلى القطاع المصرفي. ولحسن الحظ، أخذت الجمعيات الخيرية الأخرى على عاتقها التزاماتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط.

وقع الإنتربال في وضع مسيّس للغاية، وواجه هجمات من وسائل الإعلام اليمينية والأفراد، وقد تمت تسوية العديد من قضايا التشهير خارج المحكمة لصالح الإنتربال، ووُصِفت الجمعية الخيرية في إسرائيل بأنها "شوكة صعبة على وجه الخصوص"، و(من باب المجاملة لموقع ويكيليكس) نعلم أن المسؤولين الأمريكيين سألوا نظرائهم البريطانيين، "لا يوجد سلاح قوي، لماذا لا يغلقها فقط؟" أوضح البريطانيين أن هذه ليست الطريقة التي نتعامل بها مع هذه الأمور في هذا البلد.

بالعودة إلى عام 2003، اتصل مانح غير معروف في أوروبا بإنتربال ليقول: "إذا كان بوش قد وضعك المؤسسة على قائمة الإرهاب، فلا بد أن مؤسستكم قوة من أجل الخير، لذلك أرسل إليكم تبرعًا"، وقام بذلك بالفعل.

إن تصنيف إسرائيل وأتباعها في الغرب أمر مؤلم، ولا شك في ذلك، لكنه يعكس بشكل عام العمل الجيد الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية في فلسطين المحتلة، قد لا يكون هذا عزاءًا كبيرًا لجماعات حقوق الإنسان الست التي أدرجتها إسرائيل في قائمة "الإرهابيين" الأسبوع الماضي، لكن ينبغي أن يطمئن مؤيديهم بما يكفي لمواصلة دعمهم بل وزيادته. 

إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يكون الخاسر الحقيقي هو المنظمات، بل الشعب الفلسطيني، حيث لا يمكن السماح بحدوث ذلك.
 
التعليقات (0)