هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تثار التساؤلات حول طبيعة المواقف الأمريكية والأوروبية الرافضة للانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام السوري، في تأكيدها على عدم شرعية الانتخابات والتفافها على القرارات الدولية، ومدى تأثيرها على الملف السوري في المستقبل.
والسؤال، هل تُقدم الأطراف على تبني نهج مغاير بالتعامل مع النظام الذي تحدى المجتمع الدولي وضرب بالحائط بنود قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي، وتأمين البيئة الآمنة والمحايدة، وإقرار دستور جديد للبلاد، وصولاً إلى إجراء انتخابات بإشراف ورقابة الأمم المتحدة؟
المواقف على حالها
ولا تعتقد الكاتبة المختصة بالشأن الأمريكي، روان الرجولة، بوجود أي تغيير أممي أو أمريكي في طريقة التعاطي مع النظام، وترجح في حديثها لـ"عربي21"، أن تقتصر المواقف ضد النظام على التنديد والشجب، بعد الانتخابات.
وتؤكد أن المجتمع الدولي لن يتوقف عن تقديم المساعدات الإنسانية لدمشق، لكنها تشير بالمقابل إلى لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن المرتقب في الأسابيع القادمة، وتقول: "الواضح أن اللقاء سيحدد تفاصيل ماهية المرحلة القادمة".
اقرأ أيضا: ديلي تلغراف: هل يسرّع انتخاب الأسد التطبيع العربي معه؟
أما الباحث المختص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج، فيلفت إلى التغير الأمريكي الواضح تجاه النظام السوري، موضحا: "الموقف الأمريكي الرافض لهذه الانتخابات الصورية والحديث الصريح عن حقيقة النظام القمعية والاستبدادية، يأتي خلافا لما كان عليه الموقف في فترة ترامب حين أعلن الرئيس الأمريكي بوضوح أنه غير مهتم بالملف السوري".
ويشير في حديث لـ"عربي21" إلى إعلان إدارة بايدن منذ بداية فترتها عن تمسكها بالقرار الدولي 2254 كمسار متفق عليه للمضي قدما في الملف السوري.
ويستدرك السراج قائلا: "لكن من الصعب التنبؤ بالمدى الذي يمكن أن يذهب إليه هذا الموقف الأمريكي، خاصة أنه ما زال يفتقر إلى الإيجابية أو ترجمة الأفعال إلى أقوال، سواء على سبيل المسار السياسي أو حتى البرامج التنموية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية التي كانت عاملة في الشمال السوري في فترة الرئيس باراك أوباما".
عضو الائتلاف الدكتور زكريا ملاحفجي، يستبعد هو الآخر، أن يطرأ أي تغيير على طريقة التعاطي الدولي مع الملف السوري بعد إجراء "مسرحية الانتخابات"، ويقول لـ"عربي21"، "الواضح أن الملف السوري سيكون على طاولة المباحثات الغربية مع إيران، وهذا ما يجعل التكهن باحتمالية وجود تغيير في الموقف الغربي من النظام السوري على قدر من الصعوبة".
زيادة الضغط الاقتصادي والمقاطعة السياسية
ومع ذلك، يعتقد ملاحفجي، أن تتصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية على النظام السوري، ويعلق بقوله: "أزمات النظام الاقتصادية إلى مزيد من التدهور، وبعد أيام ستعود الأخبار عن شح المحروقات ونقص المستلزمات الأساسية لتتصدر المشهد في مناطق سيطرة النظام السوري".
ويتفق مع ملاحفجي، الباحث في "مركز جسور للدراسات" وائل علوان بقوله: "التصعيد الغربي ضد النظام موجود أساسا (العقوبات الأوروبية، وقيصر)، والأرجح أن يتصاعد بسبب عنجهية النظام وروسيا".
وينهي حديثه لـ"عربي21": "العقوبات الاقتصادية والمقاطعة السياسية للنظام لها أثر بالغ على الأخير وداعميه، وخصوصا على روسيا، غير أن الشعب السوري ينتظر تفاعلا أكبر من الأمم المتحدة والدول الكبرى وتحركات أوسع ضد النظام، بحيث يكون التأثير على الأسد ومنظومته فقط، لا على السوريين".