ملفات وتقارير

معاريف: دخول "إسرائيل" عقدها الثامن إنذار بتفككها

معاريف: في مرحلة معينة سيكون لقاح وربما علاج للفيروس، ولكن ليس للصدوع في المجتمع الإسرائيلي- جيتي
معاريف: في مرحلة معينة سيكون لقاح وربما علاج للفيروس، ولكن ليس للصدوع في المجتمع الإسرائيلي- جيتي
تحدثت صحيفة عبرية عن مخاطر دخول إسرائيل في عقدها الثامن، الذي ينذر بحسب معطيات مختلفة بتفككها، مؤكدة أنه في مرحلة ما سيكون هناك علاج لفيروس كورونا، ولكن ليس للصدوع في المجتمع الإسرائيلي.

وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في مقال مشترك لكل من مئير بن شاحر وجنرال احتياط النائب عوزي دايان، أن "دولا كثيرة في العقد الثامن من حياتها شهدت عهدا محملا بالمخاطر".

ونوهت بأنه في حال "تغلبت قوى التفكك والتمزق على الاستعداد للحفاظ على ما هو موجود"، فهذا ينذر بتفكك الدولة، مشيرة إلى "الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، وتفكك الاتحاد السوفياتي، والربيع العربي".

ومن ذلك يتضح، بحسب الصحيفة، أن "إشارة التحذير واضحة؛ فالعقد الثامن من شأنه أن يكون فتاكا"، متسائلة: "لماذا العقد الثامن بالذات؟".

وأجابت: "في هذه اللحظة يدخل إلى الساحة الجيل الثالث؛ فزعماء إسرائيل والمجتمع اليوم هم الأبناء والأحفاد للآباء المؤسسين الذين عرفوا كيف يعقدون التسويات القيمية من أجل وجود إسرائيل، مثل اتفاق التعويضات والوضع الراهن في شؤون الدين والدولة، وسمحت تلك التسويات رغم احتقارها من جانب التيارات المختلفة، باستمرار الوجود المشترك".

وأضافت: "بالنسبة للجيل الثالث، فإن الدولة هي حقيقة قائمة، ويأخذونها كأمر مسلّم به، ولا يخافون على وجودها، وإلى جانب ذلك يحمل الأحفاد أحلام وإحباطات آبائهم، ويشعرون بواجب أن يخرجوا لحيز التنفيذ".

مضيفة: "إلى داخل أزمة العقد الثامن هذا، زحف بهدوء تام وحش كورونا، ففي سنوات الخمسين ألمّ بإسرائيل، التي كانت بالكاد ذات مليون نسمة، وباء شلل الأطفال (البوليو) الذي أصاب آلاف الأطفال، فمات المئات، وبقي الكثير من المعوقين".

وذكرت "معاريف" أن "الأوبئة رافقت البشرية منذ الأزل، وأثارت الفزع والهستيريا، وبعد ذلك، في الغالب، عاد العالم لعادته، ولكن ليس دوما في الدول التي تعاني أزمات اجتماعية وسياسية، يمكن لفيروس صغير أن يضرم شعلة كبرى تغير وجه المجتمع".

وقالت: "حتى قبل نحو شهر كان يمكن، رغم أزمة العقد الثامن، الأمل بيقين عظيم في أن الزمن والديمقراطية سيفعلان فعلهما، والدولة والمجتمع سينجحان في التغلب على الأزمة السياسية من خلال الحسم في الانتخابات، وهذا لم يحصل، ووباء كورونا فاقم الوضع كثيرا".

فلقد "درج على التفكير، أنه لا يوجد ما يمكنه أن يرص الصفوف أكثر من عدو على الأبواب، ولكن عندما يكون العدو هو فيروس غير مرئي وصامت، يعتقد بعض من الناس أنه يمكننا أن نسمح لأنفسنا بمواصلة العيش مع الكراهية القديمة"، منوهة بأن "الخوف انعدام اليقين، والحسم السياسي في غضون وقت قصير، تسبب بالتطرف في مواقف القيادات والجمهور، فأخ الأمس صار غريبا"، بحسب تعبير الصحيفة.

وأكدت أن "الفترة القريبة القادمة لا تسمح للأوهام، فكورونا يهدد الأساسين؛ الصحة والرزق، ونحن نفهم اليوم جميعنا، أن أزمة كورونا ستستمر، وستتسبب بأزمة اقتصادية، وبتعميق الاستقطاب الاجتماعي، لدرجة الخطر الحقيقي على مواصلة وجود إسرائيل مثلما نعرفها".

ورأت أن "المطالبة بحكومة طوارئ، إن لم تكن وحدة، ليست بسبب الفيروس، بل بسبب الوباء الاجتماعي والسياسي الذي يحدثه"، مبينة أنه "في مرحلة معينة سيكون لقاح، وربما علاج للفيروس، ولكن ليس للصدوع في المجتمع الإسرائيلي".

ولفتت "معاريف" إلى أن "هذه هي اللحظات التي تختبر فيها الزعامة، وتكون حاجة فيها لعظمة النفس من جانب الجميع، فالتنازلات لن تكون متماثلة، والضحايا لن تكون متساوية، ولكن من يتعالى على الحسابات السياسية الراهنة، ويتجرأ على التآمر ضد "القبيلة" في صالح إسرائيل والأجيال القادمة، قد لا يفوز في صندوق الاقتراع، ولكنه سيفوز في محكمة التاريخ".

0
التعليقات (0)