هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة لاراثون الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن العلاقة التي تربط ترامب بعائلة آل سعود، الأمر الذي جعله يتغاضى عن اتهام بن سلمان بمقتل خاشقجي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعطي أولوية قصوى للمصالح الاقتصادية التي تجمع بين بلاده والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي جعله يستميت في الدفاع عن ابن سلمان ويعفيه من جريمة قتل الصحفي خاشقجي.
وعلى ضوء ذلك، أصدر ترامب، يوم أمس، بيانا أكد فيه مجددا دعمه، دون تنازلات، للمملكة العربية السعودية. فمن الممكن جدا أن تكون حكومة البلاد على علم بمقتل الصحفي السعودي وأن الأمر بالقتل صادر من طرفها. في المقابل، ينكر الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان أي علاقة لهما بالتخطيط أو تنفيذ هذه الجريمة الشنيعة.
وبيّنت الصحيفة أنه، وفقا لترامب، فإن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تواصل تقييم كل المعلومات التي بحوزتها، وعلى الرغم من احتمال معرفة ولي العهد بهذا الحدث المأساوي، إلا أنه قد لا يكون الشخص الذي أمر بقتله. وعلى ما يبدو، تتناقض تصريحات ترامب تماما مع المعلومات الصادرة عن وكالة المخابرات المركزية، التي كانت مقتنعة بأن الأمر بن سلمان هو الذي أمر بتنفيذ هذه الجريمة.
وأضافت أنه، منذ أسبوع تقريبا، أعلنت صحيفة واشنطن بوست أن وكالة المخابرات المركزية لديها تسجيل لمحادثة جرت بين الأمير ابن سلمان وأخيه خالد، سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة، حيث ناقشا الطرق المحتملة لترحيل خاشقجي، إلى المملكة السعودية.
اقرأ أيضا: WP: ترامب جعل أمريكا مستعدة لبيع شرفها مقابل مبلغ تافه
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، تشير بعض الأخبار إلى أن الأمير خالد قد التقى أيضا بالصحفي خاشقجي في نهاية سنة 2017 محاولا إقناعه، دون جدوى، بالعودة إلى المملكة السعودية. ونظرا إلى وضعية المعارضين وحريات الصحافة وحقوق الإنسان المنتهكة عامة في البلاد، رفض خاشقجي الإذعان لطلبه.
وأفادت الصحيفة بأن الكونغرس الأمريكي، قد أعلن من جهته أنه سيجري تحقيقا في المسألة. وفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، في إحدى تصريحاته إلى صحيفة واشنطن بوست، أنهم سيقومون بالتحريات اللازمة لتقييم القضية التي تشرف عليها أجهزة الاستخبارات الأمريكية وسيحققون في دور المملكة السعودية في الحرب في اليمن. ويعد هذا القرار أحد التحقيقات التي من المتوقع أن تبدأ الأطراف المعارضة العمل بها مع حلول سنة 2019.
في المقابل، كان ترامب واضحا جدا في دفاعه عن حليفه السعودي. واستنادا إلى المبادئ الجيوستراتيجية والاقتصادية، اتهم ترامب إيران بأنها "تسعى إلى زعزعة استقرار الديمقراطية الهشة في العراق، وأنها تدعم أيضا جماعة حزب الله في لبنان. كما أشار إلى الدعم الذي تقدمه إلى الدكتاتور بشار الأسد في سوريا وندد بالنظام الاستبدادي الذي تفرضه إيران على مواطنيها".
في السياق ذاته، أكد ترامب أن "الإيرانيين قتلوا الكثير من الأمريكيين والأشخاص الأبرياء في جميع أنحاء الشرق الأوسط". وبالتالي، يعتبر ترامب المملكة السعودية حليفا لا غنى عنه للتصدي لنظام آيات الله، وبطبيعة الحال، يعود ذلك إلى دوافع مالية بحتة.
اقرأ أيضا: سيناتور أمريكي: ترامب كذب حول معلومات CIA بشأن خاشقجي
وأكدت الصحيفة أن دفاع ترامب عن ولي العهد ليس عبثا، فبعد زيارته إلى السعودية في سنة 2017، وافقت المملكة على إنفاق واستثمار حوالي 450 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو مبلغ قياسي من شأنه أن يخلق مئات مواطن الشغل وتنمية اقتصادية هائلة إلى جانب ثروة إضافية كبيرة لأمريكا. ومن أصل 450 مليار دولار ستنفق حوالي 110 مليارات دولار مقابل شراء معدات عسكرية من طرف شركات الصناعات العسكرية بوينغ، ولوكهيد مارتن ورايثيون، إلى جانب العديد من العقود الضخمة الأخرى في مجال الدفاع.
وأضافت أن ترامب يحذر من المشكلة الهائلة التي قد تنطوي على إلغاء هذه العقود، لأن المنافسين الكبار لبلاده، أي كل من روسيا والصين، سيكونان أكبر المستفيدين في نهاية المطاف. وأضاف ترامب قائلا: "أتفهم أن هناك أعضاء من الكونغرس يرغبون في اتخاذ اتجاه مختلف لأسباب سياسية أو غيرها، وهم أحرار في ذلك".
وفي الختام، نقلت الصحيفة أن ترامب قد أكد أنه "لن ينظر سوى في الأفكار التي تتوافق مع الأمن المطلق للولايات المتحدة، تليها المملكة العربية السعودية، بما أنها أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، وعملت مع الولايات المتحدة بشكل وثيق واستجابت لطلباته بالحفاظ على أسعار النفط في مستويات معقولة". وببساطة، تؤدي جميع الطرقات إلى شعار "أمريكا أولا!".