هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصل المبعوث الأممي الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، ظهر الأربعاء، إلى العاصمة صنعاء، لإجراء محادثات مع قيادات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، حول التهيئة لعقد جولة جديدة من المشاورات بين أطراف النزاع في اليمن.
وتأتي الزيارة وسط تفاؤل وظروف مواتية لجمع أطراف الأزمة في اليمن مجددا على مائدة التفاوض خاصة أن الأيام الأخيرة شهدت إشارات من تلك الأطراف على رغبتها في التوصل إلى حل سياسي.
وحطت طائرة غريفيث والوفد الأممي المرافق له في مطار صنعاء عند الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي (10:00 ت.غ)، ولم يدل الأخير بأي تصريحات للصحفيين، الذين تجمعوا في صالة الاستقبال.
ومن المتوقع أن يلتقي غريفيث قيادات الحوثيين خلال الساعات القادمة.
وكان المبعوث الأممي قال في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن، السبت الماضي، إنه يعمل بجد لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات اللوجستية لاستئناف المشاورات السياسية كما هو مخطط، وإنه سيلتقي بزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، الذي سبق أن التقى به الأشهر الماضية.
وقال إنه سيبحث معه "الحاجة إلى المشاركة والمشاورات، ومن ثم المفاوضات. وسيكون من المفيد بالنسبة لي أن أستمع مرة أخرى منه حول هذه الأمور".
وتعهد غريفيث بالتزام الأمم المتحدة بعقد الجولة المقبلة من المشاورات بين اليمنيين في السويد أواخر العام الجاري، فور الانتهاء من تلك الترتيبات، داعيا جميع الأطراف إلى الاستمرار بممارسة ضبط النفس لخلق مناخ موات لانعقادها.
وكانت الأطراف المعنية بالحرب في اليمن أبدت ترحيبها بعقد المشاورات؛ حيث أعلن الحوثيون عن مبادرة لوقف الضربات الصاروخية على السعودية، واستعدادهم لوقف وتجميد المعارك، بينما أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على المشاركة في المشاورات.
والأهم من ذلك هو الدعم الذي أبداه التحالف العربي بقيادة السعودية للوصول إلى حل سياسي باليمن.
بينما أكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين الماضي، أن بلاده تدعم "الوصول إلى حل سياسي في اليمن وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل".
وقال، خلال خطاب أمام مجلس الشورى بالعاصمة الرياض: "وقوفنا إلى جانب اليمن لم يكن خياراً بل واجباً اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان مليشيات انقلابية مدعومة من إيران".
وجرت تلك التطورات في الملف اليمني إثر الضغوطات الدولية المتصاعدة ضد الرياض لإنهاء حرب اليمن، بعد أيام من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، دعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس كافة أطراف الصراع اليمني إلى وقف إطلاق النار خلال 30 يوما، والدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب في البلاد، دون توضيح مغزى الـ30 يوما.
بينما وزعت بريطانيا، الاثنين الماضي، مسودة مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة فورية للقتال في مدينة الحديدة (غرب اليمن)، وتحديد مهلة أسبوعين لأطراف الصراع لرفع كل الحواجز أمام المساعدات الإنسانية.
وقبل ساعات من وصوله، شهدت الحديدة المطلة على البحر الاحمر ليل الثلاثاء-الاربعاء، لليلة الثانية على التوالي، اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والامارات، والحوثيين المقرّبين من إيران، قبل أن تتوقف صباحا، بحسب مراسلة لوكالة فرانس برس.
واشتدّت المعارك في الحديدة في بداية تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن توقف القوات الحكومية، بحسب قادة ميدانيين على الأرض، محاولة تقدّمها في المدينة الأربعاء الماضي، في ظلّ دعوات دولية لوقف إطلاق النار. والاشتباكات التي اندلعت ليل الاثنين -الثلاثاء كانت الأولى منذ نحو أسبوع.