قال باحث
إسرائيلي إن مرور 25 عاما على اتفاق
أوسلو يؤكد أن هذه العملية "ثبت فشلها في إيجاد تعايش بين الشعبين،
وإقامة سلام حقيقي بينهما"، لأن فرضية "الأراضي مقابل الأمن" التي
قامت على أساسها اتفاقية أوسلو، وابتكرها رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين لم تثبت
جدواها.
وأضاف أفرايم عنبار في ورقته البحثية على موقع
نيوز ون، وترجمتها "
عربي21" إن "
السلطة الفلسطينية التي قامت بموجب
هذا الاتفاق تسيطر اليوم على الضفة الغربية، وتنشر الكراهية ضد اسرائيل من خلال
المنظومات التعليمية والدراسية ووسائل الإعلام التي تديرها، وتشرف عليها".
وأوضح عنبار رئيس معهد القدس للأبحاث
الاستراتيجية أن "حماس المنظمة الإسلامية التي تهدف للقضاء على إسرائيل تسيطر
على غزة، وتواصل الكفاح المسلح ضد إسرائيل، حتى أن الفرص التي تنتظر خطة السلام
الأمريكية للرئيس دونالد ترمب لإنجاز سلام في المنطقة تقترب من الصفر، لأن الفجوات
في المواقف واسعة، وتزداد اتساعا، خاصة في مسألتي اللاجئين والقدس، مما يصعب
المهمة بجسر هذه الهوة بين الجانبين".
وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية التي
نشأت عقب اتفاق أوسلو تواجه صعوبات في التحول إلى دولة مستقلة، ومنيت محاولتها في
هذا السياق بالفشل الذريع، ولم تنجح في فرض سلطتها على استخدام القوة وحدها، كسلطة
وحيدة في الأراضي الفلسطينية، ولذلك فقدت سيطرتها على قطاع غزة، وهناك صعوبات جدية
في قدرتها على البقاء والاستمرار دون مساعدات دولية بمليارات الدولارات".
وأكد عنبار، المؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات
للأبحاث الاستراتيجية التابع لجامعة بار-إيلان، أن "الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي يخوضان هذا الصراع الديني الاثني، وما زال لديهما المزيد من الطاقة
لدخول مرحلة جديدة من هذا الصراع حول القضايا المهمة لهما معا".
وقال إنه "بعد 25 عاما من اتفاق أوسلو
بقيت الحركتان الفلسطينيتان فتح وحماس تسيطران على المناطق الفلسطينية، وتشنان
حربا ضد إسرائيل، كل بطريقته الخاصة، رغم أن الهجمات الفلسطينية تم استيعابها
ووقفها بصورة عامة، واستطاعت إسرائيل التغلب عليها وعلى أضرارها، يمكن تجاوزها
وتعويضها".
ولفت عنبار إلى أن "قدرة الفلسطينيين على
جباية أثمان سياسية باهظة من إسرائيل أصبحت أكثر محدودية، خاصة وأن إسرائيل تحظى
بدعم سياسي ودبلوماسي أمريكي لا محدود، وهنا يمكن تجاهل توجهات الفلسطينيين نحو
المؤسسات الدولية، لأنها أصبحت أقل تأثيرا".
وأضاف أن "اعتماد الفلسطينيين المتزايد
على حركة المقاطعة العالمية بي دي اس لا يعني أن أضرارها كبيرة على إسرائيل، لأنها
لم تعد تشكل تهديدا جديا على إسرائيل خاصة على المدى البعيد".
وأوضح أن "معظم دول العالم تدير علاقاتها
السياسية مع إسرائيل مع تراجع اهتمامها في الموضوع الفلسطيني، حتى أن هناك اعترافا
تدريجيا على مستوى العالم بمسؤولية الفلسطينيين عن عدم مقدرتهم على إقامة دولتهم
المستقلة".
وزعم أن "هناك تجاهلا تدريجيا دوليا
للقضية الفلسطينية، حتى من الدول العربية، والأزمات الكبيرة التي تعصف بالشرق
الأوسط وفي مناطق أخرى تستقطب السياسة الدولية، وتنشغل بها عواصم العالم أكثر من
الملف الفلسطيني، وجاءت قرارات ترمب الأخيرة للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،
وتقليص المساعدات المقدمة للأونروا والسلطة الفلسطينية كي تشير لتراجع وضعية
القضية الفلسطينية لدى أجندة صانع القرار الدولي".
وختم بالقول إنه "بعد مرور ربع قرن على
توقيع اتفاق أوسلو فقد نجحت إسرائيل بتطوير علاقاتها الإقليمية والدولية، وربما
أسهمت الأزمات الناشبة في الشرق الأوسط والسلوك الإيراني ضد بعض الدول العربية
بإعطاء مصداقية للموقف الإسرائيلي بعدم تقديم تنازلات للفلسطينيين بعدم الإضرار
بأمن الدولة".
وأوضح أنه "رغم أن اتفاق أوسلو أخفق في
حفظ الأمن الإسرائيلي، لكنه أعفاها من تحمل أعباء شؤون الفلسطينيين، ولم تعد
مسؤولة عنهم، صحيح أن الاحتلال انتهى عمليا، لكن التواجد العسكري الإسرائيلي في
الضفة الغربية مهمته توفير الأمن الإسرائيليين، دون انشغال بشؤون حياتهم
اليومية".