هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن المرشح الرئاسي المصري الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، دعمه وتأييده الكامل للمبادرة التي أطلقها، أمس الأحد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير معصوم مرزوق، والتي تهدف للخروج من الأزمة المصرية متضمنة 9 بنود محددة.
وحيّا "الأشعل" في تصريح خاص لـ"عربي21"؛ "مرزوق" على ما وصفها بشجاعته "الوطنية والسياسية التي يفتقدها الكثيرون، خاصة أنه كان يعلم أنه سيتلقى الكثير من السهام التي تحاول النيل منه بطرق مختلفة لمحاولة ترهيبه وإيقافه".
وقال: "أنا أدعم وأرحب بهذه المبادرة أو أي مبادرة أخرى من شأنها أن تخفف القبضة الحديدية للنظام الحاكم على مصر والمصريين أو أن تعيده إلى جادة الصواب، فإما أن يُغيّر أو يتغير قبل فوات الأوان".
وأكد أن "مصر وصلت إلى درجة خطيرة من الانسداد المصيري بشكل لم يسبق له أي مثيل في كل التاريخ المصري، ولذا فلابد من البحث الفوري عن مخرج من أخطر أزمة تهدد الدولة المصرية"، داعيا جميع الرموز الوطنية والسياسية من مختلف الأطياف إلى التفاعل والتجاوب مع مبادرة "مرزوق".
وانتقد نظام الحكم القائم، قائلا: "لقد أصبح لدينا حكم شمولي بشكل كامل، فلا نسمع أي اعتراض من داخل المؤسسات ولا نرى شيئا يوقف النظام عن المضي قدما في طريق سيسبب ضررا وخطرا فادحا على مصر، ولذلك لابد أن يكون هناك من بداخل الشعب والنخب الوطنية من يقف للنظام ويقول له بوضوح توقف عن سياساتك وممارستك غير المقبولة".
ودعا "الأشعل" كل المصريين وجميع القوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى النظر بعين الاعتبار إلى مبادرة "مرزوق"، وأخذها على محمل الجد والنقاش والتفكير، مطالبا النظام بـ "ألا يصم أذنيه عن كل رؤية أو تصور يهدف لإنقاذ مصر، وألا يتهكم على كل من يسعى ويتحرك في هذا الصدد".
وأردف: "إذا كان النظام يدعي أنه يسير في الطريق الصحيح فليتكلم ويتحاور معنا ويقنعنا بصحة مساره. ولو كنا إزاء احتلال إنجليزي لمصر لتمكنا من سحق الإنجليز، فمن غير المقبول أن يكون حاكم مصر قاهرا لكل المصريين إلى هذه الدرجة، ولا معنى أبدا لمكابرة النظام، خاصة أننا نتحرج أن نصفه بأنه احتلال وطني".
ووجه رسالة إلى السيسي قائلا: "أرجو أن تتدبر هذه المبادرة والنداءات المختلفة التي صدرت منذ عام 2013 وحتى الآن، ومعظم هذه المبادرات لا تشكك في شرعية ونية النظام، ولكنها تعبر عن الفزع والقلق من النتائج المخيفة التي نلمسها على الأرض سواء في السياسات الخارجية أو الداخلية".
وأكمل: "لا يليق بك (السيسي) وأنت تقول إنك تتحدث باسم القوات المسلحة وفي نفس الوقت تتجاهل وتضرب عرض الحائط بكل هذه النداءات المتكررة؛ فقد كان جمال عبدالناصر له شعبية طاغية لكنه مات أسفا لأن أحدا لم يجرؤ على مراجعته أو نقده. وها نحن الآن نراجعك ونلزمك بالحجة أمام الله والتاريخ".
وقال: "أخشى أن يكون النظام دون أن يدري قد وضع نفسه الآن ضد مصلحة الوطن، ولا أحد يحتمل أمام التاريخ أن يكون نظامه خصما من مصلحة الوطن وتقدمه"، لافتا إلى أن "مصر حاليا أصبحت مهددة بأحد السيناريوهات: إما بانفجار فوضوي أو ثورة أو احتجاج، وهو ما قد يؤدي لعواقب وخيمة، خاصة أن النظام يواجه ثارات من بعض الفرق ومظالم كثيرة".
وشدّد "الأشعل" على ضرورة "اتحاد كل القوى السياسية حتى لا تصبح أصوات متفرقة يمكن للنظام القضاء عليها بسهولة؛ فلو اتحد الجميع على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم لن يصبح بمقدور النظام القضاء عليهم أو النيل منهم".
وبشأن مصيره مبادرته الشخصية التي انفردت "عربي21" بنشرها في 23 تموز/ يوليو الماضي، قال "الأشعل": "لا تزال سارية حتى الآن وأبذل قصارى جهدي لتفعليها على أرض الواقع، والاتصالات مع الآخرين لا تزال مستمرة بشأنها".
ولفت إلى أن مبادرته "لا تتناقض مع مبادرة السفير معصوم مرزوق، بل تتكامل معها بعكس ما قد يعتقد البعض"، مضيفا: "أمام السيسي الآن خياران: إما الحوار معه وفقا لمبادرتي أو التخلي عن السلطة وفقا لمبادرة مرزوق، وهو صاحب القرار".
اقرأ أيضا: الأشعل يطرح مبادرة جديدة لحل أزمة مصر.. هذه تفاصيلها
وأوضح أن كل المبادرات التي طُرحت تتفق على أن "مصر في أزمة كبيرة وطاحنة، وأن من يقول غير ذلك هم المستفيدون أو الجهلة أو أعداء الدولة والنظام، وأن هناك قلقا متزايدا للطريقة التي تُدار بها البلاد، وليس هذا تقييما نظريا لسياسيات النظام، بل إن نتائج هذه السياسات في الواقع تشهد بذلك ونراها اليوم أمام أعيننا".