اقتصاد عربي

الأمطار تكبد فلاحي مصر خسائر كبيرة.. هل تعوضهم الحكومة؟

من حق الفلاحين دستوريا أن يحصلوا على تعويضات تتناسب مع حجم الكوارث الطبيعية التي يتعرضون لها- أ ف ب
من حق الفلاحين دستوريا أن يحصلوا على تعويضات تتناسب مع حجم الكوارث الطبيعية التي يتعرضون لها- أ ف ب

تسببت الأمطار وسوء الأحوال الجوية التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية في تكبد العديد من المواطنين خسائر وأضرارا مادية كبيرة.

 

وقال شهود عيان لـ "عربي21"، إن الفلاحين كانوا أكثر المتضررين من سوء الأحوال الجوية، نتيجة لتضرر المحاصيل الزراعية التي أوشكت على الحصاد، أو المحاصيل التي تم حصادها ولم يتم بعد نقلها إلى المخازن. 


واشتكى شهود عيان من الفلاحين، تجاهل الحكومة المصرية للأضرار التي لحقت بهم وأصابت محاصيلهم الزراعية بسبب الأمطار وسوء الأحوال الجوية.

 

اقرأ أيضا: بالأرقام.. تعرف على أوضاع الفلاحين في مصر (إنفوغرافيك)

وتعرضت مصر وعدد من البلدان العربية لخسائر فادحة بسبب سوء وتقلبات الأحوال الجوية، خلال الأسبوع الجاري، ما أدى إلى سقوط ضحايا بشرية وخسائر مادية كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي وصلت إلى حد السيول أحيانا مصحوبة بعواصف رعدية وترابية.

 

وأعلن رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، أنه "تم تشكيل لجنة لدراسة تداعيات سوء الأحوال الجوية، ومحاسبة المقصرين في التعامل مع هذه التداعيات". 


وقال إسماعيل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "أ ش أ"، إن "الأمطار كانت غزيرة، وفي فترة زمنية محدودة، ونحن نعتذر للمواطنين على معاناتهم من الآثار المترتبة عن سوء الأحوال الجوية، وخاصة من كانوا في بعض الطرق".


وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقاطع فيديو أظهرت تضرر المواطنين من عرقلة حركة السير لساعات طويلة، إثر غرق طرق رئيسية وحيوية، خصوصا في أحياء شرق القاهرة التي تقطنها شخصيات عامة.

 

اقرأ أيضا: منظومة السيسي للطرق تغرق في "شبر ميه".. ما الأسباب؟‎

خسائر كبيرة


وفي جنوب مصر (الصعيد)، أكد نقيب الفلاحين بمحافظة قنا، أحمد أبو الوفا، أن معظم المزارعين بمختلف قرى ومراكز المحافظة توقفوا عن حصاد محصول القمح بسبب سوء الأحوال الجوية والرياح الشديدة التي ضربت المحافظة.


وقال في تصريحات صحفية، إن الرياح تسببت في تطاير بعض من المحصول الذي تم حصده بالفعل مما اضطر المزارعين إلى تخزينه داخل جوالات للكميات التي تم الانتهاء من حصادها واستخراج الحبوب منها.


وأكد مدير عام النقابة العامة للفلاحين، محمد عسل، إن أغلب المحاصيل التي تم جمعها تجهيزا لتعبئتها وتخزينها أصيبت بتلف كبير نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى تحميل الفلاحين أعباء ومصروفات إضافية.


وطالب مدير عام النقابة العامة للفلاحين خلال مداخلة هاتفية على فضائية "الحدث اليوم"، مساء الجمعة، بإنشاء صندوق خاص للكوارث الطبيعية لتعويض الفلاحين عما يتعرضون له من أضرار نتيجة الكوارث الطبيعية، مضيفا: "مصر دولة غير مجهزة للأمطار والسيول، والفلاح المصري عانى كثيرا".


وأكد عسل أن هناك فلاحين كثيرين تضرروا بمحافظة الشرقية، فيما يتعلق بحصاد القمح والبصل، وبعض مناطق الجيزة وأطراف محافظة البحيرة، لافتا إلى أنهم نبهوا المسؤولين والوزارات المعنية منذ عامين دون جدوى.

 

اقرأ أيضا: مصر تواجه أزمة سد النهضة بمنع زراعة الأرز والقصب وحبس الفلاح

تجاهل حكومي


وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي، عبد التواب بركات، إن زراعات القمح والزراعات الشتوية تعرضت لخسائر نتجت عن الرياح والأمطار الغزيرة والسيول في عدد من محافظات الجمهورية.


وأوضح في تصريحات لـ "عربي21" أن "الحكومة المصرية لم تتحرك حتى الآن لتعويض أصحاب هذه الزراعات رغم فداحة الكارثة، ما يذكر بكارثة السيول في نوفمبر 2015، ولم يتم تعويض المزارعين بالتعويض المناسب".


وأضاف: "من حق الفلاحين أن يحصلوا على تعويضات تتناسب مع حجم الكوارث، وهذا حقا دستوريا لهم وليس منة من الحكومة أو منحة".


واستطرد: "المادة 29 من الدستور تنص على أن الزراعة مقوم أساسي للاقتصاد الوطني. وتلتزم الدولة بحماية الرقعة الزراعية وزيادتها، وتجريم الاعتداء عليها، كما تلتزم بتنمية الريف ورفع مستوي معيشة سكانه وحمايتهم من المخاطر البيئية، وتعمل على تنمية الإنتاج الزراعي والحيواني، وتشجيع الصناعات".


وتمنى بركات أن "تتحرك الحكومة المصرية لتعويض المزارعين المنكوبين حتى يستطيعوا الاستمرار في إنتاج قوت الشعب المصري بكرامة".

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل