صحافة دولية

بعد وقف واشنطن دعم "قسد".. هل تدعمها الرياض وأبو ظبي؟

بيان للبيت الأبيض لم يرد بشكل واضح أن الرئيس الأمريكي، قد وعد نظيره التركي خلال الأسبوع الماضي بوقف الدعم الموجه للأكراد السوريين- جيتي
بيان للبيت الأبيض لم يرد بشكل واضح أن الرئيس الأمريكي، قد وعد نظيره التركي خلال الأسبوع الماضي بوقف الدعم الموجه للأكراد السوريين- جيتي

 
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الحقيقة وراء تصريحات ترامب بوقف إمدادات الأسلحة لصالح وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

 

والجدير بالذكر أن كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات، لن تترددا في دعم الأكراد في شمال سوريا.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا تأمل في أن تفي الولايات المتحدة الأمريكية بوعودها والتزاماتها، فيما يتعلق بوقف تسليح القوات الكردية السورية، وذلك وفقا لما صرح به وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو.

 

وقد أكد تشاويش أوغلو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد عزم واشنطن على التقيد بوعودها في هذا الصدد، وذلك في إطار مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 
ومن المثير للاهتمام أن بعض المراقبين قد أبدوا شكوكهم إزاء حقيقة التأويلات التي صرح بها القادة في أنقرة نظرا لأنها بعيدة كل البعد عما يحدث على أرض الواقع. فضلا عن ذلك، شدد المراقبون على وجود أطراف أخرى مستعدة لتمويل وتسليح الأكراد عوضا عن الولايات المتحدة.
 
ونقلت الصحيفة على لسان مولود تشاويش أوغلو أن "ترامب وجه تعليمات واضحة لمختلف الجنرالات بوقف تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة". في السياق ذاته، أشار الوزير التركي إلى أن بلاده تشعر بنوع من الارتياح إزاء قرارات واشنطن، إلا أنها تنتظر في الوقت عينه أن تتخذ الإدارة الأمريكية إجراءات عملية في الغرض.
 
وأفادت الصحيفة أنه، وفي بيان للبيت الأبيض لم يرد بشكل واضح أن الرئيس الأمريكي، قد وعد نظيره التركي خلال الأسبوع الماضي بوقف الدعم الموجه للأكراد السوريين.

 

في المقابل، أحال البيان الصادر عن الإدارة الأمريكية إلى أنه "ووفقا لمقتضيات سياستنا، أبلغ الرئيس ترامب الرئيس أردوغان بالتعديلات المزمع إحداثها فيما يتعلق بالدعم العسكري الموجه إلى شركائنا في سوريا".

 

 اقرا أيضا : رئيس مجلس "قسد" : على جيش النظام الانضمام لنا


وذكرت الصحيفة أنه وخلال مؤتمر صحفي دوري، تطرقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إلى طبيعة العلاقات الأمريكية التركية.

 

وفي هذا الصدد، أوردت نويرت، قائلة: "لقد وقع اتهامنا مؤخرا بالتحريض على عملية الانقلاب التي جدت في البلاد. في الواقع، يعد هذا الأمر سخيفا للغاية. ولقد لاحظنا بالفعل خلال هذه السنة أن علاقتنا مع تركيا أو غيرها من البلدان تتسم بالتذبذب. في الواقع، تعد تركيا عضوا بارزا في منظمة حلف شمال الأطلسي وحليفا هاما بالنسبة للولايات المتحدة".

 
وأوردت الصحيفة، أنه حتى في حال التزمت واشنطن بوقف تسليح الميليشيات الكردية، فذلك لا يعني بالضرورة تجاوز جميع الخلافات بين البلدين التي تولدت عن الصدام الحاصل بينهما في بعض المسائل.

 

ومن بين أبرز مصادر التوتر في العلاقات بين البلدين، القضايا التي رفعت في الولايات المتحدة الأمريكية ضد عدد من رجال الأعمال، والسياسيين السابقين الأتراك الذين يرتبطون بشكل مباشر بأردوغان.
 
وبينت الصحيفة أنه في السنة الماضية قامت الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون بإلقاء القبض على رجل الأعمال التركي من أصول إيرانية، رضا زراب، الذي يشتبه في قيامه بوضع خطط مالية لإيران مكنتها من التحايل وتلافي العقوبات الأمريكية.

 

وقد وقع توجيه أصابع الاتهام في هذه القضية إلى وزير الاقتصاد التركي السابق، محمد ظافر شاغليان، والمدير السابق لبنك خلق، سليمان أصلان، فضلا عن نائب المدير التنفيذي لبنك خلق محمد هاكان آتيلا.
 
وأوردت الصحيفة وجهة نظر مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف، الذي أفاد، تعليقا على نوايا ترامب، أنه "ينبغي أن ندرك أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى مجرد مكالمة هاتفية، ومن الصعب الجزم بماهية السياق الذي ورد خلاله ذكر الأكراد، وإلى أي مدى يمكن أن تتوافق هذه الوعود مع التحديات المستقبلية".

 

اقرا أيضا : ما دوافع واشنطن لإعلان قطع الدعم عن "الوحدات" بسوريا؟


وأضاف المحلل الروسي أن "الحرب ضد التنظيم أوشكت على النهاية، وبالتالي لا جدوى من تزويد القوات الكردية، التي قد أنهت مهمتها بالفعل ولا تزال تمتلك بعض الأسلحة التي قد تسمح لها بتحقيق أهدافها، بالمزيد من الإمدادات العسكرية.

 

عموما، لا يمكن الجزم بأن تصريحات ترامب تفيد بأنه يعتزم فعلا وقف الدعم الموجه للأكراد، نظرا لأن البنتاغون وعد في وقت سابق بالحفاظ على وجوده العسكري داخل كردستان السورية".
 
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الأدلة تثبت تورط المملكة العربية السعودية والإمارات في دعم المشروع الكردي في شمال سوريا. ففي الواقع، زودت دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق، كردستان السورية بجملة من الأسلحة في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة.

 

اقرا أيضا : ضمانات أمريكية جديدة لأنقرة بشأن الفصائل الكردية..ما هي؟

 

وفي هذا الصدد، أورد كيريل سيمينوف، أنه "بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة، قد تتكفل أطراف أخرى بدعم الأكراد عسكريا خارج إطار التحالف. ومما لا شك فيه، سيؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على علاقات هذه الجهات بتركيا".
 
وفي الختام، أقرت الصحيفة بأنه وفي وقت سابق، أدى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج زيارة إلى الرقة. ومن جهتها، أيدت الإمارات علنا استقلال كردستان العراق، في حين يمكنها مواصلة السير على النهج ذاته من خلال دعم القوات الكردية في سوريا، وذلك حسب ما أكده الخبير الروسي سيمينوف.
 

0
التعليقات (0)

خبر عاجل