سياسة عربية

حزب "سامي عنان" يحقق مع أحد قياديه بعد مقابلته لـ"عربي21"

رجب هلال حميدة تعرض لهجوم كبير في وسائل الإعلام المحسوبة على نظام السيسي - أرشيفية
رجب هلال حميدة تعرض لهجوم كبير في وسائل الإعلام المحسوبة على نظام السيسي - أرشيفية

بعد أيام قليلة من إجراء "عربي21" مقابلة مع رجب هلال حميدة، أمين عام السياسات بحزب "مصر العروبة"، الذي أسسه ويتزعمه رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية سابقا، سامي عنان، قام الحزب بإحالة "حميدة" للتحقيق معه.

وقال الأمين العام والمتحدث الرسمي لحزب "مصر العروبة"، سامي بلح، في بيان داخلي له، حصل "عربي21" على نسخة منه، إنه تقرر "إحالة السيد رجب هلال حميدة أمين السياسات بحزب مصر العروبة الديمقراطي للتحقيق، وذلك لإدلائه بأحاديث إعلامية وصحفية باسم الحزب دون الحصول على إذن بذلك من الأمانة العامة للحزب، مخالفا بذلك لائحة الحزب الداخلية".

من جهته، استنكر رجب هلال حميدة، أمين السياسات بحزب مصر العروبة الديمقراطي، قرار إحالته للتحقيق على خلفية تصريحاته المنشورة مؤخرا بـ"عربي21"، قائلا: "لن أخضع لأي تحقيق مع أي كائن من كان، لأنني لست مدانا في شيء على الإطلاق، ولن أجلس مع أحد سوى الفريق سامي عنان أو نجله رئيس الحزب الدكتور سمير سامي عنان، خاصة أننا في حزب سياسي يعمل في العلن وليس لديه ما يخفيه".

وقال: "أود التأكيد أن مقابلتي المنشورة بموقع "عربي21"، والتي أثارت جدلا سياسيا وإعلاميا واسعا خلال الأيام الماضية، كانت بصفتي الشخصية وليست الحزبية، ولا تمثل الحزب رسميا من قريب أو بعيد"، مؤكدا أنه لم يصله أي إخطار رسمي بالمثول للتحقيق داخل الحزب حتى الآن.

 

اقرأ أيضا: عنان يعلن موقفه من انتخابات رئاسة مصر في فبراير (مقابلة)

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "الجملة التي أغضبت الكثيرين، وهي (الإخوان أشرف من أنجبت مصر) كانت في حقيقتها أن الإخوان المسلمين كفصيل مصري يبرز منه بعض قياداته وأفراده من شرفاء مصر الذين يرفضون العنف والإرهاب وكافة الأعمال المُجرمة، ويودون الخير لبلدهم مصر، ولم يشاركوا في أية أعمال ضد الأمن القومي المصري".

وتابع: "طالبت بالتواصل مع قادة الإخوان العقلاء، والذين من بينهم الدكتور حلمي الجزار، لإحداث المصالحة المجتمعية التي حتما ستعود بالنفع والاستقرار على مصر. هذا ما قلته وفُهم بطريقة خاطئة وربما أغضبت بعض قيادات الحزب واتخذوها ذريعة للمطالبة بالتحقيق معي، وعليهم جميعا أن يعلموا أن هذه قناعاتي الشخصية"، لافتا إلى أنه "طالب قيادات الإخوان بالإعلان صراحة ودون مواربة بأنهم ضد العنف والإرهاب".

واستطرد "حميدة" قائلا: "على أي أساس يطلب الأمين العام للحزب التحقيق معي؟ وبأي صفة يمارس هذا الحق؟ فهو وغيره ليسوا رُقباء على أفكاري وتوجهاتي طالما أنها تعبر عن شخصي ولا أتحدث بها عن الحزب الذي أنتمي إليه".

ونفى "حميدة" ما ردده البعض حول إبعاده من الحزب نهائيا، مؤكدا أن "الموقع الذي يشغله (أمين السياسات) هو أقوى موقع تنظيمي داخل الحزب، ومن أهم مهام هذا المنصب - وفقا للائحة الحزب- الترويج لأفكار وسياسات ومواقف الحزب والدفاع عنه في المحافل السياسية والإعلامية، بينما تنحصر مهام المتحدث الرسمي لأي حزب أو مؤسسة في إعلان البيانات والقرارات الصادرة عن الحزب أو المؤسسة"، مشيرا إلى محاولات حثيثية لإحداث وقعية بينه وبين "سامي عنان".

وأضاف: "إحالتي للتحقيق أمر جانبه الصواب وربما تم اتخاذه بطريقة متسرعة، خاصة أن بعض القيادات داخل الحزب لم تمارس العمل السياسي سابقا، وفي كل الأحوال هذا أمر غير مقبول جملة وتفصيلا، وأنا في انتظار الإخطار الرسمي، ولدينا لائحة تنظيم مثل هذه الإجراءات، إلا أنهم لو استمروا طويلا في التعامل بهذه الطريقة يقينا سيندمون كثيرا".

وتابع: "هم يطالبون الأنظمة الحاكمة بالديمقراطية والشفافية وحرية التعبير والفكر والمعتقد، بينما هم لا يمارسوه بشكل حقيقي على أرض الواقع، وهو ما يثبت كذب تلك الشعارات التي يقولون إنهم يطالبون بها، فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه".

وفي الوقت الذي عبّر فيه عن تقديره واحترامه لـ"عنان" ونجله، قال: "لست مدينا بشيء لأي أحد أو موظفا لدى أحد، وإدارة الأمور بهذا الشكل المؤسف لا يقبلها أي إنسان حر"، مضيفا: "علاقتي بالفريق سامي عنان عميقة وكبيرة، إلا أنه في الممارسات السياسية يمكن أن نتفق أو نختلف، وهذا حقه بالطبع، لكن عليه أن يدرك أننا نعمل في حزب سياسي، ويجب اعتماد الحوار كآلية على الجميع الاحتكام لها".

وقال "حميدة" إنه تعرض لضغوط وصفها بالكبيرة خلال الانتخابات البرلمانية السابقة، وعُرضت عليه صفقة تقضي بابتعاده عن "عنان" وحزبه مقابل دخوله البرلمان، إلا أنه أكد أنه رفض ما وصفها بخيانة عنان، لقربه الشديد منه، مؤكدا أنه على تواصل دائم مع "عنان".

وكان "حميدة" قد تعرض لهجوم كبير في وسائل الإعلام المحسوبة على النظام، في أعقاب المقابلة التي أجراها مع "عربي21"، متهمين إياه بالتلون والنفاق والانتهازية السياسية، على حد قولهم.

وشن المذيع تامر عبد المنعم هجوما على "حميدة"، قائلا- على شاشة قناة العاصمة المؤيدة للنظام-: "تاريخك منيل، من الإخوان للحزب الوطني لأيمن نور ومؤيد للإرهابيين. العيب مش عليكم العيب على اللي بيطلعوا ومبيفضحكوش"، زاعما أن "عربي21" موقع إخواني 100%، بحسب زعمه.

 

التعليقات (3)
سمير التميمي_فلسطين
الجمعة، 27-10-2017 08:37 ص
المشكله ان كل من يعارض الانقلاب واذرعه واذنابه___وذبابه الالكتروني(مصطلح مقتبس من استاذنا الكبير وائل قنديل)هو اخوان...تحيه لعربي21(المش اخوان)وجميع العاملين بها رغم انف مطبلي الانقلاب
علي
الجمعة، 27-10-2017 07:04 ص
لوعمل مقابله بدون اذن مع جريده يهوديه التي تحارب الله ورسوله والاسلام كان بطل
مصري جدا
الجمعة، 27-10-2017 12:26 ص
مشكلة العمل الجماعي بصفة عامة لسانك ليس ملك لك وعقلك ليس ملك لك لا تقول الا ما يريد الكيان لا يوجد ما يسمى بالتعبير الشخصي لان شخصك قد ذاب في المجموع ، هذه هي طبيعة العمل الجماعي واحدي تحدياته ، لا تعرف الوصول فيها لحل ،،، ولن تصل فيها لحل فاذا كنت من اصحلب الكلام والرؤى فخير لك ان تعمل وحدك مع ما في العمل الفردي من عيوب لكنه في حق بعض الاشخاص قد يكون الحل ، اذكر انني كتبت منذ زمن في عهد مبارك مقال عن اعادة النظر في حزب للجماعة بمعنى ان يكون لها حزب ،، وقابلني احد القادة الكبار اعضاء مكتب الارشاد وقال يا اخ فلان لو سمحت اعرض علينا هذه الاشياء قبل نشرها قد له وبهدوء اعدك الا افعل فنظر الى بدهشة ولم يعلق ،، واذكر ان بعض الكرام قد تم التحقيق معهم او لومهم بسبب كتاباتهم واراءهم في مقدمتهم عصام العريان ومحمد البلتاجي ،، حفظ الله الاخوان وفك اسر الجميع