قضايا وآراء

داعش يزدهر في ميانمار!!

أواب المصري
1300x600
1300x600
في إطار التغطية الإعلامية لانتشال رفات العسكريين اللبنانيين الذين خطفهم تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات، كان  والد أحد العسكريين القتلى يتحدث عن رفض الصفقة التي تمّت لترحيل داعش وأنه.. توقف لحظات، بلع ريقه، غصّت دمعته في عينه، ثم قال بصوت متهدج إنه كان ينتظر اليوم الذي يمسك فيه بخناق "أبو مالك التلي" ويشرب من دمه وينتزع قلبه من صدره، انتقاما لمقتل ابنه.

لنتجاوز عن أن التلّي هو مسؤول جبهة النصرة ولا علاقة له بداعش، لكن المهم أن المراسل الصحفي الذي يحاور الوالد لم تصدر عنه أية ردة فعل مستنكرة ولا مستغربة، فالفاجعة التي ألمّت بالوالد تبيح له قول ما يشاء وفعل ما يشاء. فمن المعروف أن المكلوم لا يؤاخذ، والمظلوم المغلوب على أمره يمكن أن يُدفع للقيام بأعمال غير مقتنع بها، لكنها سبيله الوحيد لرفع الظلم عن نفسه وأهله، أو الانتقام لمن يحب.

يمكن قياس الأمر تبعا للمنطق والقانون، فهو مرفوض مستنكر، لكنه يبدو مفهوما إذا قورن بالظلم الذي يتعرض له المظلوم.

الأمين العام لحزب الله دأب في المراحل الأولى من تدخل حزبه في سوريا، على تقديم ذرائع لتبرير تدخل حزبه في الأزمة السورية. من ضمن هذه الذرائع مقطع مصور لمعارض سوري يتظاهر بأنه يأكل أحشاء أحد قتلى جنود النظام. قامت الدنيا ولم تقعد، وباتت مقولة آكلي الأحشاء لازمة رافقت الخطاب الإعلامي لحزب الله فترة من الزمن. وحاول الحزب إقناع اللبنانيين بأن الهدف من مشاركته في سوريا هو حمايتهم من آكلي لحوم البشر، علما بأن العارفين بالشأن السوري يؤكدون أن الشخص الذي ظهر في التسجيل المصور أمسك بأحشاء القتيل ولم يأكلها، والأهم هو أن زوجته وأبناءه الثلاثة قُتلوا قبلها بأيام في غارة جوية نفدها النظام السوري على منزله.

اليوم، تتعرض أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار لحملة إبادة غير مسبوقة، تفوّقت في دمويتها على إجرام الأنظمة العربية. مقاطع مصوّرة تقشعر لها الأبدان انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يعجز المشاهد عن متابعتها، لهول وبشاعة وإجرام ما تكشف عنه. تقطيع أجساد لأحياء، أشخاص يتم رميهم في النيران، ضرب بالعصي حتى الموت، دفن الأحياء تحت التراب.. من شاهد هذه المقاطع المصوّرة أمام خيارين: إما أن يطمس رأسه في الرمال ويتظاهر بأنه لم يشاهد ولم يسمع ويريح رأسه من وجع الدماغ، أو أن تتسلل هذه المشاهد إلى قلبه فتوغر في نفسه، ويستيقظ الشيطان الداعشي في عقله لإقناعه بأن الحملة على المسلمين لن تتوقف حتى التخلص منهم، وأن العالم لا يحرك ساكنا مستمتعا بما يحصل للمسلمين، وأن الظلم يملأ الأرض، وأنه لا مناص من مواجهة هذا الظلم إلا بظلم مثله، ومواجهة هذا الإجرام لا يمكن إلا بإجرام مقابل..

ولا يمضي وقت طويل قبل أن يتحوّل هذا الشخص إلى مرشح جاهز للانضمام إلى تنظيم داعش، ومستعد لتفجير نفسه بحافلة ركاب تحمل مدنيين في بلدة أوروبية هادئة، انتقاما لما يعانيه الروهينغا في ميانمار.

هذا ليس تبريرا لجرائم تنظيم داعش، ولا تخفيفا من دمويتها، بل للتأكيد على أن رفض ما يقوم به التنظيم ومواجهته لا يكون فقط بتنفيذ غارات جوية على مراكزه، ولا قتاله أو ملاحقة أفراده، بل بالقيام بـ"زووم آوت" ومشاهدة الصورة كاملة، وإدراك أن لداعش إخوة وأخوات يمارسون الإجرام والظلم نفسه، وأن الطريقة الأكثر فاعلية لمواجهة داعش وأخواته والحؤول دون تمددهم؛ يكون بوقف الظلم والإجرام ومحاسبة المجرمين على جرائمهم. وإلا فإن داعش وأخواته، ومن يستفيد من داعش ومن زرع الفكر الإرهابي في عقول الشباب، سيجد بسهولة بيئة خصبة ينمو فيها ويُزهر جرائم وتفجيرات وعمليات انتحارية.
التعليقات (1)
مسلم متأمل
الأربعاء، 13-09-2017 10:32 ص
واحد يحرق ابنك حيا وانت تدعوه لا استعمال العقل و طرق القتل الرحيم ما رأيك أن يقتلوا المسلمين بحقن سامة أقتراح لأهل الأنبطاح