صحافة دولية

الموندو: مساجد كتالونيا ترفض تدخلها بالسياسة وتواجه الضغوط

أكدت المفوضية الإسلامية رفضها الترويج لحملات سياسية في المساجد - الأناضول (أرشيفية)
أكدت المفوضية الإسلامية رفضها الترويج لحملات سياسية في المساجد - الأناضول (أرشيفية)
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن رفض المفوضية الإسلامية في إسبانيا استغلال المساجد في كتالونيا لأغراض سياسية، في ضوء الحملة للاستفتاء على استقلال الإقليم عن إسبانيا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المفوضية الإسلامية في إسبانيا طالبت مؤخرا بإلغاء أي تحركات أو تظاهرات في المساجد لدعم استقلال كتالونيا. وقد ألغي بالفعل مؤتمر لهذا الغرض في بلدية فيلانوفا إي لا جيلترو.

وبينت الصحيفة أنه خلال هذه الحملة، تم التعويل على تعاون المجتمع الإسلامي في كتالونيا من أجل "تأسيس دولة جديدة". وكان من المتوقع تنظيم فعاليات في أحد مساجد بلدة ريبول، التي كان ينشط فيها الإمام عبد الباقي الستاتي، زعيم الخلية التي نفذت هجمات برشلونة وكامبريلس الشهر الماضي. 

وأوردت الصحيفة أن المفوضية التي يرأسها رياج ططري، والتي تمثل المجتمعات الإسلامية أمام الإدارة الإسبانية، أصدرت أمرا داخليا ومررته إلى المساجد والمراكز الإسلامية؛ جاء فيه: "لا يمكن استخدام المساجد سوى لإقامة وتنظيم أحداث دينية". وبحسب المعلومات التي اطلعت عليها صحيفة "الموندو"، جاء في الأمر الداخلي ما نصه: "يجب أن تمارس السياسة خارج المساجد".

وذكرت الصحيفة أن المفوضية الإسلامية في إسبانيا رفضت وضع صناديق اقتراع داخل المساجد في كتالونيا خلال الاستفتاء "غير القانوني" المقرر إجراؤه مطلع الشهر القادم.

وكشفت المفوضية أنه "خلال الاستفتاء غير القانوني الذي نظم في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، تم تحويل مراكز العبادة إلى مراكز اقتراع سرية". 

ونقلت الصحيفة أن الحدث الذي دفع المفوضية إلى إصدار هذا القرار؛ هو دعوة قسم الهجرة التابع للجمعية الوطنية الكتالونية إلى عقد مؤتمر في أيار/ مايو الماضي. وكان من المقرر أن يحمل المؤتمر عنوان "كتالونيا، أرض المهاجرين". في المقابل، تم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر لافتات كتب عليها باللغة العربية: "كلنا سنكون مؤسسين للدولة الجديدة التي سنحظى فيها جميعا بنفس الفرص والحقوق والواجبات".

وقد تمت إحالة الإعلان لهذا الحدث الذي نظمته كل من الجمعية الوطنية الكتالونية والمجموعة الإسلامية "الفرقان" في بلدية فيلانوفا؛ إلى إدارة المفوضية الإسلامية في إسبانيا. وبمجرد تلقيها للشكوى، تحركت المفوضية فورا.

ونقلت الصحيفة أن رؤساء المفوضية الإسلامية في إسبانيا اتصلوا بمندوب المنظمة في كتالونيا ليطلبوا منه إلغاء الحدث بشكل إلزامي. وبحسب نفس المصادر التي تواصلت معها الصحيفة، أجرى اتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا على الفور؛ محادثات بشكل متواصل مع زعماء الجماعة الإسلامية "الفرقان"، في فيلانوفا إي لا جيلترو. وكان الهدف من هذه المحادثات هو إلغاء المؤتمر "بشكل عاجل وفوري".

وأضافت الصحيفة أن هذه الجماعة الإسلامية أُلزمت بإبلاغ أعضائها كتابيا بالقرار الذي تم اتخاذه، كما فُرض عليها أن توضح لهم أن "أهداف المسجد هي دينية لا غير، حيث أن هذه الجماعة لا تهدف إلى تحقيق أي أغراض سياسية".

ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا، محمد غيدوني، أن الجمعية الوطنية الكتالونية اتجهت للتنسيق مع مسجد فيلانوفا، دون أن تفصح في بادئ الأمر عن نواياها الحقيقية. وأشار المسؤول إلى أن "مقترح الجمعية الوطنية الكتالونية تمثل في الحديث عن جوانب متعلقة بالجالية المسلمة والهجرة، ولم تكن هناك أية إشارة إلى الحديث عن استقلال كتالونيا".

وفي الحديث عن احتمال تنظيم استفتاء داخل المساجد، أشار غيدوني إلى أنه "يأمل في أن لا تتكرر الأحداث التي شهدتها المساجد خلال أحداث التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014". وقال إنه "خلال ذلك الوقت قدم أعضاء مجالس إدارة العديد من المجتمعات التي تملك نزعة قومية، جملة من العروض إلى المراكز الدينية. وفي وقت لاحق، تقدموا بطلب لتتاح لهم مساحة في المساجد لتنظيم استطلاعات الرأي، دون التعرف حقا على حدود عمل المراكز الدينية".

ونقلت الصحيفة عن غيدوني قوله إنه "لا يمكن أن تشهد مراكز العبادة انتخابات حول استقلال كتالونيا، أو أخرى تتعلق بالاستفتاء حول دستور المغرب. ففي سنة 2011، اقترحت علينا مساجد أخرى للتنسيق معها فيما يتعلق بالاستفتاء حول الدستور المغربي. وفي ذلك الوقت، قمنا بإعلامهم بأنه لا يمكن أن تجرى انتخابات في أماكن العبادة. ومثل ما رفضنا طلب المغرب، سنرفض طلب كتالونيا". 

ونقلت الصحيفة عن رياج ططري قوله إن "مسجد فيلانوفا قبل مقترح الجمعية الوطنية الكتالونية عن حسن نية". لكن، بمجرد تحذير المركز الديني بالنوايا الحقيقية للجمعية الكتالونية المتمثلة في "تعزيز استقلال كتالونيا"، تم إلغاء المؤتمر".
0
التعليقات (0)