مقالات مختارة

قرارات "التوليع"!!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
لا أحد يعرف من هو هذا "العبقري" الذي يهمس في أذن الرئيس، وينصحه، ويحدد له متى يتخذ قراراته التي تستفز الرأي العام، وتثير غضبه وسخطه؟!

ولا ندري ما إذا كان سياسيا ذا خبرة "رجل دولة".. أم إنه مجرد شخص ما "على قد حاله"، يعمل في سكرتارية الرئاسة بالاتحادية، يثق به الرئيس، بغض النظر عن مؤهلاته، وما إذا كان سيضره أم سينفعه؟!

من يستطيع أن يفسر لنا، لماذا "نكّد" السيسي على المصريين، ليلة العيد، ويصدّق على قرار التنازل عن "تيران وصنافير" ، واستقطاعهما من التراب الوطني، وإهدائهما إلى دولة أخرى؟!

لماذا لم يؤجل القرار إلى ما بعد العيد؟! لو الرئيس استشار أي عاقل في البلد، كان سينصحه بتأجيل هذا "النكد"، إلى أن تنقضي فرحة الناس بعيد الفطر. ولكن اختيار هذا التوقيت، لن يترك لأي مراقب فرصة لتبريره لصالح السيسي؛ لأن الشعب شعر بالإهانة والإذلال، فهل قصد الرئيس ذلك؟!

الإجابة عن السؤال متروكة، لكل دارس وعارف بأنماط النظم السياسية، فالاستهانة بمشاعر الناس في العيد، لا يمكن أن تصدر من سلطات تستمد قوتها وشرعيتها من شعوبها، وإنما من منطق "أنا لا أفرض شيئا على أحد، أنا أضَع مسدسي على الطاولة، وأقترح!".

ويبدو لي أن الشخص الذي نصح بالتوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود ليلة العيد، هو "بعينه" الذي نصح بتحريك أسعار الوقود الصادم والمروع في ليلة الاحتفال بـ30 يونيو، التي جاءت بالسيسي سيدا للاتحادية! وبعد العيد مباشرة، أي في الوقت الذي يكون فيه غالبية المصريين، مرهقين ماليا، ويكابدون مشقة قاسية لاستكمال بقية الشهر دون مد اليد للآخرين!! وكأنها رسالة إذلال وقمع وإهانة أخرى، لا يمكن أن تخطئها عيون أي مراقب مبتدئ!

ماذا يريد بالضبط صانع مثل هذه المغامرات؛ التهدئة أم تثوير الطبقات التي تعيش في قلب هذا المصاب الجلل؟ منع الفوضى أم وضع البلد كله، في أتون الفوضى وحرائقها التي قد تكون أكبر من قدرة "المغامرين" على إخمادها؟!

من رابع المستحيلات، أن تجد سببا موضوعيا وعاقلا، يقنعنا أن هذه التوقيتات، تصدر عن عقل سياسي رسمي، مدرب ورصين ويحسب قراراته بميزان السياسيين الاحترافيين! إلا إذا كان قصد إهانة الشعب وإذلاله هو مناط هذا "الطيش" الذي نراه مندفعا بشكل مذهل، غير عابئ بالمآلات والنهايات.

المصريون المصرية
1
التعليقات (1)
ابو عبد الرحمن
السبت، 01-07-2017 05:53 ص
استاذ محمود هم لا يشغلهم هذا الشعب ومشاعره وظروفه بل يرونه عبئا عليهم كما ان اختيار ليلة العيد بالذات للتوقيع علي الاتفاقية حسبوه من جهة تلافي اي رد فعل شعبي لانشغال الناس بالعيد واختيار للةيلة 30 يونيو جاء لنفس السبب وهو انشغال الناس بذكري الانقلاب