صحافة دولية

تغريدات ترامب ضدّ قطر تهدد أكبر قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط

قاعدة العديد في قطر أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط- أرشيفية
قاعدة العديد في قطر أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط- أرشيفية
تناول تقرير لموقع شير بلو آثار تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي يفهم منها موافقته على الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد دولة قطر، ما "يهدد حياة أحد عشر ألف عسكري يعملون في القاعدة في قطر"، وفق التقرير الذي ترجمته "عربي21": 

دونما إنذار مسبق، يلجأ دونالد ترامب إلى "تويتر"، ليدلي بأول تصريح له حول التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، ويغدر بحليف أمريكي قديم.

تارة أخرى، يستقبل دونالد ترامب نهاره، وبشكل صاخب، بالإعلان عن سياسة جديدة تماما تجاه قطر من شأنها نتيجة لذلك أن تلحق الضرر بآلاف العناصر العسكرية الأمريكية. 

وكانت المملكة العربية السعودية، ومعها عدد من الدول العربية، بادرت بقطع العلاقات الدبلوماسية، واتخذت إجراءات عدوانية أخرى لعزل قطر؛ بسبب ما يدعون أنه مخاوف من أنها تمول منظمات إرهابية. 

وردا على ذلك، قال المقدم داميان بيكارت، الناطق باسم القيادة المركزية لسلاح الجو الأمريكي، مؤكدا على التزام الولايات المتحدة بالعلاقة مع قطر: "تعبر الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف (المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي تتزعمه الولايات المتحدة) عن امتنانهما للقطريين على دعمهم منذ وقت طويل لوجودنا، وعلى التزامهم المستمر بأمن المنطقة".

ومع ذلك، ذهب ترامب في اليوم التالي مباشرة، وفيما يعتبر تحولا بمئة وثمانين درجة يقول: 
"أثناء رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، قلت إنه لا يجوز أن يستمر تمويل الفكر المتطرف بعد الآن. فأشار القادة إلى قطر، وقالوا انظر!"

ثم غرد بعدها بقليل قائلا: 
"جيد أن أرى زيارتي إلى المملكة العربية السعودية ولقائي بالملك وزعماء خمسين دولة يؤتيان أكلهما. قالوا لي إنهم سيتبنون سياسة صارمة ضد التمويل..."

وفي تغريدة ثالثة، قال دونالد ترامب:

"....التطرف، وكل الإشارات كانت إلى قطر. لعل هذا يكون بداية نهاية الرعب الذي يسببه الإرهاب!"

معروف أن دولة قطر، والتي تقع في شبه جزيرة بجوار الساحل الشرقي للملكة العربية السعودية في الخليج العربي، تؤوي أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، والتي تنطلق منها العمليات العسكرية الأمريكية الموجهة ضد ما يسمى الدولة الإسلامية. يخدم في قاعدة العديد الجوية ويعيش فيها ما يقرب من أحد عشر ألف عسكري وموظف. وفي القاعدة ذاتها يوجد مقر القيادة المركزية الأمريكية الذي يخدم منطقة الشرق الأوسط بأسرها. 

في شهر نيسان/ أبريل، التقى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ويقال إنه "أكد على أهمية تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر"، وكذلك "أعاد التأكيد على قيمة الدعم القطري للتحالف في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وعلى دور البلد في الحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها".

وكان ترامب خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في شهر أيار/ مايو التقى كذلك بأمير قطر، وقال إنه سيتناقش معه في موضوع بيع هذه الدولة الصغيرة "الكثير من المعدات العسكرية الجميلة". 

ولكن، ها هو ترامب الآن يشيد بقرار المملكة العربية السعودية قطع العلاقات مع قطر

هذا مع أن ترامب كان من قبل قد وصف المملكة العربية السعودية بأنها "أكبر ممول للإرهاب في العالم"، وقال إن البلد "يوجه بترو دولاراتنا، أموالنا نحن، لتمويل الإرهابيين الذين يسعون إلى تدمير شعبنا، بينما يعتمد السعوديون علينا لنحميهم".

وأثناء حملته الانتخابية، اعتبر ترامب المملكة العربية السعودية القوة التي تقف وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، وقال: "من الذي فجر مركز التجارة الدولي؟ لم يكن العراقيون هم من فعل ذلك، بل السعوديون، ألقوا نظرة على المملكة العربية السعودية، افتحوا الوثائق".

أما الآن، فيبدو أن ترامب يتماهى تماما مع الموقف السعودي. الشيء الوحيد الذي يبدو أنه تغير منذ ذلك الوقت وحتى الآن -إضافة إلى إشباع القادة السعوديين لشعور ترامب الغرور عبر إشادتهم به واحتفالهم بحضوره إليهم- هو صفقة السلاح التي تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار، والتي أقرتها وزارة الخارجية الأمريكية بين المملكة وترامب أثناء زيارته. 

لكن، دع صفقة السلاح جانبا، ثمة خطر يمكن أن يتهدد حياة الأمريكيين. فمن خلال تصرفه الأرعن وغير المسؤول، يهدد ترامب حياة أحد عشر ألف عسكري يعملون في القاعدة في قطر. 

بالإضافة إلى ذلك، وبينما يزعم بأن إجراءاته إنما هي جزء من "بداية النهاية لإنهاء الرعب الذي يسببه الإرهاب"، فإن ترامب يقوض جهود الجيش الأمريكي لمكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تهديد وضع القاعدة العسكرية الأمريكية، والتي تنطلق منها الهجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. 

الكاتب: لياه ماكلراث
التعليقات (2)
ريان
الجمعة، 16-06-2017 01:10 م
موقعكم هذا موقع اخباري حاز على اعجابي اكثر من اعجابي بالجزيرة الفضائية
اللهم إنصر قطر على من عاداها
الأربعاء، 07-06-2017 02:38 ص
أتمنى تصحيح جملة " الخليج الفارسي" إلى الخليج العربي, و الشكر مقدماً