صحافة دولية

الغارديان: هل تسقط شهادة جيمس كومي الرئيس ترامب؟

الغارديان: تشكل شهادة كومي إحدى أكثر اللحظات درامية في التاريخ السياسي الأمريكي- أ ف ب
الغارديان: تشكل شهادة كومي إحدى أكثر اللحظات درامية في التاريخ السياسي الأمريكي- أ ف ب
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتب جوليان بورغر، حول الشهادة التي سيدلي بها المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، أمام لجنة متخصصة في مجلس الشيوخ يوم الخميس، حول الرئيس الذي أقاله من منصبه، حيث يتوقع الكاتب أن تشكل هذه الشهادة إحدى أكثر اللحظات درامية في التاريخ السياسي الأمريكي.

ويقول بورغر إن "الرهانات ستكون أعلى مما كانت عليه في أي شهادة أمام الكونغرس، وستتضمن الأسئلة التي ستوجه لكومي من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، عما إذا كان ترامب حاول ثنيه عن الاستمرار في التحقيق في الاتصالات غير المناسبة بين كبير المستشارين والمسؤولين الروس، وإن كان الرئيس دونالد ترامب حاول الحصول على وعد منه بالولاء الشخصي، وإن كانت إقالته بسبب عدم الامتثال".

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "ترامب نفى أن يكون هذا ما حصل، لكن إن خالفه كومي في شهادته، وكانت لديه الأدلة، فإن ذلك يعني إعاقة للعدالة من الرئيس، وقفزة كبيرة نحو توجيه تهمة له".   

ويقول بورغر: "حتى في فضيحة (تي بوت دوم) لإدارة وارين هاردينغز، في عشرينيات القرن الماضي، وفضيحة (ووترغيت) بعدها بنصف قرن، فإن الرئيس لم يتهم بمحاولة تهديد محقق".  

ويجد الكاتب أن "السياق –وهو احتمال التواطؤ مع الكرملين لحرف الانتخابات الرئاسية- هو قضية أخطر من قضية الرشوة، أو الأساليب السياسية القذرة المتعلقة بالفضيحتين المذكورتين في تاريخ أمريكا الحديث".

ويرى بورغر أنه "نتيجة لهذه الأسباب كلها، فإن ما سيقوله كومي يوم الخميس قد يساعد في القرار، إن كان ترامب سينجو ويبقى رئيسا للفترة الأولى، وهو ما يشك فيه منذ تعيين المستشار القانوني الخاص في 17 أيار/ مايو، للاستمرار في التحقيق في علاقات حملة ترامب مع الكرملين".

ويلفت الكاتب إلى أن "هناك توقعات بأن يسعى الرئيس لاستخدام امتياز تنفيذي لمنع كومي من الإدلاء بشهادته، لكن وبحسب ما نقلته (نيويورك تايمز) عن مسؤولين كبار في الإدارة، فإن الرئيس لن يستخدم هذا الامتياز، مع أن المتحدثة باسم ترامب كيليان كونوي، قالت إن ذلك الأمر يعود له ليقرر فيه".

ويقول بورغر: "لم يستخدم أي رئيس سابق الامتياز التنفيذي ضد أحد من المسؤولين السابقين المستعدين للحديث لمنعه من الإدلاء بشهادته، وأشار المحامي الرئيسي للأخلاقيات في البيت الأبيض تحت حكم جورج بوش الابن، ريتشارد بينتر، إلى أن طرد ترامب لكومي يتركه دون أداة ضغط لمنعه من الكلام، وقال: (لا أظن أن جيمس كومي سيعير اهتماما لما تقوله كيليان كونوي)".

ويفيد الكاتب بأنه "من ناحية نظرية، يمكن أن يلجأ ترامب لوزارة العدل للذهاب إلى المحكمة، والحصول على قرار ضد إدلاء كونوي بشهادته، وسيواجه محامو الحكومة مصاعب جمة في هذه الحالة، حيث حكمت المحاكم في قضية (ووترغيت) بمنع استخدام الامتياز التنفيذي لإخفاء تصرف غير قانوني من الإدارة، بالإضافة إلى أن ترامب أعلن عن فحوى أحاديثه مع كومي، حيث قال إن مدير مكتب التحقيقات قال له ثلاث مرات إنه (الرئيس) ليس موضوع التحقيق".

وتنقل الصحيفة عن المتحدث السابق باسم وزارة العدل، قوله إن اللجوء للقضاء لمنع كومي من الإدلاء بشهادته سيكون مغامرة سياسية كبيرة للبيت الأبيض؛ لضعف احتمال نجاحها في المحاكم، والثمن السياسي الباهظ للفشل.

وينوه بورغر إلى أن البيت الأبيض سعى لمنع الكونغرس من التحقيق في علاقات ترامب وروسيا من خلال طرق أخرى، فاتخذ الخطوة غير المسبوقة بالطلب من مؤسسات الحكومة كلها عدم الاستجابة لطلبات الإمداد بالمعلومات من الأعضاء الديمقراطيين، مستدركا بأن "ترامب لا يستطيع الاعتماد التام على ولاء الجمهوريين، خاصة رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بير، الذي يظهر استقلالا متزايدا عن البيت الأبيض، وأهم دليل على ذلك هو دعوة اللجنة لكومي ليدلي بشهادته في جلسة مفتوحة".  

ويقول الكاتب إن "ترامب لا يستطيع فعل الكثير لإعاقة عمل المستشار القانوني الخاص روبرت مولر، الذي كان مديرا سابقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ولدى مولر سلطات واسعة، وستكون إقالته أكثر صعوبة، حيث قالت تقارير يوم الجمعة بأن مهمته توسعت لتشمل جهود الضغط التي مارسها مستشار ترامب الأمني السابق مايكل فلين، عندما كان يقيم السياسة الأمريكية تجاه سوريا، بالإضافة إلى أن (اسوشيتد برس) ذكرت بأن مولر سيجري تحقيقا جنائيا في أنشطة مدير حملة ترامب السابق بول مانفورت، وقد يحقق أيضا في دور المدعي العام جيف سيشنز، ونائب المدعي العام رود روزنتاين في إقالة كومي".

ويكشف بورغر عن أن "مولر سيحقق فيما إذا كان هناك تعاون بين حملة ترامب والجهود الروسية للتأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2016، عن طريق قرصنة رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريبها، واستخدام وسائل الإعلام الروسية، مثل (آر تي) و(سبوتنيك)، ونشر الأخبار الكاذبة على الإعلام الاجتماعي".

ويبين الكاتب أن "الأدلة الظرفية على هذا التعاون تزيد مع ظهور المزيد حول اجتماعات بين ترامب ومستشاريه مع المسؤولين الروس، بالإضافة إلى وجود أدلة على أن معسكر الرئيس حاول التغطية على تلك الاتصالات، بالإضافة إلى أنه ظهر في تقرير إخباري لـ(ياهو) يوم الخميس أنه في الأيام الأولى من حكمه حاول أن يجعل من أولوياته رفع العقوبات عن روسيا، وتوقف الأمر فقط عندما أنذر عدد من مسؤولي الخارجية الكونغرس، الذي تحرك لسحب السيطرة على المقاطعة من الرئيس".  

ويقول بورغر: "قد يستمر تحقيق مولر لعدة أشهر بل لسنوات، والتهديد الأكبر لـ(وايت هاوس) ترامب يأتي من كومي، عندما يقسم يوم الخميس أمام مجلس الشيوخ، حيث سيضع تحت المجهر شخصية مثيرة جدا في الحياة العامة الأمريكية".

ويضيف الكاتب أن الديمقراطيين شجبوا ترامب عندما صرح قبل 11 يوما من الانتخابات، بأن هناك أدلة جديدة بخصوص استخدام هيلاري كلينتون لسيرفرات خاصة خلال فترة عملها وزيرة خارجية، واتهموه بقتل حملتها الانتخابية.

ويستدرك بورغر بأن الديمقراطيين أعادوا تقييمهم لكومي؛ بسبب تمسكه في التحقيق في علاقة حملة ترامب بروسيا.

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن من درس شخصية كومي يجد أنها شخصية معقدة، ومتأثرة بالعالم الديني رينهولد نيبور، الذي كان له أثر كبير على مارتن لوثر كينغ، لافتا إلى أن من بين كتب نيبور كتاب "الرجل الأخلاقي في المجتمع اللأخلاقي"، حول تقاطع الدين مع السياسة والأنشطة الاجتماعية.
التعليقات (0)