حول العالم

الجراد في الصين ليس للأكل فقط .. هناك أشياء أخرى

ثقافة تربية الجراد بدأت في فترة حكم سلالة "تانغ" (618- 907) وانتشرت في فترة حكم سلالة "جينغ" (1644-1911)- أ ف ب
ثقافة تربية الجراد بدأت في فترة حكم سلالة "تانغ" (618- 907) وانتشرت في فترة حكم سلالة "جينغ" (1644-1911)- أ ف ب
لا يصيبك العجب إذا سافرت إلى الصين ورأيت الناس هناك يأكلون كل شيء يدّب على الأرض، لأن بلادهم تمتاز بعادات وتقاليد تبعث على الإعجاب تارة والدهشة تارة أخرى، لما لها من طقوس خاصة بهذا الشعب العريق.

وفي منطقة شليخي في العاصمة بكين، يقع سوق تيانجياو الثقافي، الذي يمتد تاريخه لـ 600 عام، ويعتبر أحد أهم أسواق العاصمة التي تعكس حياة الصينيين. 

في هذا السوق، يمكن الرحيل إلى تلك الحقبة من خلال ما يوفره لزواره من مشاهد مثيرة لبعض الكائنات الحية الصغيرة والدقيقة، حيث يعرض البائعون على زبائنهم الحشرات والعصافير والأسماك والديدان، إلى جانب الحلي واللوحات الزيتية.

فعلاوة على تزيين موائد الصينيين بالجراد والحشرات والحيوانات الأليفة والزاحفة والمفترسة وغيرها، إلا أن هناك معتقدات وتقاليد يجهلها الكثيرون عن هذا الشعب.

ويعتقد الصينيون أن الجراد يجلب لهم الحظ، فضلاً، عن أنه تقليد ورثوه من أيام أباطرة البلاد (قبل نحو 1400 عام)، الذين كانوا يعدّون مناسبات خاصة لـ "مصارعة الجراد".

ومن أكثر الأشياء إثارة في السوق الذي يسمى "بكين القديمة"، هو جناح بيع الجراد، والحشرات المختلفة.

فالبرغم من أن الصينيين يشتهرون بأكل الحشرات والجراد؛ إلا أنهم يؤمنون أيضا بأن الجراد يجلب لهم الفأل الحسن.

اقرا أيضا : إقبال كبير على مطعم في طوكيو لتجربة صحن معكرونة بالحشرات

وقال البائع "منغ جينغلاي" إن بيع الحشرات يعد مهنة متأصلة وعريقة، مبينا أنه يعمل بائع جراد منذ 14 عاما.

 وأوضح "جينغلاي"، أن تربية الجراد كانت منتشرة في عصور الأسر الحاكمة (الأباطرة)، ولفت إلى أن الإمبراطور الصيني كان يتابع مصارعة الجراد، ويعتبرها مسابقات مسلية لسكان قصره.

وقال إن "تربية صرصار الليل في المنزل يأتي من معتقد أن صوته يحمينا من الشرور"، ويحفظ في متجره الجراد والحشرات ضمن أقفاص خشبية وبلاستيكية، وعبوات زجاجية.

وأضاف البائع، أن الشعب الصيني بدوره، يواصل إحياء هذا التقليد الموروث من أجدادهم، عبر إقامة "بطولات مصارعة الجراد" في سوق تيانجياو الثقافي.

ويتراوح سعر الجرادة الواحدة في السوق ما بين 10 يوانات (1.45 دولار) و120 يوانا صينيا (نحو 17 دولارا).

من جانبه قال "شيه بينغ" أحد زبائن السوق، لـ"الأناضول"، إنه مولع بصرصار الليل منذ أن كان عمره ستة أعوام.

وأكد "بينغ" البالغ من العمر 50 عاما أنه يربّي عددا كبيرا من الجراد في منزله، وأضاف: "آتي إلى هذا السوق في أوقات فراغي لأشاهد الجراد والحشرات الأخرى.. الاهتمام بالحشرات يبعث في نفسي الطمأنينة".

وأشار إلى أن الجرادة التي لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، تثير اهتمامه بشكل أكبر، وأردف، أنه يتابع مصارعة الجراد كل عام بشكل دوري.

وتقام مسابقات مصارعة الجراد  خلال أشهر الشتاء في المدن  الكبيرة مثل شنغهاي شرق البلاد وغوانغجوا جنوبا، إلى جانب العاصمة بكين، وتحظى باهتمام الملايين.

وتتم إثارة غضب الجراد باستخدام عود رفيع ومن ثم يبدأ القتال العنيف بين الجرادتين.

ويعرف الفائز من خلال انسحاب خصمه إلى ركن من أركان الحلبة التي يقيمها معدّو المسابقة.

ويشار إلى أن ثقافة تربية الجراد، بدأت في فترة حكم سلالة "تانغ" (618- 907)، وانتشرت في فترة حكم سلالة "جينغ" (1644-1911).
التعليقات (0)