كتاب عربي 21

مسرحية انتخابات 2018

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
المثل الشعبي المصري العبقري يقول "اللي ملوش كبير يشتري له كبير". وأنا من بعد ما انقلب العسكر على الرئيس المنتخب صرت "كبيرة نفسي". أذكر أنني بعد الانقلاب كتبت أنني "رئيسة جمهورية نفسي" حتى عودة الرئيس مرسي وأزعم أن الملايين في مصر يرى كل منهم أنه "رئيس جمهورية نفسه" حتى عودة الرئيس مرسي. 

وربما كانت هذه الرمزية التي اكتسبها الرئيس مرسي بصموده مع الوقت هي ما أغرى البعض لمحاولة التسابق لنيل تلك المكانة. 

بعضهم يحاول انتزاعها مدفوعاً بالطموح في المنصب والبعض الآخر ربما استهواه ما حصده الرئيس مرسي من احترام ورمزية. 

أياً ما كان الدافع، فهؤلاء البعض الآن يزينون للناس فكرة المشاركة فيما يسمى بانتخابات 2018. ويبدو أن اللعبة هذه المرة هي تسويق طبق الطعام الذي رفضته في 2013 عن طريق أطباق طعام أخرى لا تختلف في مذاقها الكريه. أو هو من قبيل إجراء قرعة بين أطباق كل منها كريه الرائحة. 

والحقيقة أنك لن تجسر على المشاركة في هكذا مهزلة لو فكرت جيدا. لا أحد يعرض الزواج على زوجة اختُطف زوجها ولا أي من أصحاب المروءة يمكنه حتى التفكير في أن يشهد على هكذا زواج. 

غير أن البعض استمرأ دور الممثل الراحل حسن البارودي في فيلم الزوجة الثانية حين لعب دور مدير أعمال الشرير الذي يمهد له شره ويخدر ضحيته متنكراً في قناع الورع الزائف. البعض يحاول الآن تقليد حسن البارودي مستعيراً أداءه الصوتي وهو يهمس بكلمات أقرب للفحيح مقترباً من أذن ضحيته قائلاً : امضي يا أبو العلا يا ابني ! 

ولن تعدم في هذا المشهد من يتصنع التعقل ليسألك وماذا فعلت لاستعادة الرئيس مرسي ؟ 

والهدف من كل هذا الفحيح الذي سيملأ أذنك هو أن تسقط حصون مقاومتك .. أن تستسلم بعد 4 سنوات من اللا فعل وبعد مبادرات وراء مبادرات تبث فيك المزيد من روح اليأس وتضعضع الصف الثابت من البداية لتفرقه إلى كتلة صغيرة متنافرة يتصارع كل منها مع الأخرى ثم يأتي طوق النجاة الوهمي .. الانتخابات. 

لتطأطئ أنت رأسك وتشارك وتبدأ خطوات التطبيع العملي مع الانقلاب. 

وربما تصور بعض من يرغبون في المشاركة في تلك المسرحية أن لديهم أملًا ما في الفوز بعد 4 سنوات من الفشل .. ربما. لكن النتيجة لن تخرج عن أحد احتمالين، إما أن تقرر الدول التي تقف خلف الانقلاب أنه حان الوقت لإنهائه (وهذا مرهون بتنفيذ مهامه في أجندة التخريب المكلف بها) أو أن تكون هذه الانتخابات تطبيعاً يحتاج إليه الانقلاب وتسعى الدول التي تقف خلفه لجر الشعب إليه. 

وسيبدو مشهد تلك المسرحية التي ينوون عرضها في 2018 كعدد من فاقدي المروءة يتقدمون لعروس جرى اختطافها وتغييب زوجها وكل منهم يعلم أن زوجها مختطف. ومن الوارد جداً أن يعلن مختطف العروس أن العروس رفضتهم جميعاً ووافقت عليه، ليزداد هؤلاء المشاركون صغاراً على صغار، فلا هم حصلوا على اللقب المنشود ولا سيكونون بعدها بقادرين على الحديث عن رفض الانقلاب، بل إن أعلام الانقلاب نفسه لن يخاطبهم بلقب (المرشح الرئاسي السابق) أي أنهم كما يقول المثل الشعبي المصري "لن يطولوا بلح الشام ولا عنب اليمن". بل وربما حصلوا على الترتيب الأخير بعد باطل ليتخذوا لهم مقعداً بجانب حمدين صباحي. 

والحقيقة أن المشاركة ليست فقط مقامرة خاسرة بالحسابات السياسية، بل إنها بالإضافة إلى ذلك عمل لا أخلاقي لا يملك العاقل إزاءه إلا أن يدير لها ظهره ويقاطعها.
2
التعليقات (2)
ابراهيم يونس
الأحد، 21-05-2017 06:43 ص
لماذا لا ندعوا الناس. للنزول لادلاء باصواتهم بعدم الموافقه لاسقاط الانقلاب
ابوهلال الجزائري
الأحد، 21-05-2017 01:54 ص
لا أحد يعرض الزواج على زوجة ..اختُطف زوجها ثم ..يتقدمون لعروس جرى اختطافها و...تغييب زوجها ثم ..زوجها مختطف ثم ..مختطف العروس انها فعلا ...شكشوكة الاختطاف .

خبر عاجل