كتاب عربي 21

العرب وانتخابات بريطانيا وضرورة الاصطفاف

محمد عايش
1300x600
1300x600
يتدفق ملايين الناخبين على صناديق الاقتراع في بريطانيا يوم الثامن من حزيران/ يونيو المقبل في واحدة من أهم المعارك الانتخابية التي تشهدها بريطانيا في تاريخها، ليس لأنها انتخابات مبكرة وإنما لأنها تأتي على وقع البدء بإجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي وتأتي أيضا في وقت تترنح فيه القوى السياسية والأحزاب بشكل غير مسبوق وتبدو فيه الساحة خاوية أمام حزب المحافظين الحاكم الذي بات واضحاً أنه يريد فقط التجديد لخمس سنوات أخرى.

يُشكل العرب والمسلمون جالية مهمة في بريطانيا، ووزنهم الانتخابي وأهمية أصواتهم هو سؤال يتكرر في كل انتخابات، والجواب عن هذا السؤال يتضح عند القول إن 11% من سكان لندن هم من المسلمين، وبلغة الأرقام يوجد في المملكة المتحدة نحو ثلاثة ملايين مسلم، أغلبهم مواطنون اندمجوا في هذه البلاد وأصبحوا من أبنائها، ولذلك فإنه لم يعد هناك أي شك في أن هذه الجالية باتت ذات وزن مهم ومؤثر في أي انتخابات، لكن هذا التأثير يضيع ويتبخر بسبب عدم وجود تكتل واصطفاف انتخابي ولا وجود تنسيق منظم بين أبناء هذه الجالية.

ثمة الكثير من الأدلة والمؤشرات على أهمية العرب والمسلمين وتأثيرهم في الحياة السياسية ببريطانيا، حيث في العام 2010 حصلت البارونة سعيدة حسين وارسي على مقعد في مجلس الوزراء وآخر في مجلس اللوردات، لتكون أول وزيرة مسلمة في تاريخ بريطانيا، فضلا عن عدد غير قليل من الأعضاء في مجلس العموم الذين تعود أصولهم إلى دول عربية وإسلامية، ومن بينهم النائب ناظم الزهاوي المولود في العراق.

الصوت العربي مهم في انتخابات بريطانيا، والتأثير لم يعد هامشيا ولا عابرا وإنما هو تأثير جوهري ومهم، وعليه فإنه يتوجب على أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا المسارعة فورا إلى التسجيل في الانتخابات قبل انتهاء المدة المحددة وهي يوم الـ22 من شهر أيار/مايو، كما يتوجب المشاركة بكثافة في الانتخابات كل في دائرته من أجل التأثير في النتائج النهائية لهذه الانتخابات.

المشاركة في الانتخابات ضرورة وواجب، لكنَّ الأهم من ذلك تحديد من هو الحزب الذي يجب أن يحصل على أصوات الجالية العربية والمسلمة، وفي تقديرنا أنه ينبغي الاصطفاف في هذه الانتخابات بشكل واضح خلف حزب العمال الذي يواجه زعيمه جيرمي كوربن حملة داخلية لإسقاطه، كما يواجه حملة تشويه خارج صفوف الحزب.

يستحق كوربن أن يحظى بدعم وتأييد الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا، فهو الذي كان في صدارة الصفوف الأولى لتحالف "أوقفوا الحرب" الذي ناهض احتلال العراق في العام 2003، وهو أحد أبرز مؤيدي الحق الفلسطيني ومناهضي الظلم الاسرائيلي، كما أنه يقف على النقيض تماماً من بعض الخطابات العنصرية المناهضة للعرب والمسلمين في البلاد، وكل هذا يجعل منه ومن حزبه الأحق بأصوات العرب والمسلمين.

بناء عليه، فإن الرابطة الإسلامية في بريطانيا، والمنتدى الفلسطيني، وغيرهما من الهيئات التي تمثل الجالية يخطئون عندما يمتنعون عن إعلان الدعم والتأييد لأي من الأحزاب أو أي من المرشحين ويتركون الأمر للناخبين، ذلك أن الناخب العادي المنهمك في انشغالات الحياة قد لا يستطيع التقدير بمفرده فيلجأ إلى عدم الانتخاب وعدم الاكتراث بالنتائج، كما أن عدم الانحياز لطرف في الانتخابات يعني ضعف التأثير في كل الأطراف بعد الانتخابات، لأنَّ عدم الانحياز يعني عدم وجود كتلة أصوات ذات وزن تُغري الأحزاب بأن تحسب لها حسابا.

على العرب والمسلمين إذن أن يحددوا موقفهم من الانتخابات، وينظموا أصواتهم، ويعلنوا تأييدهم لمن يعتقدون أنه الأفضل والأصلح للبلاد والعباد.
1
التعليقات (1)
shaheed
الجمعة، 19-05-2017 10:45 ص
مطلوب من العرب والمسلمين في بريطانيا أن يكونوا أكثر اندماجا في مجتمعهم ليصبحوا أكثر تأثيرا فيه.