كتاب عربي 21

الحراس الذين ناموا

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
في كتابه (سقوط الجولان) يعرض رائد المخابرات السورية السابق مصطفى خليل حقائق مروعة عن الطعنات التي تعرضت لها أمتنا الغافلة. الرجل يحكي كيف جرى تسليم الجولان دون حرب وبإعلان من حافظ الأسد وقبل احتلال الجولان أصلا، وحافظ الأسد هذا هو الضابط المغمور الذي صعد فجأة في سلم السلطة وأزيلت من وجهه كل العقبات حتى وصل إلى السلطة بعد أن زال من أمامه كل خصومه بصورة تدعو للريبة. 

وقصة تسليم الجولان للعدو الصهيوني لم تكن لتتم لولا إيلي كوهين.

ثم إن حافظ الأسد هو الذي ارتكب مجزرة حماة وحافظ الأسد هو من أنجب سفاح سوريا الحالي. وهو من صنع الصورة الحالية في سوريا، والحقيقة أن الأمر أبعد من حافظ الأسد.

ودون الدخول في التفاصيل التاريخية للأمر، فيمكننا القول دون أدنى مبالغة إنه لولا إيلي كوهين واختراقه لسوريا ما فقد مسلمو سوريا كل هذا العدد من الشهداء. 

شاحنة تنقل وقودا تسير داخل مدينة، السائق ينتابه الجوع، فيقرر الانحراف عن الطريق السريع ليدخل المدينة المزدحمة، تجذبه رائحة الشواء المتصاعدة من أحد المحال في أحد الشوارع المكتظة..

لا يوجد من يوقفه، فحراس بوابات المدينة غفوا في قيلولة. يتوقف بجانب المطعم.. يغفل من شدة جوعه عن رؤية خط الوقود الذي يسيل من شاحنته، يغادرها بسرعة ليطفئ جوعه، شرارة متطايرة تضرب خط الوقود المتسرب من شاحنته وتمتد إلى خزانها فتنفجر في الجميع.. المحال كلها تشتعل والنار تمتد إلى كل بيت في المدينة. خلال ساعات امتدت ألسنة اللهب إلى كل شبر في المدينة. 

لو لم ينم حراس البوابات لما دخلت الشاحنة المدينة ولما حدثت الكارثة. 

أمتنا نامت منذ قرون، فدخل الأعداء حاملين الصناديق الملونة ينثرون محتوياتها في عقول الجميع..

قبل تسليم الجولان، تسلم الأعداء عقول الأمة واخترقوها؛ لكي يظهر حافظ الأسد وعبد الناصر والسادات والمخلوع وبشار وعسكري الانقلاب.. كان لا بد من بيئة حاضنة ينبت فيها هؤلاء. 

الشهيد سيد قطب قال حين اتهموه بمحاولة اغتيال عبد الناصر، إن اغتيال عبد الناصر هدف تافه، إنما نسعى لبناء مجتمع لا يظهر فيه أمثال عبد الناصر. 

قبل أن ترى الجنود يطلقون النار على شهداء رابعة وقبل أن ترى الضباط يستجوبون طفلا في سيناء قبل قتله، كانت التربة التي أنبتت هؤلاء. 

قبل عبد الناصر كان الأفغاني وكان محمد عبده وعباس محمود العقاد وطه حسين.

البيئة المستزرعة التي نقل الاحتلال عقلك إليها.

البعض قد لا يدرك مثلاً مدى ارتباط طه حسين أو مرحلة محمد علي بما تعانيه مصر الآن. 

ربما بدا الحديث للبعض فلسفيا وربما بدا للبعض الآخر أجدر بأحد أفلام الخيال العلمي..

والحقيقة أنك تحصد الآن البذرة التي ألقاها محمد علي منذ قرنين، أنت تعاني الفقر الذي زرعه عملاء الاحتلال الذين نبتوا في البيئة التي شكلتها أفكار طه حسين والتي تشكلت في الأساس في منظومة بديلة معادية لمنظومتك الفكرية التي وُلدت في ظلها أو تلك التي تظن أنك تنتمي إليها. 

قبل أن تُسلم سيناء للعدو عدة مرات من قبل، وقبل أن ينصبوا عليك بتمثيلية أكتوبر وبترديد خرافات الإعلام العسكري، تمت (سفلتة) عقلك بإزالة الأرضية الفكرية الحقيقية الإسلامية ورصفه بأرضية فكرية معادية تحمل بعض التشابهات الظاهرية لخداعك لتقبلها. 

تحرير هذه الأمة لن يبدأ فقط بمظاهرات في الشوارع ولا لافتات الاعتراض ولا هتافات (يسقط حكم العسكر) فقط (رغم أهمية كل ما سبق وضرورته، لكنه يبدأ بالوعي كما قال الشيخ حازم أبو إسماعيل فك الله أسره. 

والوعي لا يعني فقط معرفتك بحقيقة الخدع التي مارسها العسكر عليك عن طريق الإعلام..

بل الوعي الشامل بحقيقة هويتك وهوية العسكر والمصالح التي يمثلونها. 

تحررك وتحرر بلادك يبدأ أساسا عندما يتحرر عقلك.
3
التعليقات (3)
عبده حلم
الأربعاء، 26-04-2017 05:06 ص
بارك الله فيك فهم عالي ودقة متناهيه في التحليل الحل في هذه المعركة الازليه هي معرفة العدو الحقيقي وهو الشيطان واولياءه من الانس وكشف طرق خداعهم وطريقة مواجهتها بالطرق الشرعية كدفع الشيطان بذكر الله واولياءه بجهاد الكلمة والسيف ومعرفة الحق ونشر العلم الشرعي والله المستعان
عبده حلم
الإثنين، 24-04-2017 10:05 ص
بارك الله فيك فهم عالي ودقة متناهيه في التحليل الحل في هذه المعركة الازليه هي معرفة العدو الحقيقي وهو الشيطان واولياءه من الانس وكشف طرق خداعهم وطريقة مواجهتها بالطرق الشرعية كدفع الشيطان بذكر الله واولياءه بجهاد الكلمة والسيف ومعرفة الحق ونشر العلم الشرعي والله المستعان
عادل من الجزائر
الأحد، 23-04-2017 06:45 ص
برافو عليك اختي، بعد ما قلتي لا يسعنا الا ان نقول جفت الاقلام و طويت الصحف .